حض وزير التعليم نفتالي بينيت (البيت اليهودي) الخميس إسرائيل على تقديم “تضحيات” لتوسيع سيادتها على الضفة الغربية.
وجاءت تصريحات بينيت بعد يوم واحد من قيام مسؤولبن في إدارة أوباما بتوجيه إنتقادات لإسرائيل لخططها في بناء حوالي 100 وحدة سكنية في مستوطنة شيلو في الضفة الغربية لتعويض أصحاب منازل في بؤرة عامونا الإستيطانية قبيل هدمها في شهر ديسمبر بأمر من المحكمة.
يوم الخميس، ذكر موقع “اللا” الإخباري بأن وزارة السياحة تدفع بخطط تطوير إضافية في مستوطنة بيت إيل في الضفة الغربية.
وقال بينيت في مراسم لإحياء ذكرى قيادي المستوطنين حنان بورات، بحسب تقارير في الإعلام العبري، إن “الحلم هو أن تكون يهودا والسامرة جزءا من إسرائيل السيادية”. وأضاف: “علينا العمل اليوم [لجعل ذلك حقيقة]، وعلينا تقديم التضحيات”.
في تصريحاته، إستخدم وزير التعليم العبارة الدينية العبرية “مسيروت نيفش” للتعبير عن التضحية. وتُستخدم هذه العبارة أيضا في سياق الشهادة اليهودية، ما دفع بعض الترجمات إلى الإدعاء بأن الوزير دعا الإسرائيليين إلى “التضحية بحياتهم” لضم الضفة الغربية.
وأضاف بينيت: “كما قال حنان، ليس لدينا الحق في تقسيم الدولة. ليس بالكلمات، وليس بالأفعال، وليس بإتفاقيات هادئة وأعذار هادئة. ليس من قبل السياسيين، وليس من قبل المحامين. طريق التسويات والتقسيمات قد خسر”.
وانتقدت النائبة في الكنيست تسيبي ليفني (المعسكر الصهيوني) الخميس تصريحات الوزير، وقالت إن “حلم بينيت والأقلية التي يمثلها هو كابوس إسرائيل”.
وأضافت: “علينا جميعا محاربة هذا الكابوس. لقد سقطت كل الأقنعة أخيرا”.
في غضون ذلك، ذكر موقع “واللا” الإخباري الخميس بأن وزارة السياحة الإسرائيلية تعمل على الدفع بخطة لبناء متنزه في مستوطنة بيت إيل. وقال التقرير إن الإدارة المدنية غير مدركة لهذه الخطة. وكانت محكمة قد ألغت أعمال البناء الأخيرة في المنطقة المخصصة للمتنزه، بحسب التقرير.
في وقت سابق الخميس، قام مسؤول إسرائيلي بتعميق الخلاف الأخير مع إدارة أوباما حول البناء في المستوطنات بعد أن قال إن “الإنتقاد غير المتكافئ” من واشنطن على أعمال البناء التي تم الإعلان عنها مؤخرا هو “ذريعة” لتغطية خطط الرئيس أوباما لإتخاذ خطوات ضد إسرائيل في أسابيعه الأخيرة في الرئاسة.
متحدثا إلى القناة الثانية، أكد “المصدر السياسي الرفيع” الذي لم يتم ذكر اسمه على أن الخطط التي تم الإعلان عنها مؤخرا لبناء منازل في الضفة الغربية للمستوطنين الذين سيتم إخلائهم من عامونا ليست بمستوطنة جديدة، ولا تشكل إنتهاكا للإلتزامات الإسرائيلية للولايات المتحدة.
وأكد التقرير على أن هذه التصريحات لا تشكل ردا رسميا من الحكومة، وأشارت إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يعلق على الإنتقادات الأمريكية.
يوم الأربعاء اتهم البيت الأبيض إسرائيل بعدم الوفاء بوعودها، في انتقاد شديد اللهجة الى الدولة العبرية بسبب موافقتها على بناء وحدات سكنية جديدة في مستوطنة بالضفة الغربية. وقال المتحدث بإسم الرئاسة الأمريكية جوش ارنست: “لقد تلقينا ضمانات من جانب الحكومة الإسرائيلية وهي تتناقض مع هذا الإعلان” الإسرائيلي عن بناء وحدات سكنية استيطانية جديدة.
وأضاف: “اذا تكلمنا عن الطريقة التي يتعامل بها الأصدقاء في ما بينهم فإن هذا الأمر يشكل مصدر قلق حقيقي”.
بدورها قالت الخارجية الأمريكية في بيان شديد اللهجة أن موافقة اسرائيل على بناء 300 وحدة سكنية في الضفة الغربية “هي خطوة أخرى نحو ترسيخ واقع الدولة الواحدة والإحتلال الدائم”.
وقال المتحدث بإسم الخارجية مارك تونر أن خطة بناء المستوطنة تقوض آفاق السلام مع الفلسطينيين، كما أنها “لا تنسجم مطلقا مع مستقبل دولة اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية”.
وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية أييليت شاكيد في وقت سابق الخميس إن الإنتقادات الأمريكية شديدة اللهجة التي تم توجيهها لخطط البناء الإسرائيلية في الضفة الغربية ”غير متكافئة”، ودعت إلى زيادة البناء الإسيتطاني.
وقالت شاكيد، من حزب (البيت اليهودي) المؤيد للإستيطان، بأن على الولايات المتحدة تركيز إداناتها على سوريا “بدلا من إنتقاد إين تبني إسرائيل بيوتا”.
وقالت لإذاعة الجيش: “في الوقت الذي يشتعل فيه الشرق الأوسط، في الوقت الذي يُذبح فيه على حدود الأردن وسوريا عشرات الرجال والنساء والأطفال” فإن الخروج بتصريح كهذا “على قرار لوزارة الدفاع ببناء بضع عشرات من المنازل لسكان عامونا هو أمر غير متكافئ”.
وأضافت: “أعتقد أن علينا البناء في يهودا والسامرة”، مستخدمة الإسم التوراتي للضفة الغربية.
في الأسبوع الماضي، صادقت سلطة التخطيط في الإدارة المدنية التابعة لوزارة الدفاع على بناء 98 وحدة سكنية لتعويض سكان بؤرة عامونا الإستيطانية التي من المقرر هدمها، بحسب تقرير في القناة الثانية. المصادقة على بناء الوحدات السكنية مرت مرور الكرام بسبب وفاة رئيس الدولة السابق شمعون بيريس في وقت سابق من اليوم نفسه.
ومن المخطط أن تتم المصادقة على 200 وحدة سكنية إضافية من قبل السلطة في وقت لاحق، وفقا للتقرير.
في رد على الإنتقادات الأمريكية قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن الوحدات الجديدة ليست مستوطنة جديدة.
وقالت الوزارة في بيان أن “الوحدات السكنية البالغ عددها 98 التي تمت الموافقة عليها في شيلو ليست مستوطة جديدة”، مؤكدة أن “هذه المساكن ستبنى على أراض اميرية في مستوطنة شيلو ولن تغير الحدود البلدية” للمستوطنة.
وكررت وزارة الخارجية الموقف الإسرائيلي بأن المستوطنات لا تشكل العقبة الرئيسية أمام عملية السلام المتعثرة مع الفلسطينيين.
وقالت في بيانها إن “العقبة الحقيقية أمام السلام ليست المستوطنات – وهي مسألة وضع نهائي يمكن وينبغي حلها في مفاوضات بين الطرفين – ولكن الرفض الفلسطيني المستمر للدولة اليهودية في أي حدود”.