انطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية صباح اليوم الأربعاء، من ميناء "أسدود" البحري، لاعتراض سفينة "زيتونة" المتجهة نحو قطاع غزة، بالتزامن مع اقتراب وصولها إلى سواحل القطاع.
ووصلت سفينة "زيتونة" بحسب ناشطات على متنها إلى عرض البحر المتوسط، حيث دخلت الآن في الثمانين ميل المتبقية للوصول إلى قطاع غزة، وسط توقعات بوصولها مساء اليوم.
وقال الناطق الإعلامي لهيئة الحراك الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار أدهم أبو سلمية، إن خطة عمل شاملة وضعتها الهيئة لاستقبال سفينة زيتونة.
وأكد المحلل السياسي طلال عوكل خلال حديثه لوكالة "خبر"، على أن محاولة وصول سفينة زيتونة خطوة مهمة جداً، والأهم من ذلك أن يكون هناك متضامنين مستعدين لتحدي الاحتلال الإسرائيلي الذي ارتكب مجزرة في سفينة "مافي مرمرة" عام 2010م.
وأضاف أبو سلمية في تصريح خاص لوكالة "خبر"، أن فعاليات استقبال سفينة "زيتونة" انطلقت اليوم الساعة العاشرة صباحاً، استعداداً لقرب وصول الأسطول إلى ميناء غزة، بمشاركة جماهيرية نسوية للترحيب بهذه السفينة ومن على متنها من ناشطات دوليات.
وحول إمكانية مهاجمة الاحتلال للسفينة، توقع عوكل أن تعترض البحرية الإسرائيلية سفينة "زيتونة" التي تحمل رسالة قوية للمجتمع الدولي، بأن فك الحصار عن قطاع غزة أولوية قصوى لدى الشعوب الحرة.
وأشار أبو سلمية، إلى أن اعتراض الاحتلال الإسرائيلي للسفينة ليس مستبعداً، على اعتبار أن هناك تجارب سابقة مع سفينة "مرمرة"، معرباً عن أمله في أن تصل سفينة "زيتونة" ومن على متنها بسلام حاملة رسالتها الإنسانية، ألا وهي ضرورة كسر الحصار عن قطاع غزة .
وشدد عوكل، على ضرورة توافد المتضامنين الدوليين لفك الحصار عن غزة، مضيفاً أن البحرية الإسرائيلية ستقوم باعتراض سفينة "زيتونة"، لكنها لن تجرؤ على ارتكاب جريمة أخرى مشابهة لعام 2010م.
ودعا أبو سلمية، المجتمع الدولي والدول التي لها رعايا على متن السفينة إلى أن يكون لهم موقف إزاء تهديدات الاحتلال الإسرائيلي، والتدخل بشكل فوري لإجباره على عدم اعتراض الأسطول، لما يحمله هؤلاء المتضامنون من رسالة إنسانية، مفادها أن غزة ما زالت محاصرة، وأن المجتمع الدولي يطالب بالتحرك بجدية لكسر هذا الحصار.
وبين عوكل، أن قوارب المتضامنين تقل نساء عزل لا يمتلكن السلاح، وليس لديهن استعداد بأن يخضن معركة قتال، وأن معركتهن "سياسية، إعلامية، معنوية"، وبالتالي سيكون من السهل على إسرائيل أن تمنع هذه القوارب من الوصول للمياه الإقليمية الفلسطينية، ومن ثم تقوم باقتيادها إلى ميناء "أسدود"، وتقوم باتخاذ إجراءاتها التعسفية وجرائمها البشعة التي اتبعتها سابقاً مثل التحقيق والاحتجاز والترحيل.
وأوضح أبو سلمية، أن هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار، وجهت عدة رسائل إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي واللجنة الدولية للصليب الأحمر، شرحت فيها ظروف هذه السفينة وطبيعة المهمة التي تتحرك فيها، وطالبوهم بضرورة توفير حماية دولية لهذا الأسطول ومن على متنه من ناشطات دوليات .
في حين قال عوكل، إن إسرائيل لا تطبق القانون الدولي، وتتعالى على الأمم المتحدة، لذلك فإن هذه الدول لن تمنع إسرائيل من ارتكاب الجرائم.
وكانت سفينة "زيتونة" قد انطلقت الثلاثاء الماضي، من مدينة "ميسينا" الإيطالية، ثم توقفت في جزيرة كريت اليونانية لإصلاح أعطال فنية والتزود بالوقود ومزيد من المعدات، لإكمال رحلتها بهدف كسر الحصار الإسرائيلي على غزة.
ويذكر أن "إسرائيل" تفرض حصاراً على سكان القطاع منذ يناير/كانون الثاني 2006م، ومن ثم شدّدته في منتصف يونيو/حزيران 2007م.