بالتعاون بين سفارة دولة فلسطين في صوفيا ووزارة خارجية جمهورية بلغاريا وممثلية الأمم المتحدة ووزارة الدفاع البلغارية اقيم حفل بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في قاعة النادي العسكري البلغاري وسط العاصمة البلغارية صوفيا، القاعة تزينت بالاعلام والصور الفلسطينية. وحضر الاحتفال عدد كبير من ممثلي رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ووزارة الخارجية الى جانب عدد من ممثلي الوزارات المختلفة، وممثلي مؤسسات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات الشعبية، وسفراء الدول العربية والأجنبية، وعدد من النواب البرلمانيين، وعدد من نواب الوزراء، وجمعية الصداقة البلغارية الفلسطينية، وكان بين الحضور نائب رئيس البرلمان البلغاري ورؤساء الاحزاب السياسية.
الحفل افتتح بالوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء فلسطين وبلغاريا الذين قضوا من اجل الحرية، ثم النشيدين الوطننين، وتم بعدها عرض فيلم قصير عن الانجازات الفلسطينية الرسمية والمدنية للعام 2016.
استهل الحتفال الرسمي بكلمة د. أحمد المذبوح سفير دولة فلسطين لدى بلغاريا، الذي أكد ان إسرائيل تعمل على تشويه الحقيقة، وتمارس إحتالها للقدس الشرقية، وتعمل على طمس هويتها وطابعها التاريخي والحضاري، وتشن هجومها على الأمم المتحدة ومؤسساتها، بما في ذلك منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو، وتحاول الخلط بين ما هو ديني، وما هو تراث إنساني وحضاري، بهدف ترهيب وتضليل المجتمع الدولي، وإستمرار إحتالها وتوسعها الإستيطاني، ومواصلة اعتداءاتها على المقدسات المسيحية والاسلامية في القدس الشرقية المحتلة، مع ان جوهر الصراع هو سياسي وليس ديني.
واكد سعادته أن ما تقوم به إسرائيل على أرض دولة فلسطين من تفشي المستوطنات وغيرها من مخططات وممارسات يدفع نحو واقع الدولة الواحدة ذات الطابع العنصري، بدلا من إرساء أسس سلام دائم وعادل، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، التي تقضي بإنهاء الإحتلال أولا. وشدد سعادته على ان اي تعاون إقليمي يتجاهل حل القضية الفلسطينية، وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي لأرضنا لن يكتب له النجاح، في حين أن حل هذه القضية، سيسهم في نزع الذرائع من أيدي المتطرفين و المجموعات الإرهابية، وعندها ستنعم المنطقة وشعوبها كافة بالأمن والإستقرار.
وتوجه السفير بصادق التقدير للمؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الغير حكومية في بلغاريا ولكل الأشقاء والأصدقاء، ولكافة الشعوب المحبة للحرية والسلام في العالم، الذين يقفون مع الشعب الفلسطيني. وتقدم بالعرفان لتضامنهم ودعمهم لشعبنا في تطلعاته الوطنية المشروعة الغير قابلة للتصرف، بما في ذلك تحقيق الحرية والاستقلال والسلام العادل والدائم.
واضاف أن تحقيق مصالحة تاريخية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يقتضي بأن تعترف إسرائيل بمسؤوليتها التاريخية عن النكبة التي حلت بشعبنا الفلسطيني ولا زالت آثارها وتداعياتها قائمة حتى الآن، وأن تنهي إحتالها، الأمر الذي سيفتح الباب لتحقيق السلام ويسهم في استقرار المنطقة والعالم، كما ويقتضي السلام إنهاء الظلم التاريخي الذي وقع على شعبنا منذ وعد بلفور وحتى يومنا هذا ودعا بريطانيا لأن تعترف بدولة فلسطين، وبالخطيئة التاريخية بإصدارها وعد بلفور.
واضاف د. المذبوح بأنه على المجتمع الدولي الوفاء بمسؤولياته وضمان إلتزام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية، مع العلم أن إسرائيل انتهكت كافة هذه القرارات، بدءا من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 181والذي يعتبر جوهره حل الدولتين، واستولت إسرائيل بقوة السلاح على القدس وألاراضي مخصصة لدولة فلسطين وفق هذا القرار.
في الختام توجه السفير المذبوح بالشكر للشعب البلغاري على ما يبديه ومؤسساته الرسمية من تضامن، ودعا لجعل العام القادم 2017 ليس فقط الذكرى الخمسون لإحتلال أراضي دولة فلسطين، بما في ذلك القدس الشرقية، بل عام دولي لإنهاء الإحتلال، وتضافر وتكثيف الجهود لنيل الشعب الفلسطيني لحريته واستقلاله، وأن يعم السلام ربوع منطقتنا كافة.
كلمة وزارة الخارجية البلغارية القاها السفير نيكولاي نيكولوف مدير مديرية الشرق الاوسط وافريقيا الذي اكد على أن التزام الجانب البلغاري بإحياء هذا اليوم في كل عام إنما يعبر عن الموقف الفعال الذي تتخذه بلاده والهادف إلى التوصل إلى الحل النهائي والدائم للصراع في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين اللتين تتعايشان في ظل السلام والأمن، ومن ناحية أخرى، يعكس هذا الالتزام العلاقات بين الشعبين البلغاري والفلسطيني التي تتجسد بوضوح في الصداقة والود. واضاف السيد نيكولوف" أغتنم هذه المناسبة الرسمية للأشارة إلى كون جمهورية بلغاريا دعمت وستظل تدعم إحراز التقدم الحقيقي في جهود السلطة الفلسطينية الهادفة إلى إنشاء المؤسسات الديمقراطية والفعالية وإلى زيادة أمان الشعب الفلسطيني". كما واكد على استعداد دولته للمشاركة في مشاريع أعادة تعمير غزة، والتي تحظى بالتمويل الدولي، وكذلك في مشاريع بناء البنية التحتية والمساكن والطاقة والزراعة في الضفة الغربية. أضف إلى مساهمتهم سنوياً في خدمة احتياجات اللاجئين الفلسطينيين من خلال وكالة الأونروا.
واضاف السفير نيكولوف "ان عشية يوم التضامن عام 2016 للأسف، تتميز بالركود المثير للقلق في عملية السلام في الشرق الأوسط، ونحن كدولة تقيم العلاقات القريبة مع كل من إسرائيل وفلسطين، نأمل في التغلب على هذا الركود في وقت قريب. إننا كنا ونظل نؤيد الحق المشروع للشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة، ونؤكد على ان طريق المفاوضات المباشرة مع إسرائيل هي الصيغة الوحيدة المؤدية إلى إنجاز هدف وجود دولتين متعايشتين في الأمن والسلام الدائم".
هذا ونقلت السيدة ماريا كونده، مسؤولة منظمة اليونيسكو في بلغاريا ومنسقة منظمات الامم المتحدة في بلغاريا تحيات امين عام الامم المتحدة وتلت الرسالة التي وججها السيد بانكي مون الى الشعب الفلسطيني بمناسبة اليوم العالمي للتضمان مع الشعب الفلسطيني، مؤكدا على حق شعبنا بتقرير المصير واقامة دولته المستقلة ووقف الانتهاكات الاسرائيلية للقانون الدولي وعلى رأسها وقف الاستيطان العقبة الرئيسية امام تطبيق حل الدولتين.
النائب ايفان سلافوف رئيس اللجنة البرلمانية للتضامن مع فلسطين، اكد خلال كلمته على حق الشعب الفلسطيني نيل الاستقلال وانهاء الاحتلال وعَبَرَ عن ادانته للممارسات القمعية بحق الشعب الفلسطيني، ودعا الى حملة تضامنية والانتقال من الاقوال الى الافعال لجعل العام 2017 عاما لانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
اما رئيس جمعية التعاون والصداقة البلغارية الفلسطينية السيد سلافتشو فيلكوف فقد اكد على اهمية التضامن مع شعبنا المناضل من اجل تحقيق حق العودة ونيل الاستقلال، وذكر الانتهاكات الاسرائيلية للقانون الدولي، خاصة اقامة المستوطنات والحواجز العسكرية التي تخلق وضعا يجعل حياة المواطن الفلسطيني صعبة ومعقدة، كما وتحدث عن احتجاز الآلاف من بناء شعبنا في السجون الاسرائيلية، وطالب بمقاطعة شاملة لإسرائيل الى ان تلتزم بالقانون والاتفاقيات الدولية، واضاف في نهاية كلمته يفتخر بأنه من مؤيدي الشعب الفلسطيني ولوح بالكوفية الفلسطينية.
بعد انتهاء الحفل الرسمي بدأ الاحتفال الفني ببرنامج رائع شاركت فيه فرقة فولكلورية للأطفال قدمت خصيصا من مدينة بلوفديف، وطلاب المدرسة الوطنية للموسيقى، ومدرسة الباليه، وفرقة الرقص الاسباني.
تميز حفل التضامن لهذا العام بكثافة الحضور ونوعيته، ان كان من حيث المسؤولين الرسميين او من حيث الشخصيات الممثلة للمجتمع الاكاديمي والمجتمع المدني وكان ملاحظا العدد الكبير لطلاب الجامعات والشباب.
ومن جهى اخرى تلقت السفارة العديد من برقيات التهنئة من مختلف المحافظات والبلديات والجامعات البلغارية ومن الاحزاب السياسية والشخصيات الاعتبارية في بلغاريا.