قال مسؤول ألماني، إن مباحثات تُجريها ألمانيا لبيع ثلاث غواصات جديدة من طراز دولفين لـ"إسرائيل"، وذلك على خلاف ما ذكرته تقارير صحفية إسرائيلية.
وقال نائب المتحدث باسم حكومة المستشارة أنجيلا ميركل، غيورغ شترايتر، إن المباحثات بين الجانبين لم تصل إلى اتفاق بشأن الصفقة، وإنهما ما زالا يتباحثان بشأن تفاصيل من بينها تقديم برلين تسهيلات مالية لإتمامها.
وأشار شترايتر خلال تصريحات للصحفيين في برلين، إلى أن الحكومة الألمانية تعترف دون تغيير بمسؤوليتها التاريخية الخاصة بضمان أمن دولة "إسرائيل"، معتبراً أن "وجود بحرية قوية وقادرة مهم لسياسة إسرائيل الدفاعية المشروعة".
زيادة الأسطول
وكانت صحيفة معاريف الإسرائيلية ذكرت أن اتفاق التفاهم الذي سيوقعه السفير الإسرائيلي في ألمانيا ياكوف حداس هانلسمان بشأن صفقة الغواصات، يأتي بعد مفاوضات سرية جرت في برلين وتل أبيب حول الصفقة التي ستحصل بمقتضاها البحرية الإسرائيلية على الغواصات الثلاث، بقيمة 1.2 مليار يورو.
وبحسب معاريف، فإن عدد الأسطول الذي تملكه البحرية الإسرائيلية من غواصات دولفين الألمانية سيرتفع إلى تسعة، بحصولها عام 2027 على الغواصات الثلاث الجديدة التي تمثل نوعا معدلا من الطراز 209.
وحصلت البحرية الإسرائيلية منذ التسعينيات على خمس غواصات من طراز دولفين ذي الإمكانيات التقنية والتسليحية المتطورة والقدرة على الحركة بلا صوت، وينتظر حصولها على الغواصة السادسة العام القادم، واشترت إسرائيل هذه الغواصات من ألمانيا بتخفيض كبير في السعر تحمله دافعو الضرائب الألمان.
وجدد إعلان ألمانيا عزمها على بيع البحرية الإسرائيلية الغواصات الثلاثة الجديدة انتقادات لهذه الصفقة بسبب تأكيد خبراء عسكريين ألمان إمكانية تحميل صواريخ بعيدة المدي تتسلح بها هذه الغواصات برؤوس نووية يمكن لـ"إسرائيل" استخدامها بالرد على أي هجوم تتعرض له.
تخفيض واستياء
ورغم تخفيض حكومة المستشارة أنجيلا ميركل سعر الغواصات الجديدة من ستمئة إلى أربعمئة مليون يورو للواحدة، وهو ما يعني تحميل دافعي الضرائب الألمان ثلث السعر الإجمالي للغواصات الثلاث، فإن صحيفة دي فيلت ذكرت أن دوائر أمنية وإعلامية إسرائيلية عبرت عن استيائها مما اعتبرته سعرا باهظا للصفقة الجديدة.
وأشارت الصحيفة الألمانية إلى أن الإسرائيليين منتقدي شراء غواصات الدولفين الألمانية اتهموا حكومة بنيامين نتنياهو بعدم الضغط بما يكفي على حكومة ميركل والترسانة البحرية الألمانية في مدينة كييل لإرغامهما على خفض أكبر لسعر الغواصات الثلاثة.
وذكر مراسل دي فيلت في القدس المحتلة أن نقاد الصفقة الألمانية اعتبروا أن البحرية الإسرائيلية كان يمكنها شراء الغواصات بسعر أقل، مثل مصر وجنوب أفريقيا اللتين حصلتا عام 2012 من ألمانيا على طراز آخر من غواصات دولفين بسعر 265 مليون يورو للواحدة.
وأشار المراسل إلى أن صحفيين إسرائيليين اتهموا حكومة نتنياهو بعدم البحث عن بديل أفضل للغواصات الألمانية، مثل الغواصات التي باعتها شركة الدفاع الفرنسية (دي سي أن أس) لأستراليا مؤخرا بمستويات تقنية وتسليحية أكثر تطورا من الدولفين الألمانية وبسعر منخفض.