إجتماعات القيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية في بيروت

9998622166
حجم الخط

عقدت القيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية دورة اجتماعات وسط حالة فلسطينية و عربية و إقليمية و دولية مليئة بالتطورات و المستجدات و بشكل خاص

وقالت في بيان لها انها :  وقفت مطولاً و بعمق أمام المشهد الفلسطيني و تداعياته على مختلف الصعد ، سيما  وأن الحالة الفلسطينية أصلاً لم تكن مهيئاً بالحد الأدنى المطلوب الذي يمكنها من تقليص مخاطر هذه التداعيات و المفاعيل التي عصفت بالمنطقة و انخراط النظام السياسي العربي المنهار في خدمة الأهداف الجيو- سياسية الأميركية وتهديد وحدة الشعوب و البلدان العربية و تقسيمها و تفتيتها وخلق الحروب البينية المدمرة خاصة في سوريا و اليمن و العراق و ليبيا و مصر ومحاولة تشويه مفهوم الأمن القومي العربي و الصراع العربي – "الصهيوني" وخلق أعداء جدد و الانطلاق نحو التطبيع الكامل مع العدو فوق الطاولة ، فدعم الجماعات التكفيرية و تمويلها و تسليحها و بث الصراعات الطائفية و المذهبية و العرقية و الإثنية و القبلية ما هي إلا استهداف مباشر لقضية الشعب الفلسطيني خاصة لجهة خلق البيئة المناسبة لدخيل العنصري "الصهيوني" في تحقيق يهودية الدولة في القرن الحادي و العشرين، 

و بناءً على ما تقدم فإن القيادة المركزية للجبهة اكدت على : المجد والخلود للشهداء و الشفاء للجرحى و التحية للأسرى البواسل

وقالت : أولا : تعرب القيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية عن فخرها و اعتزازها بانتفاضة القدس و هي تدخل عامها الثاني تجسيداً لتمسك شعبنا بأرضه و حقوقه الوطنية و التاريخية بإصرارٍ وصلابة كفاحية نادرة، كيف لا و هو يواجه العنصرية "الصهيونية" و استيطانها الزاحف على الأرض وبلا ظهيرٍ حاضن بل على العكس يتلقى الطعنات من الخلف من قبل النظام السياسي العربي الذي يهرول لتطبيع علاقاته مع العدو و ها هو شعبنا يتصدى للقمع المزدوج قمع العنصرية "الصهيونية" و قمع السلطة الفلسطينية ويا للأسف في ظل عجز العدو و مؤسساته الأمنية من السيطرة على هذه الظاهر النبيلة التي تجسد الحقيقة الفلسطينية في وجه الرواية التوارتيه "الصهيونية" ، و عليه فإننا نسجل على الفصائل الوطنية الفلسطينية قصورها و إحجامها على المشاركة الحقيقة ومعها بعض الشرائح الاجتماعية الفلسطينية ، إن الانخراط الفعلي بإرادةٍ سياسةٍ ووطنية وتأمين الغطاء و الحماية لهذه الإنتفاضه كفعل مقاوم وحده الذي يرسم وحدة الميدان في وجه المحتل وإنهاء الانقسام ومغادرة الأوهام السياسية.

ثانيا :  أمام استمرار حالة الانقسام الفلسطينية الكارثية تؤكد الجبهة دعوتها السلطة الفلسطينية لوقف التنسيق الأمني الذي سبق ( للمجلس المركزي ) أن اتخذه فوراً ومعها وقف كل السلوك السياسي الذي يفتح الطريق واسعاً أمام هرولة فريق كبير من النظام العربي المنهار للتطبيع مع العدو وتوفير البيئة السياسية المثلى للعنصرية "الصهيونية"، وعليه فإن الجبهة تجدد دعوتها لحوار وطني شامل و حقيقي يغادر قواعد اللعبة الأميركية – "الصهيونية" التي حكمت حوارات القاهر منذ عام 2003 ، وإحداث مراجعة سياسية شامله توقف العمل باتفاقات أوسلو المدمرة ، وبما يفضي إلى تشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد يتبنى إستراتيجية وطنية جديدة وبما يعيد الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية ووحدانية تمثيلها وكجبهة وطنية ائتلافية عريضة تقود النضال الوطني الفلسطيني، ومغادرة كذبة السلطة على المقلبين و وقف كل دعوات الحوار السلطوي الثنائي الإستنسابي بعيداً عن القوى الوطنية و الشعب الفلسطيني.

 

ثالثا :  تدعو القيادة المركزية للجبهة قيادة حركة حماس إلى إحداث القيام بمراجعة سياسية شاملة ، وتعزيز الأولوية الفلسطينية  وخاصة في قطاع غزه لتعزيز دور أذرع المقاومة المسلحة وعلى رأسها كتائب القسام و تعزيز وحدة شعبنا في وجه العدوان "الصهيوني" المستمر وفك الحصار عن القطاع وإعادة إعماره بعد ثلاثة حروب ذهب ضحيتها الآلاف من الشهداء و الجرحى ودمرت آلاف المنازل و البنى التحتية وعلى هذا الصعيد تناشد القيادة المركزية للجبهة القيادة المصرية مغادرة الإستنساب السياسي والسقوف السياسية التي حكمت حوارات القاهرة وفك الحصار الظالم عن قطاع غزة فوراً.

رابعا : إذ تثمن الجبهة الدور الفلسطيني و الجهود الكبيرة التي أفضت إلى حملات المقاطعة خاصة في أوروبا و مواقف العديد من البرلمانات الأوروبية التي لم تتمثلها حكوماتها باستثناء السويد، كما تثمن قرار اليونسكو فيما يخص القدس وهنا تستحضرنا الحد الخطاية الناجمة عن أوهام المسار ألتدميري والذي أدى إلى شطب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يعتير" الصهيونية" شكلاً من أشكال العنصرية.

 
إن جبهة التحرير الفلسطينية التي تولي هذا التوجه على جبهة الرأي العام الدولي و حقوق الإنسان و القانون الدولي و المحاكم الجنائية فإنها تدعو إلى وضع تصور وخطة تحرك فلسطينية وعربية و دولية على أبواب مئوية وعد بلفور المشئوم يتجاوز الخطاب الإعلامي المعتاد لإحداث خرق على مستوى القانون الدولي وخاصةً في مجلس العموم البريطاني وتحميل بريطانيا المسؤولية السياسية و القانونية و الأخلاقية على جريمتها بحق الشعب الفلسطيني و ما يترتب على ذلك من إجراءات عملية فعلى الأحفاد في بريطانية أن يتحملوا ما اقترفه أجدادهم بحق الشعب الفلسطيني الذي لا يزال يدفع الأثمان حتى يومنا هذا.

خامساً : ترفض القيادة المركزية للجبهة تدخلات ( الرباعية العربية ) ودعوتها على خلفية لإنهاء الانقسام و بشكل واضح على قاعدة ( المبادرة العربية ) أي اعتماد ذات الأسس التي انطلقت منها الرباعية الدولية، التي اختزلت باستفراد أميركي- صهيوني بقضية الشعب الفلسطيني وفق قواعد اللعبة الأميركية – الصهيونية وخدمة الكيان الصهيوني في فرض المزيد من التنازلات التي تفضي إلى تصفية الحقوق الوطنية التاريخية الثابتة للشعب الفلسطيني

سادساً : إذ تثمن القيادة المركزية للجبهة المبادرة السياسية الوطنية التي أطلقها أمين عام حركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان عبدا لله شلح، فإنها تدعو كافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني و الشخصيات الوطنية و الفكرية و الاجتماعية ، وكافة المؤسسات و الهيئات و الروابط داخل الوطن المحتل وخارجه لمناقشتها و أغنائها وتمليكها الآليات اللازمة وطنياً و جماهيرياً من أجل انقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل المشهدين الكارثين الفلسطيني و العربي.

سابعاً : اتخذت القيادة المركزية للجبهة على الجانب التنظيمي الداخلي جملة من القرارات و الإجراءات و التوجهات التي من شأنها الإسهام في تجديد و تحديث و تطوير مجمل البنية التنظيمية وبما يفضي إلى تفعيل دور الكادر و الهيئات وتمليك الجبهة رؤية سياسية وتوجه تنظيمي و هيكلية جديدة يجب أن تنجز مع بداية العام القادم 2017.