تعثرت جهود الرئيس بوتين الرامية إلى عقد لقاء بين نتنياهو وعباس في الكرملين، وهذا التعثر ربما لن يكون نهائيًا، فما دام الأمر يقتصر على لقاء في كنف ضيافة أثيرة للجانبين، فما زال ممكنًا تحقيق هذا اللقاء، وقد يكون في وقت قريب، فهنالك مغريات تصعب مقاومتها لمجاملة الرئيس بوتين.
فبالنسبة لإسرائيل التي سجّل رئيس وزرائها رقمًا قياسيًا في زيارات موسكو، واتصالاته الهاتفية مع بوتين، فهي شديدة الحرص على صيانة علاقاتها المستجدة مع عدو الأمس، خصوصًا بعد أن صارت اللغة الروسية لغة الشوارع والساحات في معظم المدن الإسرائيلية، وصار المواطن السوفياتي السابق ليبرمان رئيسًا للمؤسسة العسكرية والأمنية في إسرائيل، ذلك دون أن يستأصل جذوره الروسية رغم مرور سنوات على مغادرتها.
المصالح المشتركة بين روسيا وإسرائيل تطورت واتسعت، حيث صارت روسيا، ومن خلال دورها النشط في سوريا، دولة حدودية تلامس طائراتها حواف الأجواء الإسرائيلية، وتصل نيران حلفائها وخصومها على السواء إلى أي مكان في إسرائيل، غير أن ذلك كله يصب في رصيد العلاقات الثنائية، وليس أكثر، ذلك أن إسرائيل التي تعتبر الاستفراد بالفلسطينيين سلمًا أو حربًا هو أهم ثوابتها السياسية، لن تسمح لبوتين بما لم تسمح به لأوباما، وحدود التعامل الإسرائيلي مع موسكو في الشأن الفلسطيني لن تتجاوز المجاملة بقبول ضيافة اللقاء، دون أن يبنى عليه أي ترتيبات أخرى، كتجديد إطلاق العملية السياسية، فهذا الأمر ليس ممنوعًا فقط من قبل إسرائيل، بل وأيضًا من الولايات المتحدة، عرّابة العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية في زمن المفاوضات وزمن انهيارها.
أما بالنسبة للرئيس محمود عباس، فليس سهلاً عليه أن يقول «لا» للروس، حتى أنه أعلن موافقته على إتمام اللقاء، وأفصح عن أنه توقف في وارسو ليواصل الرحلة إلى موسكو، وأعلن كذلك أنه تلقى معلومات من مبعوث الرئيس بوتين السيد ميخائيل بوغدانوف، أفادت بطلب نتنياهو تأجيل اللقاء، ولم يبقَ على الرئيس الفلسطيني إلا أن يقول «رضينا بالهم، والهم لم يرضَ بنا».
كما أن عباس، المواظب على زيارة موسكو في كل العهود، الذي كانت الدبلوماسية السوفياتية مستشارًا موثوقًا له في فترة الإعداد للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، لا يزال يرى في موسكو ما يراه في باريس، كجهتين تستطيعان موازنة الانشغال الأميركي عن الشأن الفلسطيني، ولو على طريقة ذكر إنْ نفعت الذكرى.
لهذا كله، يقف الفلسطينيون الآن أمام معادلة تقليدية، وهي إمكانية نجاح عقد اللقاءات والمؤتمرات، والتعايش الاضطراري مع خلاصاتها المتواضعة، إن لم أقل المعدومة، ولهم في تجارب أكثر من نصف قرن من المحاولات ما يكفي ويزيد من القرائن الدالة على هذه المعادلة.
فبالنسبة لإسرائيل التي سجّل رئيس وزرائها رقمًا قياسيًا في زيارات موسكو، واتصالاته الهاتفية مع بوتين، فهي شديدة الحرص على صيانة علاقاتها المستجدة مع عدو الأمس، خصوصًا بعد أن صارت اللغة الروسية لغة الشوارع والساحات في معظم المدن الإسرائيلية، وصار المواطن السوفياتي السابق ليبرمان رئيسًا للمؤسسة العسكرية والأمنية في إسرائيل، ذلك دون أن يستأصل جذوره الروسية رغم مرور سنوات على مغادرتها.
المصالح المشتركة بين روسيا وإسرائيل تطورت واتسعت، حيث صارت روسيا، ومن خلال دورها النشط في سوريا، دولة حدودية تلامس طائراتها حواف الأجواء الإسرائيلية، وتصل نيران حلفائها وخصومها على السواء إلى أي مكان في إسرائيل، غير أن ذلك كله يصب في رصيد العلاقات الثنائية، وليس أكثر، ذلك أن إسرائيل التي تعتبر الاستفراد بالفلسطينيين سلمًا أو حربًا هو أهم ثوابتها السياسية، لن تسمح لبوتين بما لم تسمح به لأوباما، وحدود التعامل الإسرائيلي مع موسكو في الشأن الفلسطيني لن تتجاوز المجاملة بقبول ضيافة اللقاء، دون أن يبنى عليه أي ترتيبات أخرى، كتجديد إطلاق العملية السياسية، فهذا الأمر ليس ممنوعًا فقط من قبل إسرائيل، بل وأيضًا من الولايات المتحدة، عرّابة العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية في زمن المفاوضات وزمن انهيارها.
أما بالنسبة للرئيس محمود عباس، فليس سهلاً عليه أن يقول «لا» للروس، حتى أنه أعلن موافقته على إتمام اللقاء، وأفصح عن أنه توقف في وارسو ليواصل الرحلة إلى موسكو، وأعلن كذلك أنه تلقى معلومات من مبعوث الرئيس بوتين السيد ميخائيل بوغدانوف، أفادت بطلب نتنياهو تأجيل اللقاء، ولم يبقَ على الرئيس الفلسطيني إلا أن يقول «رضينا بالهم، والهم لم يرضَ بنا».
كما أن عباس، المواظب على زيارة موسكو في كل العهود، الذي كانت الدبلوماسية السوفياتية مستشارًا موثوقًا له في فترة الإعداد للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، لا يزال يرى في موسكو ما يراه في باريس، كجهتين تستطيعان موازنة الانشغال الأميركي عن الشأن الفلسطيني، ولو على طريقة ذكر إنْ نفعت الذكرى.
لهذا كله، يقف الفلسطينيون الآن أمام معادلة تقليدية، وهي إمكانية نجاح عقد اللقاءات والمؤتمرات، والتعايش الاضطراري مع خلاصاتها المتواضعة، إن لم أقل المعدومة، ولهم في تجارب أكثر من نصف قرن من المحاولات ما يكفي ويزيد من القرائن الدالة على هذه المعادلة.
عن الشرق الأوسط