أعلنت الولايات المتحدة أنها لم تشطب اسم قلب الدين حكمتيار من لائحة الإرهابيين الدوليين، رغم توقيع "الحزب الإسلامي" الذي يرأسه على اتفاق سلام مع السلطات الأفغانية الحالية.
وفي حديث لوكالة تاس الروسية، السبت 24 سبتمبر/أيلول، ذكر متحدث باسم الخارجية الأمريكية أن واشنطن أدرجت اسم حكمتيار في القوائم السوداء الأمريكية في العام 2003، مشيرا إلى أن هذا القرار لم يتغير.
وقال إن الولايات المتحدة تعول على أن يتخلى قلب الدين حكمتيار وأنصاره عن العنف نهائيا ويوافقوا على الحماية التي يوفرها الدستور الأفغاني للنساء والأقليات، وأن يقطعوا علاقاتهم مع منظمات إرهابية دولية.
وأضاف المتحدث أنّ تمسّك حكمتيار وأنصاره بهذه الشروط، من وجهة نظر واشنطن، أمر ذو أهمية حيوية بالنسبة لضمان "السلام الراسخ في أفغانستان وتثبيت النجاحات التي تم إحرازها في تطوير المجتمع في هذا البلد الذي يشهد أعمالا قتالية على مدار عقود من الزمن".
ورحب كل من مجلس الأمن القومي الأمريكي ووزارة الخارجية بتوصل "الحزب الإسلامي" التابع لحكمتيار إلى اتفاق سلمي مع الحكومة الأفغانية.
ووفقا للوثيقة التي وقعها الحزب في كابل، الخميس 22 سبتمير/أيلول، تضمن السلطات لحكمتيار عدم خضوعه وأعضاء حزبه لأي ملاحقة قضائية، وحرية تنقلات قادة ونشطاء حزبيين عبر البلاد، وحقهم في القيام بنشاطات سياسية والمشاركة في الانتخابات.
من جهته، يأخذ "الحزب الإسلامي" على عاتقه التزاما بحل تشكيلاته المسلحة والقيام بنشاطات سياسية سلمية حصرا، والقطع مع الجماعات الإرهابية، وخلاف ذلك من الالتزامات.
ويعتبر حكمتيار من أشهر القادة الميدانيين الأفغان، وهو معروف بآرائه المعادية للولايات المتحدة ولأي وجود أجنبي في أفغانستان.
وخلال حقبة وجود القوات المسلحة السوفييتية في أفغانستان (ثمانينات القرن الماضي) كان المسلحون الموالون لحكمتيار يلعبون دورا كبيرا في القتال ضد النظام الأفغاني المدعوم من الاتحاد السوفيتي. وفي الوقت الراهن، تشكل الفصائل التابعة له ثاني قوة في البلاد من حيث تعدادها، بعد حركة طالبان، بحسب تقديرات.
وفي 1993-1994، تولى حكمتيار رئاسة الحكومة الأفغانية، وأدرجته الولايات المتحدة في قائمتها من الإرهابيين الدوليين، إلى جانب زعيم طالبان الملا عمر ومؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.