ليس أجمل من ابتسامة طفل تنثر الفرح على ربوع محيّانا، تلامس صوت البراءة فينا، تعاود استحضار ما ضاع منّا في زحمة الأيام، تناجي قلوبا اعتراها –أو كاد- صدأ الدوران في فلك الدوران في حلقة مفرغة .
وليس أجمل ولا أزهى من أمل يتلو ألما، وطموح ينمو على بقايا البقايا، إنْ توارى الأمل يوما؛ فلا مجال لقنوط أو تراخ، والتوكّل على الله يجلب ثقة لا تدانيها ثقة، فهلّا استبدل القانطون يأسهم بطموح؟
ليس أجمل من أن نستبدل "لماذا"، ب" كيف"، فمفارقة مربّع التبرّم، والانطلاق في فضاء رحب يطير بنا دون أن تكون لنا أجنحة، وبدلا من السؤال الدائم عن السبب، وجب البحث في آليات تحقيق النتيجة.
ليس أجمل من التآخي والصداقة، لمن لا يزال يدرك المعنى الحقيقي للصداقة، وليس أجمل من إدراك أن الأشياء الجميلة لا تتوارى، وفقط نحن الذين نتوارى، نتنافس ونتبارى، نغيّب المنطق، ندمّر إرث المنطق، ونجعل من علاقاتنا أحيانا بقايا علاقة، ونمضي لا نلقي بالا؛ ولا ندرك أن التفريط بالصداقة يغدو وبالا، ثم نسأل: أين العلّة؟ وقد لا ندرك- بل وندرك في أحيان كثيرة- أن العلّة فينا.
ليس أجمل من إرادة ترنو لتجاوز كل الصعاب، ولو خيرّت في اختيار مرادف للمفردة لأخترت أسرانا، فهم من أعطوا للكلمة دلالة فاقت معناها المعجمي، فجعلوا من إرادتهم دلالة تجبرنا على إعادة النظر فيما تحويه الكلمة من دلالة، وإذا أكثروا في الدراسات من استخدام تعبير:" مؤشر ذو دلالة"، ففي قصص أسرانا مؤشرات فاقت كل دلالة.
وليس أجمل من روح تنتصر للعطاء، تطير دون أن تكون في الفضاء؛ تعطي دون حدود، وترسم بعطائها أجمل لوحات الانتماء، وكثيرة هي النماذج، فكل التحيّة والتقدير لمن توسّم الخير في غدٍ آت، فثابر بطموح أسكنه الروح، ومضى، والسرّ ليس شرطا أن يبقى سرّا، فكل الأسرار قابلة للإخفاء إلا سرّ الانتماء.
وليس أجمل من الانتقاء وإعمال الذائقة، للنفوس الطامحة الراقية، فلننتق كلماتنا، فهي إمّا أنْ تكون بلسما يداوي، أو نبالا لكنها دون توجيه، وقد تصيب في مقتل، أما الذائقة فقد غيبنّاها في كثير من الحالات، فتعطلّت قدرتنا على الاستشعار.
وليس أجمل من أن نجعل من بساطة التعامل جواز مرور لعالم البساطة، ففي ظل تعقيدات كثيرة؛ مطالبون نحن بالمبادرة بدل الخمول.
ليس أجمل من أن نستحضر دوما وطنّا أسكنّاه فينا، حلما باق لا يفارق أروقة الروح؛ فله ومن أجله يطيب العمل، وله نُزجي دوما ملامح ملاحم الوفا.
ليس أجمل ....
كثيرة هي المحطّات؛ قليلة هي الوقفات، وليس أجمل من أن نتأمّل، وأن نعيد تشغيل ما تعطّل من قدرة على النظر في الأمور لا إليها، وقد حان الوقت لأن نستبدل الجدران بلوح شفّاف.
هي كلمات برزت فجر يوم نتوخّاه وأيامكم كلها سعادة ومسرّة، فليس أجمل من استشراف المستقبل، وطي صفحة محاكمة الماضي دوما بمنطق الحاضر، ناسين أن هناك مستقبلا منتظرا.