الانتخابات البلدية.. عرس ديمقراطي تُفسده الأجواء السياسية المسمومة!!

13942618_10208447658202218_860893985_n
حجم الخط

تصاعدت في الآونة الأخيرة العديد من الأصوات التي نادت بتأجيل الانتخابات البلدية، المقرر عقدها في أكتوبر المقبل، وذلك بعد حالة من التفاؤل عمت الشارع الفلسطيني بهذا التوافق بين قطبي الوطن المتناحرين.

هذه الآمال سرعان ما تبددت في أعقاب الاتهامات المتبادلة بين الحركتين الأكبر، ما جعل الشارع الفلسطيني في حالة ترقب وانتظار للمجهول القادم، تزامناً مع حالة التوتر المسيطرة على الساحة السياسية.

قالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مريم أبو دقة في تصريح خاص لـ "وكالة خبر"، إن الانتخابات تأتي بعد 10 سنوات من تجميد العملية الديمقراطية، وفي ظل انقسام حاد و حصار واحتلال يحاول منع أي عملية انتخابية.

من جانبه، أشار عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وممثل التحالف الديمقراطي في لجنة الانتخابات نافذ غنيم في تصريح خاص لـ" وكالة خبر"، إلى أن المرسوم الرئاسي الذي صدر بإجراء الانتخابات جاء في وقته الطبيعي وبمثابة استحقاق وطني وديمقراطي، من أجل أن يختار الشعب ممثلية في السلطات المحلية.

ولفت المحلل السياسي حسن عبدو خلال حديثه لـ"وكالة خبر"، إلى أن هناك توافقاً وطنياً نتج عنه انتخابات موحدة في الضفة  وغزة، مؤكداً على أهمية أن يتفهم الكل الفلسطيني ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد دون تأجيل.

وفي الحديث عن الأصوات التي تنادي بتأجيل عقد الانتخابات، قالت أبو دقة "إن الجبهة الشعبية مستمرة في متابعتها للعملية الانتخابية، على الرغم من كافة المعيقات"، مضيفةً أن الوقت غير كافي للتحضير والاستعداد في ظل نسبة الحسم المرتفعة، في حين يتم التشاور بين القوى في إقرار النسبة،  لكي يستطيع الكل الفلسطيني المشاركة بكل ديمقراطية .

وأكد غنيم على أن التحالف الديمقراطي المكون من قوى اليسار الخمس، سيعمل بكل بقوة لإنجاح الانتخابات البلدية القادمة والتخلص من كافة الاشكاليات، منوهاً إلى أن البعض يسعى إلى إفشال العملية الانتخابية لأسباب ودوافع خاصة.

وأشار المحلل السياسي حسن عبدو، إلى أن المواقف التي أعلن عنها بعض القادة والمسؤولين والتي تخص مخاطر إجراء الانتخابات في هذا التوقيت، تأتي ضمن حرية التعبير عن الرأي الشخصي فقط، ولا تعبر عن المستوى الرسمي.

ورداً على التصريحات التي قالت "إن قوى اليسار أفشلت تشكيل قائمة شاملة للكل الفلسطيني"، أشارت أبو دقة إلى أن تشكيل قوى اليسار لقائمة موحدة جاء بعد  التواصل مع حركتي فتح وحماس، سعياً إلى تقديم الخدمات للشعب الفلسطيني، وإيجاد قوة ثالثة تخلق حالة من التوزان.

وأضاف غنيم، أنه في حال لم يتم التعامل مع هذه الانتخابات كخطوة للدعم والإعداد وفرز الأصوات واحترام نتائجها، فإنه سيترتب على ذلك نتائج سلبية، ولن يتبقى أي من الطرق لإنهاء الانقسام.

وتمنى عبدو  أن يتم إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، بعيداً عن حالة الاستقطاب الحاد بين حركتي فتح وحماس وإيجاد حالة من التوافق الوطني  كانتخاب ذوي الكفاءة للشعب الفلسطيني.

وأعربت أبو دقة، عن أملها في أن يتم إنهاء الخلاقات بين طرفي الانقسام في هذه المرحلة التي تشهد عرسا ديمقراطياً، مطالبةً الجميع باحترام وثيقة الشرف الموقعة، من أجل تفويت الفرصة على الاحتلال الذي يسعى إلى إفشال الانتخابات.

وأوضح غنيم، أن قوى التحالف الديمقراطي مستمرة في سعيها لإنجاح العملية الانتخابية، على الرغم من المؤشرات  السلبية والتصريحات والاتهامات التي يُصدرها طرفي الانقسام في محاولة لتأجيل الانتخابات أوإلغائها.

واعتقد عبدو في حال لم يتم إجراء الانتخابات في موعدها، فإن التراشق  الإعلامي والاتهامات  المتبادلة بين حركتي فتح وحماس ستطفو على المشهد السياسي بشكل أوسع من الحالي. 

تحضيرات قوى اليسار الفلسطيني لقائمتها في الانتخابات البلدية 

وقال غنيم، "إن التحالف الديمقراطي قام بتشكيل البنية العامة التي تدير هذه العملية الانتخابية، سواء اللجنة المركزية الكبرى والصغرى، وذلك بهدف إعداد القوائم  وتسجيل بنك المعلومات في كافة المراكز التي تستهدف التحالف الديمقراطي".

وأضاف، أن التحالف الديمقراطي أمام مسؤولية أخلاقية لإثبات نفسه على الساحة الفلسطينية، مشيراً إلى أن الهدف من تشكيل هذا التحالف هو خلق توازن في الساحة الفلسطينية وكسر القطبية الثنائية التي أضرت بمصالح الشعب الفلسطيني وخلق توازن داخل المجالس البلدية.

وأكد غنيم، على أن التحالف الديمقراطي يسعى جاهداً بقدر المستطاع لإنهاء حالة الخلاف والتراشق الإعلامي بين طرفي الانقسام، والتي تمس بالعملية الانتخابية، وتزيد من الإشكاليات.