لا تزال اصداء الجريمة المروعة التي حصلت قرابة منتصف ليل امس في بلدة مشتى حسن في عكار ترخي بثقلها الكبير على ابناء المنطقة وعائلة سعدون التي هالها اقدام ابنها يوسف على قتل طفليه (محمد 7 سنوات ) و(علي 5 سنوات) اثناء نومهما باطلاق النار عليهما من بندقية صيد ليقدم على الانتحار تاليا بالطريقة نفسها . وعمل عناصر الصليب الاحمر على نقل الجثث الى مستشفى سيدة السلام في القبيات بعد ان كشف عليها الطبيب الشرعي وعناصر الادلة الجنائية وسيتم دفنهم بعد صلاة ظهر اليوم الجمعة في مسقطهم.
انها جريمة غير مسبوقة في هذه المنطقة ،المحافظ وطرحت تداعياتها الكثير من الاسئلة لجهة كيف يمكن لأب ان يقدم على قتل طفليه بهذه الطريقة العمد؟ وفي اي حال من الاحباط كان هذا الاب الذي تردد بانه مدمن على تعاطي المخدرات وهو كان قد اوقف لدى الاجهزة الامنية سابقا بهذه التهمة.
ويشير الاهالي الى ان سعدون يعمل مزيناً ويملك صالون حلاقة (رجالي ) في منطقة وادي خالد وكان قد طلق زوجته منذ مدة ويعيش هو وولديه في مبنى من ثلاث طبقات قي مشتى حسن يتشارك السكن فيها مع اخوته ووالدتهم.
وما من احد من الاقرباء او الجيران كان يتوقع ان يقدم على هذه الجريمة المروعة التي ذهب ضحيتها الطفلين والاب معا.
تفتح هذه الجريمة العيون والعقول بشكل اكبر على المخاطر الكبيرة حيث باتت تشكل آفة المخدرات التي باتت تضرب في الكثير من المناطق وخصوصاً في الاماكن المهمشة والفقيرة والمهملة وتهدد الكثير من الشبان والاسر وتبشر بفظائع قد ترتكب.
وبات لزاما ليس فقط على الجهات الرسمية،وهي مسؤولة بكل تأكيد على كل هيئات المجتمع المدني والاهلي والجمعيات والمؤسسات التربوية والمرجعيات الروحية والبلديات البحث عن الية عمل مشتركة للمواجهة عبر التوعية والارشاد والابلاغ وعدم السكوت . ويتطلب الامر مواجهة حازمة على صعيد معالجة المدمنين عبر انشاء مراكز متخصصة وتشجيعهم للانخراط في العمل الاجتماعي التوعوي ، ولا سيما وان هذه الافة المتسللة الى مجتمعاتنا لم يعد بالامكان مواجهتها بالطرق التقليدية المتبعة التي يبدو انها لم تثبت جدواها بدليل هذه الواقعة المفجعة التي حصلت والتي لا شيىء يمنع من تكرارها في اي منطقة اخرى.