شاركت فلسطين وللمرة الأولى في النسخة الثامنة من مهرجان الشتات بجزيرة غورية السنغالية تحت عنوان "ذاكرة وصمود"، وذلك في احتفال رسمي مهيب، تحت رعاية الرئيس السنغالي.
جاء ذلك بمشاركة كبار شخصيات ووزراء الدولة وضيوف من عديد الدول، وعلى رأسهم جنوب إفريقيا وساحل العاج ضيفتا الشرف لهذا العام.
وتأتي مشاركة فلسطين تعبيرا بمعاني رمزية عالية عن حالة الالتحام لتاريخ مقاومة الأفارقة للإستعمار وويلات العبودية والأبارتهايد والحالة النضالية المشابهة التي يسطر فيها الشعب الفلسطيني بطولات صموده وتضحيات أبنائه في سبيل الحرية والإستقلال الوطني، ليلتقي الفن الفلسطيني من جهة مع السنغالي والجنوب الأفريقي من جهة ثانية لينسجوا معا رسالة واحدة مفادها التضامن الإنساني ضد الإستعمار والعبودية والأبارتهايد على حد سواء والتي ما زالت فلسطين تعيشه كواقع ممتد لذلك الماضي الاليم.
ويعتبر المهرجان من أهم الفعاليات الثقافية التي تحتضنها الجزيرة والتي يقطنها 1500 ساكن، وهي مسجلة في سجل التراث الإنساني العالمي لكونها كانت أشهر قاعدة بالقارة الإفريقية بحكم موقعها الجغرافي المتقدم في نطاق حملات القراصنة لتسفير "العبيد" من إفريقيا إلى القارة الأمريكية خلال أكثر من خمسة قرون، وبالتالي شاهد على الحقبة السوداء من تاريخ البشرية عموما والقارة الافريقية على وجه الخصوص.
وتجلت مشاركة فلسطين بلوحتين تشكيليتين من أعمال الفنان الفلسطيني هيسم شملوني، وتناولت اللوحتان في موضوعهما رفض العبودية والإنحياز إلى مفاهيم الحرية والمساواة والكرامة الإنسانية.
وتأتي المشاركة الفلسطينية التي تمت بمبادرة وتنظيم كامل من سفارة دولة فلسطين في السنغال كخطوة رمزية لإدانة حالة التشابه الكبير بين ممارسات القراصنة وممارسات الإحتلال الجاثم على الأرض الفلسطينية والذي يسلب الإنسان الفلسطيني كل مقومات الحياة والحرية بعد أن إستباح في طغيانه وجبروته.