غزة - خاص وكالة خبر - داود أبو ضلفة ومحمود غانم
يصادف اليوم السبت الذكرى الأولى لانطلاق انتفاضة القدس (الانتفاضة الثالثة)، التي تفجرت ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة بحق المسجد الأقصى، وما يتعرض له أهلنا في الضفة الغربية والقدس من قهرٍ وتعذيب، وما زادها لهيباً إحراق المستوطنين لعائلة "دوابشة" في قرية دوما قضاء نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وانطلقت الشرارة في الأول من أكتوبر 2015؛ بقتل مقاومين فلسطينيين لضابط استخبارات إسرائيلي وزوجته، في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "إيتمار" المقامة على أراضي قرى شرق نابلس، ردًا على جريمة حرق عائلة دوابشة.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم حركة فتح فايز أبو عيطة في حديث خاص مع وكالة "خبر"، إن الهبة الجماهرية المباركة التي مضى على ذكراها عام جاءت لتؤكد على تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه المشروعة، ولم تنعدم الوسائل لمواجهة الاحتلال.
وأضاف أبو عيطة في حديث خاص مع وكالة "خبر"، أن اعتقاد الاحتلال فرض سيطرته على الأراضي الفلسطينية في الضفة دون وجود خيارات لدى القيادة الفلسطينية، ولكن جماهير الشعب الفلسطيني الذين خاضوا غمار هذه الهبة، أكدوا على أنه لا تستطيع أي قوة أن تفرض عليهم التخلي عن حقهم في العيش بكرامة ودولة فلسطينية مستقلة.
واعتقد أبو عيطة، أن الأشهر المقبلة ستشهد ردود فعل فلسطينية على جرائم الاحتلال، ما يدلل على استمرارية هذه الهبة الجماهيرية، وسيعبر عنها شعبنا بكافة أشكال النضال المختلفة، حتى يتمكن من تقرير مصيره وتحقيق أهدافه المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال.
من جهته قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم لـ "خبر"، إن مرور عام على انتفاضة القدس يدلل على تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه في أرضه ومقدساته، وتمسكه في العودة إلى بلاده التي سلبت منه، مشيراً إلى أن خيار المقاومة ما زال هو المصير الأمثل للشعب الفلسطيني باسترداد حقوقه المسلوبة.
وأكد قاسم، على أن الاعتقالات والجرائم الميدانية التي مارسها الاحتلال في الضفة الغربية والقدس لم تكسر إرادة الشعب الفلسطيني في الاستمرار بالانتفاضة، في حين مراهنة العدو على توقفها من خلال إجراءاته القمعية.
وطالب قاسم الفصائل الفلسطينية، إلى تشكيل برنامج سياسي واقعي على أرضية مشتركة لدعم الانتفاضة والانخراط بها، داعياً إلى تشكيل حاضنة شعبية وسياسية لقيادة الانتفاضة، والسير بها حتى تحقيق أهدافها.
كما ووجه قاسم التحية لجماهير الشعب الفلسطيني في كافة مناطق تواجده، على التفافه نحو خيار المقاومة وتعزيز قاعدة الوحدة الوطنية، باعتبارها البوصلة وفجر الحرية القادم نحو الانتصار.
في حين، لم يعول قاسم على دور المجتمع الدولي الذي يقف صامتاً ومتفرجاً على الضحية الفلسطينية، التي تذبح يومياً أمام جرائم الاحتلال، من إعدامات ميدانية واعتقال للأسرى والحصار المفروض على قطاع غزة، مطالباً إياهم بالوقوف مع الحق الفلسطيني الواضح والصريح الذي يقاوم الاحتلال بأبسط الوسائل.
بدوره قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل لوكالة "خبر"، إنه بعد مرور عام على اندلاع انتفاضة القدس التي أشعلتها سكاكين الشباب المنتفضين، لا يزال شعبنا يؤكد أنه يواصل المسيرة بكل ما أوتي من قوة، وما أمكنه من خيارات، "إن كانت حجارة أو سكاكين أو دهس أو صواريخ المقاومة"، على أحقيته في الدفاع عن مشروعه الوطني نحو تحرير أرضه كافة.
وأكد المدلل، على أن شعبنا مُصِر على الاستمرار في هذه الانتفاضة، من أجل ردع العربدة الصهيونية والقتل المستمر للفلسطينيين، ومواجهة الاستيطان والتهويد المستمر لمدينة القدس، بالإضافة إلى ردع الاحتلال عن تدنيس المسجد الأقصى، والعمل على تقسيمه زمانياً ومكانياً.
كما أوضح المدلل، أن انتفاضة القدس هي فرصة الشعب الفلسطيني لتحقيق إرادته والنهوض بها للأمام، فشعبنا لم تكسر إرادته ولم يرفع الراية البيضاء، معتبراً أن هدوء وتيرة الانتفاضة أحياناً لا يدلل على انتهائها، فهي مستمرة حتى تحقيق الأهداف.
ودعا المدلل كافة الأطراف التي تهتم بالقضية الفلسطينية، إلى إيجاد برنامج فلسطيني وطني موحد من أجل مواجهة هذا الإجرام الصهيوني، ودعم انتفاضة القدس، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني يدافع عن القدس نيابة عن الأمة العربية والإسلامية، التي هي في سبات عميق تجاه الأقصى الذي هو قبلة المسلمين الأولى.
كما قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول، إن هذه الانتفاضة جاءت لتعكس إرادة وتصميم الشعب الفلسطيني على استمرار المقاومة، واستخلاص دروسها بما يعزز مسيرة التحدي والمقاومة.
وأضاف لوكالة "خبر"، أن مقاومة الاحتلال العامل الأكثر قدرة على توحيد الشعب الفلسطيني والحركة الوطنية، بالرغم من الخلاف السياسي العميق السائد في الساحة الفلسطينية في الانتفاضة الثانية، إلا أن الجميع توحد في مواجهة الاحتلال.
وأكد، على أن ذكرى انتفاضة القدس هي التي أعادت القضية الفلسطينية مكانتها، والتعبئة لجيل الشباب، ووجدت كل الدعم السياسي والمعنوي، وعبرت عن احتضانها القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية تحرر وطني، ولكن ضعف هذا الأمر نتيجة توقيع اتفاق أوسلو.
واعتبر الغول، أن الانتفاضة جاءت عبر تفاعل العوامل الموضوعية والذاتية في استمرار الاحتلال لانتهاكاته، الأمر الذي أدى لتعزيز المشروع الصهيوني من التجذر في الأراضي الفلسطينية على حساب الضفة.
وعبر الغول عن استيائه من الاستثمار الخاطئ من قبل القياد ة الرسمية الفلسطينية للانتفاضة، وبالتالي لم يحدث تطويرها والدّفع بها للأمام، للخلاص من الاتفاقات وإعادة الحياة لمجرى أوسلو، في ظل وعودات كاذبة لإمكانية الوصول لحل ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي .
ودعا الغول الفلسطينيين بناء استراتيجية جديدة مغايرة لمجرى المفاوضات، الذي أعطى إسرائيل الحرية الكافية في تجسيد مشروع الاستيطان.