حول مؤتمر ماس الاقتصادي: بعيداً عن المديح والإطراء

صلاح هنية
حجم الخط

محتوى حديث الناس الاقرب على الملف الاقتصادي والاجتماعي حول جدوى مؤتمر ماس الاقتصادي 2016، ومن الطبيعي أن الرأي الكاسح " ما هي الاضافة الجديدة، هو مؤتمر مثل بقية المؤتمرات فض مجالس" " لا تعكس كثافة الحضور ارادة بإحداث اختراق في الملف الاقتصادي والاجتماعي" "هؤلاء المتحدثين على المنصة هم ذاتهم في كل اللقاءات والمؤتمرات ونصفهم مسؤول حالي ونصفهم الاخر مسؤول سابق وجزء من الجزأين إما مفاوضا على بروتوكول باريس الاقتصادي وأما صاغه وجزء منهم لا يؤمن بمشاركة غيرهم".
بداية البدايات عندما وجهت الدعوة لجلسة تحضيرية لاطلاق مؤتمر ماس الاقتصادي كان من  خارج القطاع الصناعي والتجاري والاستيراد والتصدير ومستثمري النخيل قلة، ضع نفسك مكان هؤلاء في جلسة تضم ما يزيد عن 70 مشاركا من هؤلاء اضافة لوزراء ووكلاء وزارات، وجل الحديث عن الشراكة بين القطاع الخاص والقطاع العام بعد عشرات اللقاءات المتخصصة بهذا الملف في اريحا وبيت لحم ورام الله ونابلس ومؤتمرات استثمارية ونقاشات مباشرة بين القطاعين، جل الحديث عن التماس عذر لوزارات الاختصاص انها وضعت سياسات ورؤى ولكنها في جلها لم تقلع " مناطق صناعية في جنين واريحا وبيت لحم، الاستراتيجية الوطنية لتنمية الصادرات، السياسات في القطاع الزراعي والمناطق المصنفة "ج" ومياه الري، سياسات التنمية الاجتماعية ومحاربة الفقر والبطالة وتمكين الاسر الفقيرة، الرؤى بخصوص قطاع المياه والطاقة والنقل ".
كان الهم الاكبر أن يخرج هذا المؤتمر بعنوان واضح مفاده " حسن تنفيذ قرار الحكومة بمنح الافضلية للمنتجات الفلسطينية المطابقة للمواصفات في العطاءات والمشتريات الحكومية حتى لو ارتفع سعرها بنسبة 15% " ، ولم يتحقق ذلك بشكل واضح لأن جل المتحدثين من الرسمين والقطاع الخاص تظهر لغة الجسد على المنصة أنهم يتحدثون عن المنتج الفلسطيني وفشل حملات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية وفشل قرار مقاطعة خمسة شركات إسرائيلية على قاعدة التعامل بالمثل ولكن لغة الجسد والكلمات لا تسعف "على شرط أن يكون المنتج ذات جودة أن يبذلوا الصناعين جهدا أكبر في الجودة " وهذا اشتراط جائر لأنه نابع من افتراض ان المنتجات الفلسطينية ليست ذات جودة ولا يوجد اي جهد للجودة، وهنا مربط الفرس واصل الحكاية في كل اجتماع ولقاء ومؤتمر وجولة ميدانية " ما في عنا منتجات فلسطينية" وعندما يشدون الرحال للمشاركة في معرض صناعات فلسطينية في العالم يصبح هناك منتجات فلسطينية يفاخرون بها المهم في الخارج اثناء قص الشريط ولقاء شخصية رسمية في هذا البلد او ذاك.
بالمناسبة هذا ليس ذنب معهد ابحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني "ماس" فقد بذل مسؤولوه وأفراد طاقمه جهدا يحترم واعدوا مصفوفات لكل قطاع من القطاعات المطروحة في المؤتمر وعقدوا عدة جلسات تحضيرية، وناقشوا مخرجات هذه المصفوفات مع مجموعات العمل المتخصصة، ووقع هناك تكرار كون هناك رجل اعمال وصناعي وسيدة اعمال وباحث اقتصادي يشارك هنا وهناك فيخلط الاوراق.
خلال الجلسات التحضيرية كان  بعض من الباحثين ومعدي المصفوفات يشدون شعرهم ويضربون على رأسهم نتيجة التكرار نتيجة الحديث في قضايا مشمولة في المصفوفات، وعلى فنجان قهوة في الاستراحة يفضفضون ما في قلوبهم.
اعترف وأقر ان رؤساء الجلسات في المؤتمر تفوقوا من خلال جهد رائع لطرح اسئلة تضع النقاش على السكة وتشكل اسئلة مفتاحية ليست ابتكارا ولكنها من ضمن المعلومات المنشورة ومن خلال مقارنة الارقام والمعطيات، وجل المتحدثين كانوا يتلو علينا ورقة معدة سلفا والبعض يعطي ايحاء انه لم يتلو علينا الورقة المعدة سلفا ولكنه على حين غفلة يلتقطها ويتلوها علينا رغما عنا، فيحبط جهد رئيس الجلسة ولا يتناغم معه.
كان تقديم ملخص النقاش من قبل مقرري الجلسات الاربعة مفيدا رغم الاسهاب الا انه اعتمد المصفوفات واعتمد معايير المؤتمر، ولن اسلب حق التقدير للدكتور نبيل قسيس مدير عام ماس.
أعترف وأقر ان افكارا جديدة طرحت في الجلسات في الاطار القانوني وفي قطاع المصارف والتمويل ولكنها ليست جذرية، وكانت جولة ارقام واحصائيات الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني مهمة وتركت اثارها الواضحة فنحن نستورد 160 مليون دولار سنويا اعلاف، و80 مليون دولار سنويا دقيق، و60 مليون دولار عصائر وملابس.
 نقاش المقهى الشعبي على نفس الارجيلة عن المؤتمر والبعض دس السم في الدسم "المهم الغذاء كان طيبا " " المهم الخضار كانت فلسطينية" " المهم في فرص استثمار جديدة لتنتج فرص عمل" " المهم بدو يصير عنا صودا فلسطينية عشان تضب لسانك عنا عشان بنشرب صودا اسرائيلية " "المهم الوزارات قرروا يركبوا ارجل لبرامجهم التي قالوا فيها ما قالوا ولم تقلع"
 المهم راح يصير في باص دوار زي زمان" " المهم بدو يصير عنا نقل عام فعال" " المهم بدو يصير عنا خدمات مصرفية ميسرة ومفهومة" "المهم في فواتير عادلة" "المهم بطلوا يتهموا المستهلك انه مخرب مالطا وهو يشتري المنتجات الإسرائيلية والتجار والموزعين بريئين ولا مصلحة لهم بها ".