تزايدت التصريحات مؤخراً حول الجهود العربية التي تُبذل على أعلى المستويات، لإنهاء الخلاف بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والقيادي في حركة فتح النائب محمد دحلان، وذلك بعد خوض الحركة للانتخابات المحلية المنوي عقدها، في قائمة موحدة أعلنت عنها الحركة في مؤتمر صحفي باسم "كتلة التحرير الوطني والبناء".
وشهدت الأجواء الفتحاوية بالتزامن مع بدء التحضير للانتخابات المحلية، تصريحات إيجابية من قيادات وكوادر الحركة، والتأكيد على خوض هذه الانتخابات في قائمة موحدة، على الرغم من الخلافات السابقة بين الرئيس عباس والقيادي دحلان.
وصرح مصدر فتحاوي مطلع لوكالة "خبر" أمس، أن وفداً رفيع المستوى من حركة فتح زار العاصمة المصرية القاهرة وعقد لقاءات مع مسؤولين مصريين، لبحث ملف المصالحة الداخلية للحركة.
وكشف المصدر، أن قراراً داخلياً اتخذته قيادة حركة فتح، بإنهاء الخلاف وإعادة اللحمة للحركة قبيل عيد الأضحى المبارك، وذلك بعد تدخلات عربية من أربعة دول وهي "السعودية ومصر والإمارات والأردن".
استطلعت "وكالة خبر" آراء كوادر حركة فتح في محافظة خانيونس بشأن هذا الملف، ويقول أحد كوادر الحركة في المحافظة: "إننا نتطلع إلى إنهاء الخلاف القائم بين الرئيس محمود عباس والقيادي محمد دحلان، وذلك لضرورة أن تكون الحركة على قلب رجل واحد، وانتفاض الحركة مجدداً كطائر الفينيق".
وقال كادر فتحاوي آخر، "إن الأحاديث حول هذا الموضوع كثيرة، لكننا نطمح إلى أن تكون النوايا في هذه المرة صافية، وصولاً إلى إتمام المصالحة الفتحاوية، التي أصبحت مطلباً لدى القاعدة الجماهيرية للحركة".
وبدوره، قال أحد أعضاء قيادة إقليم خانيونس، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، "إن حركة فتح موحدة والآن نتوجه إلى إنهاء الخلاف القائم بين الأخوة، فليس من العيب ألا نخطئ ولكن العيب أن نستمر في الخطأ".
واختلفت آراء كادر فتحاوي آخر عن سابقيه، حيث قال "إن قيادة حركة فتح خذلت القاعدة التنظيمية في عدة مفاصل هامة، وما نريده الآن هو عقد المؤتمر السابع للحركة، من أجل إفراز قيادة جديدة قادرة على إعادة الهيبة للحركة".
وكانت اللجنة المركزية لحركة فتح، قد دعت في اجتماعها المنعقد قبل حوالي أسبوعين، إلى التماسك والوحدة، مطالبةً أبناء الحركة برصد الصفوف والتلاحم لنصرة حركتهم، والتعالي عن الخاص من أجل العام.
ومن جهته، ثمن القيادي في حركة فتح سمير المشهراوي الداعم لدحلان، بيان المركزية، مؤكداً على أن هذا الخطاب الوحدوي المسؤول قد جاء في لحظات حرجة من تاريخ القضية الوطنية والحركة، وفي وقت يتطلع فيه كوادر الحركة وأبنائها إلى رص الصفوف ومواجهة التحديات.
ودعا المشهراي عبر تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قيادات وأبناء حركة فتح الذين طالتهم قرارات الفصل، إلى البدء باتخاذ كافة الإجراءات التي تكفل لهم عودة حقوقهم كأعضاء وقيادات أصيلين في الحركة.
من جانبه، أكد النائب عن حركة فتح في المجلس التشريعي أشرف جمعة، على دعمه للجهود المبذولة لإنهاء الخلاف بين الرئيس محمود عباس والقيادي في الحركة محمد دحلان، مشيراً إلى أنه بوحدة حركة فتح وتعافيها يتعافى الوطن.
وأضاف جمعة في تصريح خاص لوكالة "خبر"، أن وحدة حركة فتح في هذه المرحلة باتت مطلب للقاعدة التنظيمية للحركة، فلا يمكن الاستمرار في حالة الفرقة اكثر من ذلك، موضحاً بأن هذه الحركة العظيمة تحتاج من الجميع التعالي على جراحه من أجل وحدتها وقوتها.
وثمن جمعة، الجهود المصرية والأردنية المبذولة لإعادة الوحدة لحركة فتح، معرباً عن تقديره لموقف الرئيس عباس واللجنة المركزية للحركة الداعم للوحدة الفتحاوية الداخلية، والذي عبر عن نبض الشارع الفتحاوي.