هناك حيث هبطت منفيا من السماء
كتب علي السفر
سرت في وادي جهنم
امتحنني الشقاء
صعدت الهضاب كي أبني بيتا للرب
نحتُ الصخر
بنيتُ الحصون والأسوار
أنطقت الحجر
أقمت شرفاتي في العلياء
لكني إلى اليوم لا زلت على سفر!!!
أنا اليبوسي بن كنعان
أنا ابن عدنان
أفلت العنان
ضاع سيفي
لم يعد لي سند أو ظهير في المحن
نهشتني الكلاب
تهت بين قيس ويمن
فهل كتب علي الشقاء؟
هل سدت الطريق علي إلى نور الغسق، بوابة السماء؟
لا،لا...
سأبقى في الأمل أسافر
لن أبكى على ماض وطلل
روحي سيف ماض
وقلبي نابض بالحياة
سأنزع الخوف من صدري
وأمسح عن عيني الغشاوة بطيب الحجارة القديمة في يبوس
ولن أرحل وحيدا أبحث عن خلاص
سأمشي حيث يدلني قلبي
أمشي إلى عتبات جرحي المستيقظ
لتخترق روحي أحجبة الصمت
تلج عباب بحر الهوى خلف الجدران وسياج الضوء وظلال السديم
فأنا العربي الفلسطيني ابن هذي البلاد
العالم لي
إيمان وجداني، نور عقلي، حليب يدي
أقطع بها الصحاري وأقتل الأسفار
أزرع من وجعي نجوما
تلملم نور حلمي الجميل
تهديني إلى الديار
وسأترك للشامتين لغة السحر والأشعار
سأتخلى عن حرف البلاغة
وأخرج من زمن الحجارة الصماء والأموات
أمسك بالبدايات
أحمل فأسي ومعولي
لأهدم الجدار
أشق الطريق إلى الجبل المختار
ألتحق بنور الغسق
راقصا على مسرح النبوات
أغازل حبيبتي السحر
يباركني اله السلام
هناك ، هناك في إيلياء
سأقيم محرقتي على صخرة المعراج
أتمم الفداء
وأنام على عتبات السماء