قالت صحيفة "معاريف" العبرية في عددها الصادر اليوم الجمعة، إنه بعد ساعات من تسليم "مراقب الدولة" لمسودة التقرير الذي أعده حول أنفاق غزة، جاء مخالفاً للتوقعات، حيث أنه تركز الانتقاد على أداء المستوى السياسي عوضاً عن المستوى العسكري، وبخاصة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه خلال فترة الحرب موشي يعلون.
وأضافت الصحيفة، "في حين كان الانتقاد لقائد أركان الجيش في حينها بيني غانتس ورئيس شعبة الاستخبارات "أفيف كوخافي"، مخففاً وبصورة لطيفة، مضيفةً أن الانتقاد طال أعضاء الكابينت، وذلك لعدم مطالعتهم للتقارير الاستخبارية المقدمة من الجيش والشاباك حول خطورة الأنفاق.
وتضمن التقرير، "أوجه ملاحظة للمستويات التالية: (وزير الجيش، قائد الأركان، رئيس أمان، ورئيس شعبة الأبحاث)، أنهم لم يعرضوا على الكابينت خطورة تهديد الأنفاق كما يجب، وأن عدم التنويه إلى هذا التهديد يعد خللاً يمس بأساس المعلومات لدى أعضاء الكابينت، حيث أن خطورة تهديد الأنفاق كان معروفاً منذ منتصف العام 2013 للشاباك وأمان وقد نقلوا تقارير مفصلة بهذا الخصوص لرئيس الحكومة ووزير الجيش".
وتركزت مسودة التقرير النهائية حول دور نتنياهو ويعلون في إخفاء المعلومات التي تصلهم عبر الأنفاق عن باقي أعضاء الكابينت، وأنه لم تعقد جلسة أو ربع جلسة عن الأنفاق حتى الثلاثين من حزيران 2014، وهي الجلسة التي عرض فيها زعيم حزب البيت اليهودي المعلومات أمام الكابينت.
وفي المقابل، فقد تبين أن الاقتباسات التي سلمها نتنياهو للمراقب على أنها من جلسات كابينت بخصوص الأنفاق، كانت مأخوذة من جلسات أمنية غير مرتبطة بالمسألة أو من جلسات الكابينت ولكن بعد ذلك التاريخ.
وأورد التقرير، أن نتنياهو ويعلون لم يكتفوا بإخفاء المعلومات حول خطورة الأنفاق عن أعضاء الكابينت، ولكنه لم يقم بشيء للحفاظ على استعداد الجيش لمواجهة هكذا تهديد ولم يبلور الجيش نظرية قتالية لمواجهة هكذا تهديد، وبالتالي فالمسئولية تقع على عاتق نتنياهو بهذا الخصوص، وفقاً للتقرير.
ووجه التقرير انتقادات شديدة حول طريقة إدارة نتنياهو ويعلون لهذا الملف، وجاء فيه: "فعلى الرغم من وجود معلومة الأنفاق بحوزتهم قبل سنة من الحرب إلا أنهم لم يطلعوا باقي الوزراء على فحوى هذا الموضوع الحساس".
ووفقاً لما جاء في التقرير فإن نتنياهو قلل من تهديد الأنفاق ولم يعمل على إعداد خطة عملية ضدها، ومن المتوقع أن ينشر التقرير النهائي لمراقب الدولة خلال شهر كانون أول القادم.