الأردن..وأبو مازن والقدوة حقائق..وافتراءات وأكاذيب !

thumbgen (1)
حجم الخط
 

أغلب الظن، بل المؤكد، أنَّ ما قالته القناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية بأن الأردن، ومعه مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، يسعى لإختيار الدكتور ناصر القدوة خلفاً للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) مجرد إفتراءات وأكاذيب إذْ أنه غير ممكن وغير معقول أن يصل التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية إلى هذا المستوى وإلى هذا الحد وذلك حتى وإن كانت هناك رغبة في تحاشي أنْ يخلو موقع الرئاسة في «دولة فلسطين تحت الإحتلال» حسب قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة فجأة، لا سمح الله ، الأمر الذي قد تترتب عليه صراعات مُرْبكة إنْ داخل «فتح» نفسها وإن داخل منظمة التحرير والسلطة الوطنية والوضع الفلسطيني بأسره.

إن المتفرض أنه معروف للذين يتعاطون مع تعقيدات الوضع العربي، وحتى وإن من قبيل «الهواية» أو التحريض، أن الأوضاع العربية التي أصبحت متردية قد فرضت على أربع دول شقيقة هي: مصر والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات، في ظل غياب القمم العربية وضعف إداء الجامعة العربية، على تشكيل لجنة رباعية لمعالجة بعض شؤون العرب المتردية ومن بينها الشأن الفلسطيني الذي هو، بالإضافة إلى وجع الإنقسام بين الضفة الغربية وغزة بعد إنقلاب «حماس» في عام 2007، يعاني من أوجاع كثيرة في ظل إنسداد أفق عملية السلام وتحوُّل المجتمع الإسرائيلي، بغالبية أحزابه وتوجهاته وتكويناته السياسية، إلى المزيد من التطرف واليمينية والإرتداد على إتفاقيات أوسلو المعروفة التي أصبحت وكأنها لم تكن وكأنها غير موجودة.

وهكذا فإن هذه اللجنة، المكونة من هذه الأربع دول العربية ، قد تحركت فعلاً وأرسلت وفداً مشتركاً إلى رام الله تَناقَشَ مع (أبومازن) في ما قد يترتب على قرار لجنة الإنتخابات الفلسطينية ، التي يرئسها الدكتور حنا ناصر، بإجراء الإنتخابات البلدية المقررة في قطاع غزة تحت إشراف حركة «حماس» التي، بعد إنقلابها المشار إليه آنفا على السلطة الوطنية، أصبحت كياناً سياسياًّ إنفصاليا على رأسه حكومة غير حكومة رام الله مما يعني تكريس هذا الإنفصال والإعتراف بهذه الحكومة الإنفصالية الأمر الذي سيؤدي إلى «إرباكات» عربية ودولية كثيرة وإلى المزيد من التشويش على منظمة التحرير و»دولة فلسطين تحت الإحتلال» حسب إعتراف الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

وهنا فإن ما يجب التذكير به هو أن الأخ «المجاهد» خالد مشعل قد إعترف وبكل شجاعة في ندوة كانت إنعقدت مؤخراً في الدوحة في قطر بأن منظمته، منظمة «حماس»، قد إرتكبت خطأً فادحاً عندما قامت بإنقلاب عام 2007 وعندما إعتقدت أنَّ بإمكانها أن تنفرد بقيادة قطاع غزة وحدها وأيضاً عندما ظنت أنَّ حركة «فتح» قد إنتهت وأنها أصبحت خارج «اللعبة» الفلسطينية .

إنه صحيح، وإن هذا يجب أن يكون بحكم عوامل وموجبات كثيرة، أن الأردن ومعه بالطبع الأشقاء في مصر والسعودية والإمارات قد أبدى تخوفاً جدياًّ مما سيترتب على إجراء إنتخابات في غزة، وأي إنتخابات، في ظل هيمنة حركة «حماس» وفي ظل هذا الإنقسام كما أنه كان ولا يزال يبدى تخوفاً من إهتزازات حركة «فتح» الداخلية... وحقيقة أن الدافع إلى هذا كله هو الحرص على الوحدة الفلسطينية بينما غدت قضية فلسطين تمر ربما بأخطر ما مرت به خلال نصف قرن وأكثر.

إن هذه هي حقائق الأمور أمّا أنْ يلتقط بعض المتورمة قلوبهم بالأحقاد على الرئيس محمود عباس، والأسباب هنا كثيرة، والذين لا يتمنون للأردن خيراً رواية القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي الذي له في كل لحظة رواية ضد القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ويذهبون إلى حدِّ الترويج لتدخل أردني في الشؤون الفلسطينية الداخلية لإستبدال (أبومازن)

عن الراي الاردنية