لماذا يتظاهر الرجل بالقسوة وقلة الإهتمام ؟

thumb
حجم الخط

تعاني النساء حول العالم من مشكلة جامعة، قسوة الرجل وقلة إكتراثه. ولعل السؤال الذي يطرح بشكل متكرر هو سبب عدم إكتراثه هذا، أو عدم قدرته على إثبات أنه يهتم فعلاً لأمرها.

المشكلة هذه تبدأ منذ بداية العلاقة وتستمر حتى ما بعد مرحلة الزواج. والمرأة في العلاقة دائماً تجد نفسها في صراع يجعلها أحياناً تشكك في صدقه أو التزامه خصوصاً وأنه لا يعبر عن مشاعره . ما يجعلنا نصل إلى السؤال الذي تطرحه كل إمرأة على نفسها، فإن كان يكترث فعلاً فلم لا يعبر عن ذلك صراحة؟

الجواب بسيط جداً، لانه لا يريد ذلك.

الواقع يؤكد أنه حين يريد أي إنسان التعبير عن مشاعره فهو يقوم بذلك، لكن هناك أمور عديدة قد تمنع الرجل من القيام بذلك سنحاول إختصار أهمها.

الفهم الخاطئ للرجولة

الرجولة هي الشهامة والاحترام والقدرة على الاهتمام بالاخرين، لكنها ولسبب ما تحولت إلى تركيبة غريبة عجيبة تشمل الخيانة وقلة الاكتراث والقساوة والبرود العاطفي وطبعاً عدم التعبير بأي شكل من الاشكال عن المشاعر. فالرجل عليه ألا يتحدث عن مشاعره، كما يمنع منعاً باتاً من الإنجراف خلف مشاعره. قلة الاحساس أو التظاهر بذلك باتت مرادف كلمة رجولة.

نظرة المجتمع للرجل

الفكرة هذه مرتبطة بالفهم الخاطئ للرجولة. فالمجتمعات على إختلافها سواء كانت عربية أم غربية تفرض على الرجل بعض القواعد التي إما تجعله رجلاً أو تجعله فاقداً لها. المشاعر الأحاسيس لا مكان لها في هذا العالم، فالرجل يحب بعقله، رغم أن الواقع ليس كذلك. التحوّلات التي طرأت مؤخراً على المجتمعات ومع خروج النساء من قوقعتهن بات الرجل يشعر أكثر من أي وقت مضى بضرورة التصرف بطريقة أكثر ذكورية للتفوق على جرأة النساء.

الخجل وضعف الشخصية

في المقابل هناك أسباب مختلفة كلياً عن الرجولة ونظرة المجتمع تؤدي إلى عدم قدرة الرجل على التعبير عن مشاعره. السبب ببساطة قد يكون الخجل، فبعض الرجال يعانون من الخجل ما يجعلهم يحتفظون بمشاعرهم لأنفسهم. في المقابل قد يرتبط الخجل من جهة وعدم القدرة على التعبير من جهة أخرى بضعف الشخصية .فالرجل الذي لا يشعر بالثقة الكافية لا يمكنه البوح علناً بمشاعره حتى ولو أراد ذلك، ما يجعله يتقمص شخصية مختلفة عما هو عليه فعلاً.

ما تريده المرأة مقابل ما يريده الرجل

النساء تشتكي من تصرف الرجل بشكل أنه لا مبالٍ أو من بروده العاطفي. أي أنهم يطلبون من الرجل  إظهار عواطفه ومشاعره. المعضلة هنا أن الرجال يظهرون عواطفهم بشكل دائم لكن ليس بالشكل الذي تريده النساء. الافعال البسيطة كالمساعدة في ترتيب المنزل أو تحضير العشاء أو حتى مساعدتها في مهمة ما منوطة بها بالنسبة للرجل هي تعبير واضح وصريح عن مشاعره، في المقابل فإن المرأة تعتبر هذه الامور من «المسلّمات» التي عليه القيام بها وهي، وفقاً لها،  لا علاقة لها لا من قريب أو بعيد بالتعبير عن العاطفة.

الحلول الوسط

الرجل بشكل عام مخلوق حساس، والرجولة التي يختبئ خلفها سريعة العطب حالها حال ثقته بنفسه. ما على المرأة تفهمه بأن الرجل لن يقوم بما تقوم به، فهو لن ينهار أمامها ويبكي ويصرّح علانيّة بأنه يحتاج إليها بل سيقدم لها كل المؤشرات التي تبلغها بأنه يحتاج إليها من دون قولها بصراحة. على المرأة تقبل واقع أن الرجل لا يمكنه التعبير عن مشاعره كما تفعل هي. حل المشكلة يكون بالحديث معه حول الامر فهو قد يوضح الكثير من الامور الغامضة بالنسبة إليها عن أساليب تعبيره عن مشاعره.. حينها وفي كل مرة يقوم فيها مثلاً بغسل الصحون بدلاً عنها ستعلم أنه يبلغها أنه يحبها ويقدّرها.