تُشكل المرأة ما يقرب من نصف المجتمع الفلسطيني، حيث كانت ولا زالت تشارك مجتمعها في كافة المجالات، على الرغم من الاضطهاد المزدوج الذي تتعرض له، بسبب الاحتلال الإسرائيلي من جهة، والعادات والتقاليد القديمة القائمة على التمييز بين الجنسين من جهة أخرى.
ورفضت المرأة كافة أشكال الاضطهاد لحقها، وأصرت على أن تكون لبنة فاعلة في الحركة الوطنية الفلسطينية، فتبوأت مراكزاً قيادية في مجتمعها، وأسّست جمعيات ومؤسسات خاصة، رغبةً منها في الارتقاء بوطنها وصولاً إلى دولة المؤسسات القويمة.
وحول مشاركة الحركة النسوية التابعة لفصائل العمل الوطني والإسلامي في الانتخابات المحلية المنوي عقدها في أكتوبر المقبل، قالت عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة فتح نعيمة الشيخ علي، في حديث خاص مع وكالة "خبر"، إنه من الضروري وصول قدر كبير من النساء إلى مجالس البلديات، لأن المرأة هي الشريحة الأكبر في المجتمع، مضيفة "معنيين كحركة نسوية أن يصل أكبر قدر من النساء في المجالس البلدية".
وأشارت مسؤولة الحركة النسائية في حماس رجاء الحلبي، إلى أن الحياة السياسية ليست مقتصرة على الرجال دون النساء، فمعاناة المرأة من الوضع السياسي القائم، يحتم عليها أن تكون شريكة للرجل في كل مناحي الحياة السياسية.
وقالت عضو المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" هدى عليان لوكالة "خبر"، إن المرأة الفلسطينية لها دور أساسي في المشاركة في الانتخابات البلدية القائمة، نظراً لأن نسبة النساء في المجتمع الفلسطيني كبيرة، بالإضافة إلى أنها ستتمكن من اختيار القائمة التي تلبي طموحاتها.
وأوضحت الشيخ علي أن نسبة (20%) لتمثيل المرأة في المجالس البلدية هي نسبة قليلة، معربة عن أملها أن تصل هذه النسبة في المستقبل إلى (50%)، هذا ما يمكن المرأة من الوصول للمجالس بشكل أكبر.
وأكدت عليان على ضرورة بذل جهد كبير من أجل تمكين المرأة في المشاركة السياسية، وزيادة تمثيل النساء في القوائم الانتخابية ليصل إلى النصف.
قالت الصحفية والمختصة بالشأن النسوي والاجتماعي سامية الزبيدي لوكالة "خبر"، إن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى توحيد جهود النساء والرجال، لانتشاله من الحالة الصعبة التي وصل إليها.
وأوضحت الزبيدي أنه ليس بمقدور الحركة النسائية وحدها ترميم التراجع الكبير الذي شهدته القضية الفلسطينية على الصعيد السياسي، والتي يعاني شعبنا ارتداداته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مشيرة إلى أن ما تحتاجه المرأة في المجتمع الفلسطيني هو إشراكها من أبناء الشعب الفلسطيني في صناعة واتخاذ القرار.
وأشارت عليان إلى أن هناك برامج تدريبية تهدف إلى توحد كافة الأطر النسوية، من خلال اجتماعات متواصلة لدعم مشاركة المرأة في العملية الانتخابية وتدريب النساء على كيفية التواصل مع العملية الانتخابية والتحضير لها.
وقالت الشيخ علي في حديث مع وكالة "خبر"، إن الأنشطة في المراكز المتخصصة لم تتوقف عن التوعية في موضوع التسجيل والمشاركة والترشح للانتخابات، مؤكدة على ضرورة مشاركة المرأة في العملية الديمقراطية، وأن يكون لها كامل الحرية في التعبير عن رأيها واختيار ممثليها.
كما أفادت عليان أن هناك عملية استنفار قصوى في الأطر النسوية ومؤسسات المجتمع المدني، من أجل توعية النساء في العملية الانتخابية كي تعرف لمن تتوجه ومن تنتخب.
في حين أوضحت الحلبي لوكالة "خبر"، أن حركة حماس كما ترتقي بالرجال، فإنها ترتقي أيضاً بالحركة النسائية، فهناك تمثيل للمرأة في الهيئات القيادية للحركة يعطيها المجال لأن نكون صاحبة قرار كإخوانها.
ونوهت الحلبي إلى أن الحركة النسائية الإسلامية تعمل على توعية المرأة وغرس المبادئ الإسلامية لديها، مشيرةً إلى أن المرأة في حماس تعي دورها، وتفهم حقوقها وواجباتها، وتعودت أن تقدم ما تستطيع في كل المجالات والأوقات.
وأشارت الزبيدي إلى أن الانتخابات البلدية ستكون وفق القوائم، هذا يعني أنه إذا لم تدعم الأحزاب النساء، وإذا لم تلتئم النساء في قوائم مستقلة أو مشتركة مع رجال آخرين فإنها لن تستطيع أن تصل إلى هذه المجال.
وأعربت عليان عن أملها بأن تكون هذه الانتخابات ديمقراطية ناجحة يشارك فيها الكل الوطني، وضرورة تفضيل المصلحة الوطنية لإنهاء الانقسام الفلسطيني من أجل انتخابات وطنية نزيهة.
ودعت الزبيدي كافة الأحزاب إلى ترشيح رجال ونساء أكفاء لهذه المسؤولية، وفقاً لاعتبار المصلحة العامة وليست الحزبية المباشرة.
وأوضحت الحلبي أن المرأة كان لها دور سياسي واضح، حيث شاركت في انتخابات عام 2006 بصورة فاعلة شهد لها الجميع، واستطاعت من خلالها دخول المجلس التشريعي والحكومة، كما أن لها وجود في الحيا ة السياسة اليومية، من خلال ما تقوم به من فعاليات وأنشطة سياسية مختلفة.
ولفتت عليان إلى أن للنساء بصمات على صعيد الحركة الوطنية، حيث أنها شاركت في النضال وصنع القرار، مضيفة "الجميع يفتخر بالمرأة الفلسطينية وصمودها".
وأكدت الحلبي على أن الوضع الذي يعيشه قطاع غزة اليوم، لن يمنع المرأة من بذل قصار جهدها في تقديم الخدمات للمواطنين من خلال المؤسسات الخيرية العاملة في الميدان.
وأوضحت الشيخ علي، أنه من المفترض أن تأخذ الانتخابات البلدية الطابع الخدماتي، لا الطابع السياسي، فيما يتعلق من تقديم الخدمات وتوفير الراحة للمواطن، من خلال مشاريع البنى التحتية كرصف الشوارع، وتوفير المياه، وترميم شبكات الصرف الصحي، وغيرها من المشاريع التي تعود بالنفع على المواطن.