تظاهر آلاف المواطنين الأميركيين في عدة مدن وولايات أمريكية، تعبيراً عن رفضهم لفوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، وسط توقعات بامتداد هذه الاحتجاجات لتشمل مناطق أخرى في الولايات المتحدة
وعبر المتظاهرون في مدينة ميامي ليلة أمس، عن رفضهم للرئيس المنتخب دونالد ترامب، وذلك لأنه لا يمثلهم، كما تجمع ما يقرب من 1200 شخص في نيويورك بحديقة "واشنطن سكوير" مطالبين بالدفاع عن الحقوق والحريات بعد انتخاب ترامب.
وحمل المتظاهرون قرب قوس النصر في "واشنطن سكوير" -وهو مكان تتجمع فيه كل الحركات المدنية منذ ستينيات القرن الماضي-لافتات كتبوا عليها "جدارك لن يعوق مسيرتنا" و"الحب يغلب الكراهية".
وفي هذا الإطار، قال المحلل والكاتب السياسي أحمد عوض، إن المظاهرات الأمريكية التي خرجت في ولايات أمريكية رفضاً لفوز ترامب، للمطالبة بتغيير السياسة الأمريكية الحالية التي يحكمها "رجل أبيض غاضب متعصب" يبث خطاب الكراهية في الشارع الأمريكي.
وأضاف عوض خلال حديثه لوكالة "خبر"، أن تلك المظاهرات ردة فعل طبيعية للخطاب العنصري لترامب، والذي جاء بشكل واضح ضد المهاجرين، والفلسطينيين، والإنسان صاحب اللون الأسود، إضافة إلى مساسه بالمنظمات الحقوقية وصورة أمريكية الديمقراطية الفريدة من نوعها.
من جهته اعتبرالمحلل السياسي جهاد حرب، أن المظاهرات الأمريكية التي خرجت تنديداً بفوز ترامب بالعابرة والاعتيادية، لافتاً إلى أن هذه المظاهرات ليست لها أي تأثير على المستوى السياسي، حيث أنها تأتي في ظل استياءً بعض الولايات من نتائج الانتخابات الأمريكية.
وأوضح حرب خلال حديثه لوكالة "خبر"، أنها رسالة من الشعب الأمريكي للرئيس المنتخب ترامب بضرورة تحمل مسؤولياته فيما يتعلق بالقضايا الداخلية الأمريكية والخارجية تجاه بعض الدول الإقليمية والعربية.
واعتبرعوض أن المظاهرات التي عمت ولايات أمريكية وقتية ليس هناك اجماع عليها باعتبار أنها لا تشكل نسبة كبيرة من المجتمع الأمريكي في ظل وجود مؤسسات راسخة في امريكا لا يمكن القفز عنها.
واعتقد حرب أن رفض بعض المجموعات لنتائج الانتخابات الرئاسية، لن يكون لها فرصة بزيادة رقعة المظاهرات في ولايات جديدة في ظل حجم نظام الولايات المتحدة الذي يتيح الانتخابات بشكل متكرر.
واستبعد عوض أن يكون لهذه المظاهرات تأثير كبير على السياسات الأمريكية، في تقاسم العمل السياسي ما بين الحزبين، خاصة أن السياسة الأمريكية يتداولها نُخب سياسة وعسكرية لا تهتم بآراء الشارع.
وبيّن حرب أن الحملة الانتخابية التي قادتها هيلاري كلينتون هي الأجدر بالفوز، لكن النتائج خيبت آمال أعداد كبيرة من المواطنين الأمريكيين، وفي ذات الوقت لم تكن هذه المفاجئة محط جدل في الشارع الأمريكي.
وأشار عوض إلى عدم اهتمام المواطن الأمريكي بالسياسة الخارجية، بقدر اهتمامه بالسياسة الداخلية الأمريكية، وذلك نظراً لأن خطاب الرئيس الأمريكي "ترامب" كان موجهاً ضد السود والمهاجرين والحقوق وقانون الصحة.
ولفت حرب إلى أن تلك المظاهرات تتعلق بشؤون داخلية أكثر منها خارجية، وذلك نظراً لعدم اهتمام المواطن الأمريكي بالسياسة الخارجية، بقدر اهتمامه بالظروف الاقتصادية والاجتماعية الداخلية.
كما استبعد حرب أن تُغير أمريكا من سياستها الخارجية تجاه بعض الدول، أو أن تُحدث المظاهرات الحالية أي تأثير، مستذكراً المظاهرات التي عمت الولايات الأمريكية عام 2003 خلال الحرب ضد العراق، والتي لم تُحدث أي تأثير أيضاً على سياسة أمريكا تجاه الشرق الأوسط والدول العربية.