ليبرمان يحاول تغيير ميزان الردع حيال «حماس»

441
حجم الخط

من السابق لاوانه القول ما الذي ولد الرد الشاذ والقوي من الجيش الاسرائيلي، ليلة الأحد، على الصاروخ الذي انفجر في سديروت. من الصعب أن نصدق بان الحديث يدور بالفعل عن نوبة غضب من ليبرمان في اعقاب ازعاجات وسائل الاعلام (ولا سيما ليئور شلايم الممتاز) عن الفرق بين اقواله وافعاله. فالجهاز العسكري لا يعمل بطريقة تسمح بردود انفعالية عفوية من هذا النوع. وللاسباب ذاتها لا يزال من السابق لأوانه أن نقول بأنه كان هنا استغلال لفرصة عملياتية للجيش الاسرائيلي لـ "تنظيف" بضع قدرات منغصة لدى "حماس" تجمعت حولها معلومات مسبقة. كما أن الشائعات المرتبطة بالانفاق لم تنضج بعد الى معلومات حقيقية.
ما يتبقى هو محاولة أن نفهم الامور كما هي ببساطة. فقد نقل عن مصدر امني اسرائيلي، أول من امس، كمن ينقل رسالة واضحة لـ "حماس": معادلة ردود الجيش الاسرائيلي على "حماس" تغيرت، ويجدر بالجميع ان يعتاد القواعد الجديدة. اذا كانت هذه هي القصة بالفعل، فينبغي الترحيب بذلك. وخلافا لباقي أفعال ليبرمان حتى الان في وزارة الدفاع، فان هذا التغيير حيوي ومطلوب."قواعد اللعب" التي كانت متبعة حتى الان كانت تقترب من التسيب. تنقيطات صواريخ هنا وهناك، او هنا وكذا هناك، بتوقيت غير دائم، رد عليها بشكل عام بهجوم تمثيلي من سلاح الجو على مثل هذا الكثبان الرملي أو غيره، لغرض وضع اشارة نصر في الدفتر الافتراضي. ترسب الغبار – والكل واصل كالمعتاد. الكل باستثناء اطفال سديروت وغلاف غزة، الذين يواصلون العيش في ظل "اللون الاحمر" (صافرة الانذار)، والابقاء على مسافة لمسة من المجال المحصن.
لا توجد دولة سيادية في  العالم توافق على ان يدير مئات الالاف من مواطنيها حياة عادية تحت تهديد دائم كهذا، وان يكونوا خاضعين لامزجة بضع عصابات ملتحية في غزة.
عندما خطط ارئيل شارون فك الارتباط، طلب ان يرد على كل صاروخ قسام يطلق بنار مدفعية عديم التمييز من الجيش الاسرائيلي نحو المكان الذي اطلق منه الصاروخ. اوضحوا له بانه ستكون صعوبة قانونية لتبرير مثل هذا الفعل. شد شارون  على اسنانه، ولكن لم تكن لديه فرصة لاسداء نصيحة بديلة. اما افيغدور ليبرمان فقد أخذ زمنه في وزارة الدفاع، حقق بعض الثقة بالنفس، وهو ينتهج الان قواعد لعب جديدة وبالاساس وتيرة اخرى. حاول تسريع هدم منازل المخربين في اعقاب العمليات (بنجاح محدود) وهو يحاول او يثقل اكثر فأكثر على مناطق وعلى سكان يخرج منهم الارهاب (مثلما هو الحال آنفا). مبادرته لتغيير مستوى ردود الفعل الاسرائيلية في غزة هامة، شجاعة، ولكنها خطيرة ايضا.
من يغير قواعد اللعب بشكل احادي الجانب ينبغي أن يكون مستعدا لان يسمح للطرف الاخر بان يحاول بلورة قواعد خاصة به. والسؤال هو هل لدى اسرائيل ما يكفي من "الهواء" كي تحتمل جولة عنف مع "حماس" في التوقيت الحالي، مع نهاية الصيف وبداية السنة الدراسية؟  وهل نتنياهو، الذي اظهر مناعة متدنية جدا في الجرف الصامد، هجر سياسة الاحتواء التي اتخذها مع موشيه بوغي يعلون في صالح المعادلة الجديدة لليبرمان؟
ان  الاسناد الذي اعطاه نتنياهو لليبرمان الان غير ذي صلة. والسؤال هو كيف سيتصرف عندما ستصخب المدافع ويجلس السكان في الملاجئ. من أجل تغيير معادلة استراتيجية هناك حاجة لكفاءة مناعة، قدرة امتصاص واستعداد لدفع الثمن. نحن قبيل نهاية الصيف الثاني على التوالي بلا مواجهة في غزة. فهل نتنياهو مستعد لان يأخذ الرهان لاشتعال واسع قبيل اعياد تشري العبرية؟
سنحصل على أجوبة جزئية على هذه  الاسئلة في الايام القريبة القادمة. اما حاليا، على الطريق، فقد هاجم سلاح الجو، أول من امس، برشاقة كبيرة، جهاز اطلاق نار سوريا في اعقاب "تسلل" قذيفة هاون الى هضبة الجولان. لقد انتهى عصر التسللات، يعلن ليبرمان. لا في الجنوب ولا في الشمال. من المهم الاشارة الى انه قبله ايضا ردت اسرائيل على كل تسلل، ولكن بشدة اخرى. اما الان فيوجد رب بيت جديد على الساحة. سنرى اذا كان سينجح في  تغيير اللعب.