شهدت مدينة نابلس أول أمس الخميس، أحداثاً مؤسفة أدت إلى استشهاد عنصرين من قوات الأمن الفلسطيني، جراء قيام بعض الخارجين عن القانون بإطلاق النار بشكل مباشر تجاه مجموعة من عناصر الأمن خلال تأديتهم لمهامهم في حفظ الأمن وضبط المنفلتين.
هذه الأحداث سرعان ما أثارت غضب الشارع الفلسطيني، خاصة في مدينة نابلس التي رفضت هذا الحادث المشين، وحول موقف المجلس التشريعي حيال هذه الجريمة، وإمكانية تأثيرها على عقد الانتخابات البلدية المقررة في الثامن من أكتوبر المقبل.
عبر النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح جمال الطيراوي، عن شجبه وإدانته لجريمة إطلاق النار تجاه عناصر الأجهزة الأمنية في مدينة نابلس، معتبراً أنها جريمة غير مبررة ولا بد من معاقبة المقترفين بكل حزم.
وأوضح الطيراوي في حديث خاص مع وكالة "خبر"، أن المطلوب من الأجهزة الأمنية في هذه الفترة هو تعزيز النشاط الأمني على مدار الساعة، من أجل أن تشكل سداً منيعاً أمام المتربصين بالحالة الأمنية في المدينة.
بدوره قال عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس ياسر منصور، إن حالة الفوضى التي مرت بها نابلس لا يقبل بها أي فلسطيني، مضيفاً بالقول: "ينبغي أن تكون هناك حالة من التعاون ما بين المواطن والأجهزة الأمنية التي وُجدت لحماية أبناء شعبنا".
وشدد الطيراوي على ضرورة بحث الأسباب التي أوصلت الوضع في مدينة نابلس إلى هذه الحالة، ووضع حد لرموز الفتن في المدينة الذين تسببوا في إراقة الدم الفلسطيني من المدنيين والأجهزة الأمنية، رافضاً أن يمس أحد من أبناء المؤسسة الأمنية أي أذى باعتبارهم ضمان للأمن والأمان في المدينة.
وتمنى منصور في حديث خاص مع وكالة "خبر"، ألا تكون حالة الإرباك مخطط لها، أو أن يكون هناك من هم معنيين بإرباك الموقف الداخلي وإنشاء حالة من الفوضى، معرباً عن أمله في ألا تتكرر هذه الأوضاع الطارئة، التي تصرف الأنظار عن القضايا الكبرى، وأن يتم ملاحقة و مراجعة المتسببين من قبل الأجهزة الأمنية.
ونوه الطيراوي، "إذا لم يلاحق رؤوس الفتنة ولم تعالج هذه الأمور من جذورها ستبقى نابلس في هذه الدوامة"، مؤكداً على أن الكل الفلسطيني حريص على عدم تكرار ما حصل، وأن المدينة أكبر من ذلك جميعاً.
وحول تأثير الأحداث على إجراء الانتخابات، اعتقد النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس أحمد مبارك، أن هذا الأمر قد يشوش على الانتخابات، ، داعياً الجميع في نابلس من فصائل وعائلات ومؤسسات إلى أن يتعاونوا مع المؤسسة الأمنية من أجل وضع حد لهذه الظاهرة.
في حين، قال الطيراوي، إن هذه القضية الخطيرة ستؤثر على آلية سير العملية الانتخابية بشكل كبير جداً، موجهاً ندائه للكل الفلسطيني برفع أصواتهم للمطالبة الرئيس بتأجيل الانتخابات، نظراً لعدم جاهزية الظرف الموضوعي والذاتي في هذا التوقيت لإجراء الانتخابات.
وتساءل الطيراوي، "كيف نتحدث عن انتخابات والدم الفلسطيني ينزف في كل لحظة؟، والبطالة والفقر تفشت في كل تفاصيل المجتمع؟، كيف نجري انتخابات ونحن في حالة انقسام بغيض؟".
وفي الحديث عن تحضيرات حركة فتح في نابلس للانتخابات، أوضح الطيراوي أن مشاورات جرت بين أعضاء من اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح مع الحاج عدلي يعيش المحسوب على حركة حماس حول تشكيل قائمة موحدة، لافتاً إلى أن المشهد ما زال ضبابياً و لم تتضح الأمور حتى هذه اللحظة.
من جانب آخر أوضح النائب منصور، أن الحاج عدلي سيخوض الانتخابات بقائمة مستقلة تحمل اسم "نابلس للجميع" تضم كافة الأطياف، بالإضافة إلى أشخاص مهنيين، وبالتالي فإن قائمته تعتبر قائمة مستقلة ليس لحماس علاقة بها.
وأشار إلى أن حماس في نابلس وحتى في باقي المحافظات، ليست لها قوائم خاصة، وإنما ستقوم بدعم أي قائمة ترى فيها المناسب وتسعى لخدمة الشعب الفلسطيني، مضيفاً أن المشهد غير واضح حتى اللحظة، ويبقى الأمر لكل منطقة تقدر ظرفها وموقفها حسب ما تراه مناسباً.