نظمت بعثة فلسطين لدى الاتحاد الاوروبي، بلجيكا ولوكسمبورغ ، في المقر الجديد للبعثة، امسية ادبية مع الروائي الفلسطيني ربعي المدهون والحائز على الحائزة العالمية للرواية العربية 2016 وهي النسحة العربية للجائزة العالمية للرواية بوكر، وهو اول فلسطيني يفوز بهذه الجائزة الادبية الرفيعة للرواية ، وقد ادار الندوة الشاعرة المغربي طه عدنان وسط حضور جمع هام هام من الكتاب والمثقفين العرب المقيمين في بلجيكا وسفير سلطنة عمان لدى المملكة البلجيكية نجيم العبري وومثلين عن السلك الدبلوماسي العربي في بلجيكا.
وفي بداية الندوة رحب سفير فلسطين عبد الرحيم الفرا بالحضور مؤكدا على اهمية الكاتب ودوره في المسيرة الوطنية والثقافية الفلسطينية، معتبرا ان الجائزة التي تم منحها للكاتب المدهون تاتي في سياق انجازات تثقافية تحققها فلسطين على المستوى الجماعي والمتمثل بتصويت منظمة اليونسكو للتربية والثقافة والعلوم مؤخرا ، على سلسلة قرارات تؤكد على الحق الفلسطيني ، وعلى المستوى الفردي بنجاح عدد من الكتاب والشعراء والسينمائين الفلسطينين في انتزاع جوائز عربية وعالمية هامة.
وقد لخص الشاعر عدنان طه الرواية معترا اياها بانها تضيف الى السرد الفلسطيني أفقا غير معهود سابقا ويمكن وصفها بالرواية الفلسطينية الشاملة تتناول في آن مأساة فلسطين من جوانبها كافة.
واضاف ان الرواية تقع في أربعة أقسام، يمثل كل منها إحدى حركات الكونشرتو وحين يصل النص إلى الحركة الرابعة والأخيرة، تبدأ الحكايات الأربع في التوالف والتكامل حول أسئلة النكبة، والهولوكوست، وحق العودة. إنها رواية الفلسطينيين المقيمين في الداخل الذين يعانون مشكلة الوجود المنفصم وقد وجدوا أنفسهم يحملون جنسية إسرائيلية فُرضت عليهم قسرا.
واعتبر انها رواية الفلسطينيين الذين هاجروا من أرضهم إلى المنفى الكبير ثم راحوا يحاولون العودة بطرق فردية إلى بلادهم المحتلة، واصفا اياها إنها رواية فلسطين الداخل والخارج.
وفي مداخلة ثانية له ، قدم طه نبذه عن مسيرة الكاتب ربعي المدهون حيث ذكر انه ولد في مدينة المجدل عسقلان، في جنوب فلسطين عام 1945، وقد هاجرت عائلته خلال النكبة عام 1948 إلى خان يونس في قطاع عزة.
واضاف انه تلقّى تعليمه الجامعي في كل من القاهرة والإسكندرية ولكن أُبعد من مصر سنة 1970 قبل التخرج بسبب نشاطه السياسي. عمل محررا أو كاتبا في صحف ومجلات، منها الحرية، الأفق، صوت البلاد، القدس العربي، الحياة، ومركز الابحاث الفلسطيني، وكذلك في وكالتي دبليو تي ان للأخبار المصورة - وكالة أخبار تلفزيزنية أميركية، وأي بي تي أن –اسوشييتد برس، للأخبار المصورة، وجريدة "الشرق الأوسط"، التي ما يزال يعمل فيها محررا.
وذكر ان من مؤلّفاته "السيدة من تل أبيب" (رواية، 2009) التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2010، والتي تم ترجمته إلى الإنجليزية وصدرت عن تيليغرام بوكس، وفازت الترجمة الإنجليزية بجائزة بان البريطانية للكتب المترجمة.
من جهته تحدث المدهون عن تحربته الادبية والتي تستند الى تجربة بالعمل الاعلامي والسياسي ، تمتد الى 40 عاما في عدد من المدن العربية والعالمية من القاهرة ، لعمان ودمشق وبغداد وبيروت واخيرا لندن ، مر بها بتجارب قاسية اثرت في حياته ومساره السياسي والادبي ، ذاكرا ان تجربته الادبيه الاولى كانت مجموعة قصصية في عام 977 ، ليعود بعد اكثر من عشرين عاما للكتابة الادبية بعد عمله ردحا من الزمن في مجال الدراسات والابحاث السياسة ، برواية السيدة من تل ابيب في عام 2010، تلتها رواية طعم الفراق والتي يتحدث به عن سيرته الذاتية في مراحلها المختلفة .
وفي رده على اسئلة الجمهور وتعليقاته، شرح المدهون الجدل الذي اثارته الرواية الاخيرة في الاوساط الاوروبية والعربية على السواء ، حيث تناول ردة الفعل العنيفة التي قامت بها الاوساط المؤيدة لاسرائيل لدى تقديم الرواية في معرض الكتاب في المانيا ، واعتبر ان دور الكاتب هو طرح الاسئلة الصعبة باسلوب روائي دون تقديم اجابات قاطعة .
وفي نهاية الامسية وقع الكاتب روايته وسط حفل استقبال نظمته بعثة فلسطين على شرف الحضور.
وذكر المستشار حسان البلعاوي ، مدير التعاون الثنائي والعمل الثقافي ، ان بعثة فلسطين بصدد اطلاق سلسة من النشاطات الثقافية ، في قاعاتها ،تتمثل بتقديم كتب ادبية وسياسية لكتاب فلسطينين وعرب واوروبين ن تناولوا القضية الفلسطينية بابعادها المختلفة، وعر ض افلام وثائقية بنفس السياق ، بالاضافة الى تنظيم معرض صور واخرى فنية تساهم في تقديم المشهد الثقافي الفلسطيني في عاصمة الاتحاد الاوروبي.