أكدت هيئة المعابر والحدود على أن معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب قطاع غزة، سيغلق "15" يوماً خلال الشهر الجاري، وذلك بسبب الأعياد اليهودية ، حيث لن يُسمح خلالها بتصدير واستيراد البضائع، باستثناء توريد كميات من المحروقات لبعض الأيام.
وأوضح الوكيل المساعد لوزارة الاقتصاد بغزة عماد الباز، أن إغلاق معبر كرم أبو سالم "15" يوماً خلال شهر أكتوبر، سوف يؤدي إلى كارثة اقتصادية في القطاع، خاصة فيما يتعلق بمواد البناء كالإسمنت والحديد وغيرها.
وأشار الباز في تصريح خاص لوكالة "خبر"، إلى أن الكميات التي يتم إدخالها إلى القطاع محدودة لا تكفي لسد احتياجات المواطنين تصل إلى "2400" طن فقط، في حين يحتاج القطاع إلى ما يقارب " 7000" طن، مناشداً المؤسسات الدولية بالتدخل الفوري والسريع للحد من هذه الكارثة والمأساة.
ومن جانبه، لفت المحلل الاقتصادي معين رجب إلى أن الكميات التي تصل القطاع عبر معبر كرم أبو سالم ضئيلة، حيث يعمل المعبر خمسة أيام بالأسبوع ولساعات محدودة باليوم الواحد، وبالتالي خدماته تكون محدودة لا تلبي احتياجات القطاع الفعلية.
ونوّه رجب إلى أن إغلاق المعبر يزيد من حجم الاختناقات الاقتصادية وتأخير وصول السلع التي تحتاجها الأسواق في القطاع خاصة مواد البناء، واحتكارها وارتفاع أسعارها، حيث وصل سعرها بالأسواق إلى ثلاثة أضعاف سعرها الحقيقي، ما أدى إلى إعاقة عملية البناء وإعادة الإعمار التي تسير بشكل بطيء.
وأكد الباز على أن إغلاق المعبر سيُحدث عجزاً كبيراً في مواد البناء والمحروقات، والسلع التموينية التي يحتكرها التجار ويرفعوا أسعارها، مشيراً إلى أن وزارة الاقتصاد وضعت خطة لمنع الاحتكار ورفع الأسعار، حيث ستتخذ الإجراءات القانونية بحق أي تاجر يخالف القانون ويحاول الاستغلال، بسبب ندرة السلع المعروضة بالأسواق.
وحول أسباب إغلاق الاحتلال الإسرائيلي للمعبر، أوضح رجب لـ "خبر" أن الاحتلال لا يحتاج إلى ذرائع وحجج من أجل إغلاق المعبر، بل يلجأ إلى سبل مختلفة لتحقيق أهدافه، حيث يمنع دخول المواد والسلع بسياسته الممنهجة للتضيق على الشعب الغزي، لافتاً إلى أن مضايقات الاحتلال لا تعد ولا تحصى وفي طليعتها الحصار المستمر منذ أكثر من10 سنوات.
ومن جهة أخرى، قال نائب رئيس سلطة الطاقة فتحي الشيخ خليل، إن إغلاق المعبر أثر على وضع الكهرباء وهيكلية عمل الشركة في قطاع غزة، حيث تعمل محطة التوليد على مولد واحد فقط، وليس بمقدورها شراء كميات وقود كافية لتشغيل المولد خلال أيام إغلاق المعبر.
وأكد مدير العلاقات العامة والإعلام بشركة توزيع الكهرباء طارق لبد، على أن الإرباك الذي حدث في جدول الكهرباء المعمول به، ناجم عن عدم وجود الوقود الكافي لتشغيل المحطة، وتكرار انقطاع الخطوط المصرية والإسرائيلية المغذية للقطاع، لذلك تغيّر جدول الكهرباء إلى "6" ساعات وصل مقابل "10" ساعات فصل.
وطالب لبد المواطنين وأصحاب الشركات الضخمة والوزارات بترشيد استخدام الكهرباء وتقليل الأحمال، وذلك للتخفيف من حدة هذه الأزمة القائمة.
ويشار إلى أن معبر كرم أبو سالم المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة، والذي يسمح من خلاله دخول البضائع والسلع، حيث يتعرض للإغلاقات المُتكرر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تارة بسبب الأعياد، وتارة أخرى لدواعٍ أمنية، وذلك بهدف خنق الشعب الغزي.