بعد إطلاق المقاومة للصواريخ.. هل يؤدي ذلك إلى مواجهة جديدة؟!

334
حجم الخط

زعمت وسائل إعلام عبرية صباح اليوم، أن صاروخاً أُطلق من قطاع غزة باتجاه مستوطنة "سديروت" جنوب فلسطين المحتلة، أدى إلى إطلاق صافرات الإنذار في غلاف غزة وبوابة النقب.

وسرعان ما ردت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي، بإطلاقها قذيفة واحدة صوب موقعاً للمقاومة شرق بيت حانون شمال قطاع غزة، تلاها استهداف المقاتلات الحربية الإسرائيلية لعدداً من مواقع المقاومة جنوب وشرق القطاع.

وحول إمكانية ارتكاب الاحتلال لأي حماقة رداً على إطلاق الصواريخ، قال المحلل السياسي حسن عبدو، إن اتفاقيات الهدن الموقعة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي تشهد خروقات إسرائيلية يومية، مثل إطلاق بحرية الاحتلال للرصاص صوب الصيادين، وتوغل آليات الاحتلال لمسافات محدودة في القطاع.

وأضاف عبدو في تصريح خاص لوكالة "خبر"، أن الرد الإسرائيلي سيقتصر على قصف بعض مواقع المقاومة دون الذهاب لعدوان جديد على غزة، على الرغم من وجود رغبة إسرائيلية بتصعيد شامل.

من جهته أوضح المحلل السياسي هاني حبيب خلال حديثة لـ" وكالة خبر"، أنه بعد تسلم ليبرمان وزارة الحرب الإسرائيلية أثبت من خلال تجاربه السابقة أن الرد سيكون فوريًا ومحكماً، على عكس الأيام السابقة التي لم يكن الرد فيها بشكل فوري.

واتفق المحلل السياسي أشرف الغليظ مع حبيب، في أن تسلم ليبرمان لوزارة الحرب الإسرائيلية  كان يهدف إلى إرسال رسالتين الأولى للمقاومة أن الرد سيقابله رداً أقوى، وأخرى لسكان المستوطنات أننا قادرون للرد على المقاومة ولن تستطيع المقاومة اطلاق صاروخ على إسرائيل.

واعتبر عبدو، أن التراشق ما بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي أمراً اعتيادياً، مضيفاً أن كل الهدن السابقة جرى فيها مثل هذه الأحداث، دون الاخلال بقواعد الاشتباكات وبقاء الهدنة صامدة.

واستبعد حبيب، أن تشكل هذه الظروف القائمة أرضية لحرب قادمة، إلا في حالة خروج الأمور عن السيطرة بين الطرفين الإسرائيلي والمقاومة.

وتابع الغليظ،  أن الظروف الحالية غير مهيأة لحرب طويلة مثل السنوات القادمة، إلا في حال صعدت المقاومة من إطلاق الصواريخ تجاه الأراضي المحتلة.

واعتقد عبدو، أن هذه الردود لن تهدد التهدئة القادمة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، متوقعاً أن يكتفي الاحتلال بقصف مواقع بعيدة عن السكان في ساعات متأخرة من الليل.

وأكد حبيب، على أن عدم تصعيد المقاومة في هذه المرحلة أمراً ايجابياً، كونها تسعى إلى تدعيم قدرتها وحنكتها واستثمار هذه الاعتداءات على المسرح الاقليمي والدولي، من أجل توفير ظروف مواجهة ذات طبيعة أمنية واستخبارية فلسطينية،  لمواجهة العدو دون فرض خططه وبرنامجه وأجندته الزمنية والجغرافية.

ودعا الغليظ، المقاومة إلى أن تكون مستعدة لأي حرب قادمة، كون قطاع غزة يعيش في حالة نفسية من الحروب السابقة التي ألمت به.

ولفت عبدو،  إلى أن المقاومة ملتزمة بالتهدئة باجماع وطني، مؤكداً على عدم نوايا المقاومة لتغيير قواعد اللعبة الحالية.