أظهرت نتائج الانتخابات الأمريكية تقدم المرشح الجمهوري دونالد ترامب، بالأصوات اللازمة لإعلانه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، ليصبح بذلك الرئيس الـ 45 خلفاً للديمقراطي باراك أوباما.
وخالف ترامب كافة التوقعات بحصوله على أكثر من 277 من الأصوات الإجمالية البالغة 538 صوتا للفوز بمنصب الرئاسة الأميركية.
وحول موقف الفصائل الفلسطينية من فوز المرشح ترامب في سباق الانتخابات الأمريكية، أكد الناطق باسم حركة فتح فايز أبو عيطة على أن السياسة الأمريكية لا تتغير تبعاً للرئيس، حيث أن الموقف الأمريكي الرسمي منحاز بشكل واضح لدولة الاحتلال الإسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية، سواءً فاز المرشح الديمقراطي أو الجمهوري.
بدورها، استنكرت حركة حماس على لسان ناطقها الرسمي حازم قاسم، تسابُق كلا المرشحين في تأييد الاحتلال الإسرائيلي وإظهار الدعم السابق والموعود للاحتلال، وتنكرهما للحقوق الفلسطينية واصرارها على الوقوف مع الاحتلال ضد الحق الفلسطيني ومواصلة سياسة الكيل بمكيالين ومنطق المعايير المزدوجة.
من جانبه، أدان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، تأييد مرشحي الرئاسة الأمريكية للكيان الصهيوني، وما لحق ذلك من حملات انتخابية انتهت بفوز الرئيس الأمريكي ترامب على نظيرته كلينتون.
وأشار أبو عيطة خلال حديثه لوكالة "خبر"، إلى أن الولايات المتحدة هي الحليف الاستراتيجي الأكبر لدولة الكيان الإسرائيلي، وذلك كان واضحاً عبر رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية المتعاقبين.
وقال قاسم في تصريح خاص لوكالة "خبر"، إن حركته بحكم اهتمامها بكافة المتغيرات التي من الممكن أن تؤثر على القضية الفلسطينية، كانت على متابعة مستمرة لما يدور على الساحة الدولية ومن ضمنها الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
واعتبر المدلل فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية ليس بالأهمية الكبيرة للشعب الفلسطيني، كونها لن تُحدث أي تغيير على السياسات الامريكية تجاه إسرائيل.
ودعا أبو عيطة، ترامب إلى تغيير سياسة الولايات المتحدة الأمريكية المنحازة لإسرائيل، والتعامل كرئيس دولة عظمة تدعي الديمقراطية، مؤكداً على ضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني.
وطالب قاسم الولايات المتحدة بوقف سياستها الداعمة للاحتلال الإسرائيلي والاستيطان والاعتداءات المتكررة على قطاع غزة، ووقف سياسة الكيل بمكيالين، والتوقف عن التحريض على المقاومة الفلسطينية، مؤكداً على ضرورة تقوية الجبهة الداخلية من خلال إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، لمواجهة الاحتلال وداعميه.
ولفت المدلل في اتصال هاتفي مع "خبر"، إلى أن السياسات الأمريكية الحالية لا تختلف عن سابقتها في دعم الحكومة الإسرائيلية مادياً وعسكرياً وبشرياً ضد القضية الفلسطينية.
محللون.. فوز ترامب لن يحدث أي تغيير على سياسة الولايات الأمريكية
وقال المحلل السياسي أحمد عوض، إن فوز الرئيس ترامب بالانتخابات الأمريكية، من شأنه أن يقدم سياسة جديدة مغايرة لكلينتون، وذلك من خلال عدم تدخل أمريكا في الأوضاع السورية والعراقية، كون هذه الحروب طويلة ولا فائدة منها.
واعتبر عميد كلية الإعلام في جامعة الأقصى زهير عابد في تصريح خاص لوكالة "خبر"، أن فوز ترامب لن يأتي بجديد، حيث أنه سيسير على نهج رؤساء أمريكا السابقين، والذين لم يغيروا من سياسة دعم الحركة الصهيونية، والاتجاهات السلبية في قضايا الشرق الأوسط.
وأشار عوض خلال حديثه لوكالة "خبر"، إلى أن الرئيس الأمريكي ترامب سيلجأ إلى تفكيك الاتفاق النووي الإيراني، إضافة إلى تأييده الكامل ليهودية إسرائيل، حيث أن ذلك كان واضحاً من خلال دعواته الأخيرة إلى نقل السفارة الأمريكية للقدس لجعلها أكثر أمناً واستقراراً.
وأوضح عابد، أن "ترامب" سيبقي على السياسة الأمريكية ذاتها بدعم قوة إسرائيل والعمل على إضعاف الدول العربية، مشيراً إلى أن خطاب أوباما الأخير دعا إلى ضرورة الحفاظ على الأمن الإسرائيلي، ما يعكس سياسة الإدارة الأمريكية في دعم الاحتلال الإسرائيلي وضمان قوته.
وبيّن عوض، أن ترامب سيعمل على تقديم الدعم لدول الخليج العربي، بما يتناسب مع مصالح أمريكا ويقلل من خسائرها المادية والبشرية.
وأكد عابد على خطورة الوضع العربي الراهن في ظل الحروب التي تشهدها، في ظل الافتقار إلى وجود سياسة واضحة تُنهي أزمة العنف والقتال الواقعة.
وأضاف عوض، أن الادارة الأمريكية الحالية برئاسة ترامب ستكون أكثر عنفاً، حيث أنها ستعيد النظر في العلاقة مع الوطن العربي، بما يحقق مصالح أمريكا وأمنها، من خلال الابتعاد عن مشاكل المنطقة.
وشدد عابد، على أن الحكومة الأمريكية الحالية سيكون لها تأثيرات خطيرة على سياسات الدول العربية، خاصة مصر والسعودية في ظل انجرار الدول العربية للسياسات الأمريكية.
ونوه عوض، إلى أن ترامب يتبنى سياسات الليكود الإسرائيلي، ما من شأنه أن يؤدي إلى توطيد العلاقات بين الجانبين، وتشديدها على الفلسطينيين.
كما أكد عابد على أن الحكومة الأمريكية تسعى إلى تقوية العلاقات العسكرية والاقتصادية مع إسرائيل، حيث أن ذلك اتضح من خلال مساعي الرئيس الأمريكي ترامب إلى نقل سفارة بلاده للقدس.