عندما كان لـ«الوطن» رنين خاص

صلاح هنية
حجم الخط

لم يكن احياء المناسبات والفعاليات الوطنية في الوطن في الثمانينيات والتسعينيات بحاجة الى انتظار رواد الصف الاول أو من يبارك هذه النشاطات . كان الناس على قلب رجل واحد تقوم بكل خطوات الاعداد والتنظيم، عند احياء ذكرى يوم الارض مثلا كانت الجبال تعج بالشباب والصبايا يزرعون الاشجار ويثبتون الارض ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وكانت والدة الشهيد ووالدة الاسير تشعران بالفرق الكبير في يوم الام ويوم الاسير وبقية ايام العام لأن الناس يستنفرون لاحياء هذه المناسبات بالاقتراب اكثر من الاسرى واسرهم والشهداء وذويهم.
في اوائل الثمانينيات تجذرت فكرة تعميق الثقافة الوطنية والتنشئة الوطنية من خلال أطر مثل لجان الشبيبة للعمل الاجتماعي .   ويومها لم تكن هذه الفعالية بحاجة إلى من يقص شريطها أو يأتي ليكون مراقبا على عملها، يومها انطلقت في رام الله والبيرة، واطلقت عدة نشاطات وامتد النشاط في بقية الوطن في مخيم شعفاط وعنبتا وبيت امر وشمال غربي القدس والقدس، وتوجه الشبيبة لإعادة بناء بيوت هدمها الاحتلال في بيت ساحور وكان النشاط الاهم والاقوى.
منذ السبعينيات كانت لجان العمل التطوعي والتي توجت باللجنة العليا للعمل التطوعي واستمرت تلك الفعاليات وامتدت لتشمل مشاركات في مخيم العمل التطوعي في الناصرة ومخيمات للعمل التطوعي في رام الله والخليل وسلفيت.
باختصار كانت التنشئة الوطنية حاضرة بقوة وكان تعزيز روح الانتماء عبر تقديم العام على الخاص والايثار كان "الوطن" له رنين خاص وشعور ممرزوج بالعز والافتخار، كانت الاغنية الوطنية المتلتزمة وظاهرة الكاسيت متأصلة وكان الناس يحفظون عن ظهر قلب ويرددون وهي يمارسون العمل التطوعي ويمارسون الحياة الديمقراطية، يمارسون السياحة الداخلية في القدس وهم تحيون يوم الاسير ويوم الارض ويوم الشهيد ويوم العمال ويوم المرآة، كانت الثقافة الوطنية تحمل بعدا أخر وكان الكتاب له حضور وله رونق وله اثر على الوعي والسلوك والمستوى الثقافي والوعي الاجتماعي.
كان هناك تنافس وتدافع بين الفصائل والقوى لخدمة الوطن والمواطن والذود عن حقوق المواطن، كانت الفصائل تتنافس ايجابيا في الانتصار .