التقى سفير دولة فلسطين في فرنسا سليمان الهرفي رئيس إقليم نوفيل آكيتين "آلان روسيه" في مدينة بوردو الفرنسية عاصمة الإقليم، بحضور هالة أبو حصيرة المستشارة الأولى في سفارة فلسطين بفرنسا، وعدد من أعضاء المجلس الإقليمي في نوفيل آكيتين.
واتفق الطرفان خلال اللقاء على ضرورة تعزيز التعاون الفلسطيني الفرنسي في جميع القطاعات والمجالات وخاصة في مجالات التعليم الطبي والتعاون في مجال "تكنولوجيا الطب عن بُعدْ" حيث ابدى روسيه استعداد الاقليم لاستقبال عدد من طلبة الطب الفلسطينيين في مستوى التخصص أو مستوى الامتياز وأيضاً تدريبهم في مشافي وكليات الطب في جامعات الاقليم بالتعاون مع الجامعات الفلسطينية.
وفي المجال الزراعي، اتفق الطرفان على ضرورة تطوير التعاون الفلسطيني الفرنسي في هذا المجال الحيوي وخاصة في مجال الزراعة الحديثة وآخر التطورات التكنولوجية التي شهدتها الزراعة.
وفي مجال الشركات الصغيرة والمتوسطة، ابدى روسيه اهتمامه بدعم الافكار الاقتصادية الخلاّقة في فلسطين وسبل تحويلها إلى مشاريع اقتصادية ذات جدوى اقتصادية بما يساهم في رفع مستوى التعاون الاقتصادي بين فلسطين وفرنسا لما فيه فائدة للطرفين.
وتناول اللقاء سبل تطوير العلاقات الفلسطينية الفرنسية في مجال التعاون اللامركزي بين البلديات الفرنسية ونظيراتها الفلسطينية حيث ترتبط بوردو بعلاقات مميزة مع بلدية مدينة رام الله.
وفي ختام اللقاء، قدم السفير الهرفي دعوة رسمية لـ الان روسيه لزيارة فلسطين والإطلاع عن كثب على الاوضاع الميدانية والجهود الفلسطينية لبناء مؤسسات الدولة المستقبلية رغم الصعوبات الجمة والعقبات التي تضعها دولة الاحتلال في مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحاولاتها الدؤوبة للتنصل من التزاماتها كدولة احتلال والتي تفرضها قرارات الامم المتحدة ومنظماتها المختلفة، مضيفا إن ممارساتها الكثيرة في مجال الاستيطان والتنكيل بالمواطن وسياسات الاعتقال التي يتعرض لها المواطن، وهي الممارسات التي تهدد بشكل جدي وخطير فرص التوصل لسلام حقيقي قائم على تمكين الشعب من الحصول على حقوقه الوطنية المشروعة، ووعد روسيه بتلبية هذه الدعوة في أقرب فرصة ممكنة.
وفي مقر بلدية بورودو، التقى السفير الهرفي والمستشارة أبو حصيرة بـ ديديه كازابون نائب رئيس البلدية للشؤون الدولية وبونوا مارتان مسؤول ملف التعاون المتوسطي في البلدية، وقد قدم كازابون في بداية اللقاء تحيات رئيس البلدية آلان جوبيه واعتذاره عن حضور اللقاء بسبب ارتباطات متعلقة بالحملة الانتخابية لرئاسة فرنسا حيث يعتبر جوبيه مرشحاً رئيسياً لهذه الانتخابات.
وعبر كازابون عن ارادة بلدية بوردو لدفع العلاقات الثنائية مع بلدية رام الله والبلديات الفلسطينية الاخرى قدماً لما فيه تمتين لعلاقات الصداقة بين الطرفين، حيث أن بلدية بوردو تدعم مشروع حدائق رام الله وعدة مشاريع اخرى كمكتب السياحة في رام الله وسبل تطوير السياحة الفلسطينية الداخلية والخارجية ومشاريع في المجالات التربوية والاجتماعية والبحثية.
بدوره شكر السفير الهرفي كازابون ومارتان على حسن الاستقبال والاهتمام الذي تبديه البلدية برئاسة آلان جوبيه بالتعاون مع فلسطين، مؤكداً على الارادة الفلسطينية في تطوير وتعزيز وتعميق العلاقات على جميع الصعد مع فرنسا باعتبارها بلداً صديقاً وترتبط بعلاقات تاريخية مع حوض المتوسط ومع العالم العربي.
وفي ختام زيارته لمدينة بوردو، شارك السفير الهرفي بندوة نظمتها جمعية التضامن الفلسطينية الفرنسية والمعروفة باسم "فلسطين 33" حيث تطرق في مداخلته لآخر التطورات الميدانية والسياسية فيما يخص القضية الفلسطينية ملقياً الضوء على الممارسات التي تقوم بها دولة الاحتلال الاسرائيلي بهدف فرض حقائق جديدة على الأرض تجعل من فرص اقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً وقابلة للحياة ضئيلة جداً.
وأكد الهرفي ضرورة أن تتحمل الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة مسؤولياتها القانونية في توفير الحماية للشعب الفلسطينية الواقع تحت الاحتلال ورفع الحصار والمفروض منذ عشر سنوات على غزة ووضع حد للانتهاكات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ووضع حد نهائي لافلات اسرائيل من العقاب.
وجدد الهرفي التأكيد على أن الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية برئاسة الرئيس محمود عباس متمسكة بالسلام العادل والدائم ولكن دون العودة الى دائرة مفاوضات ثنائية مفرغة بل وفق مرجعيات وضمانات دولية واضحة وجداول زمنية محددة.
ويعتبر اقليم نوفيل اكيتين من اكبر الاقاليم الفرنسية حيث يشمل ثمن مساحة فرنسا ويضم ستة مقاطعات كبيرة وعدد سكان يقارب الستة ملايين نسمة.