بين حراك " وطنيون " ومبادرة شلح

1421895480
حجم الخط
 

انطلق حراك " وطنيون لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة " لقيادة حالة شعبية تطمح أن تكون مؤثرة على أهل الانقسام ومن يدافعون عنه ، وفي مواجهة ثقافة الاستسلام للواقع الذي فرضه هذا الانقسام البائس على مجريات حياة شعبنا وقضيتنا ،، لقد أدرك القائمون على هذا الحراك حقيقة واضحة وضوح الشمس - ولا خلاف حولها- أنه لا يمكن تحقيق أي انجاز حقيقي للقضية الفلسطينية سواء كان سياسيا أو فعلا مقاوما ضد مخططات الاحتلال طالما بقي هذا الانقسام جاثما على صدورنا ، ولا مكان للحديث عن أي وحده أو مراجعة تقييمية للوضع الفلسطيني العام قبل الخروج من عتمة هذا الانقسام ،، ولا يمكن النجاح في تحقيق أي حل للأوضاع الخدماتية الصعبة والاقتصادية التي يعانيها أهلنا في قطاع غزة أو الوضع الصعب لأهلنا في الضفة الغربية بدون تحقيق تكامل فلسطيني حقيقي ، وهذا مرتبط بإنهاء صفحة الانقسام السوداء .

وتأتي المبادرة التي أطلقها الدكتور رمضان شلح – الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين – في ذكرى 29 لانطلاقة الحركة ذات النقاط العشرة ، وفي مركزها النقطة المركزية وهي دعوة المجموع الفلسطيني لحوار شامل معمق حول كافة القضايا التي تتعلق بالشأن الفلسطيني السياسي أو المقاوم ،، سواء ما يتعلق بالموقف من اتفاقيات أوسلو أو سحب الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير والكيان الإسرائيلي أو بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على أسس جامعة ،، كل تلك النقاط سيبقى مركزها الأول هو الخروج من مربع الانقسام الذي يضرب بجذوره في العلاقات الفلسطينية ،، لا يمكن الحديث عن أي مبادرة تهدف لتصويب الوضع الداخلي الفلسطيني دون التوقف طويلا أما معضلة الانقسام الفلسطيني .

ولعل ما يميز هذه المبادرة هو القفز عن الحديث التقليدي والذهاب الى ما هو أبعد منه نحو فتح النقاش العميق حول الحالة الفلسطينية برمتها ، حول الإستراتيجية الفلسطينية وكيفية بنائها لمواجهة كل تلك التحديات الصعبة ،، كيف نقفز عن كل الخلافات الداخلية الصغيرة ونتفرغ للقضايا الأكبر والأخطر ،، وكأنه يقول أن القضايا الكبيرة تأكل في طريقها القضايا الأصغر منها ،،

وحراك " وطنيون " يؤكد على كل تلك الحقائق وهو دعوة لسرعة الخروج من مربع الانقسام البغيض لتكون الطريق سالكة أما ذلك الحوار الاستراتيجي الذي يرسم سياسة المرحلة وطبيعة المستقبل في ظل التحديات الداخلية والخارجية