فصائل المقاومة لـ"خبر": معركة 2008 شكلت رافعة نضالية وقلبت موازين القوى

فصائل المقاومة لـ
حجم الخط

شن الاحتلال الإسرائيلي قبل ثمانية أعوام عدواناً همجياً على قطاع غزة في أواخر العام 2008م، خلف مئات الشهداء وآلاف الجرحى، دون أن يلقى جيش الاحتلال عقابه على تلك الجرائم التي اقترفها بحق الشيوخ والنساء والأطفال، على الرغم من  إقرار منظمات دولية وحقوقية بوقوع جرائم حرب بحق المدنيين الفلسطينيين.

وفي إطار موقف الفصائل الفلسطينية من العدوان بعد مرور ثمانية أعوام، قال الناطق الرسمي باسم حركة حماس حازم قاسم، إن معركة الفرقان، شكلت محطة فاصلة في تاريخ النضال ضد الاحتلال، حيث أنها المواجهة الأكبر في تاريخ الشعب الفلسطيني.

بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، إن حرب 2008 التي شنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، دليلاً واضحاً على طبيعته العدوانية المتمثلة بتنفيذ المجازر بحق المدنيين والعزل.

من جانبه، أكد القيادي في حركة فتح موفق حميد، على أن الاحتلال الإسرائيلي شن عدواناً همجياً على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عام 2008، بهدف خلق حالة من الصدمة من خلال حرب مباغتة أدت إلى استشهاد العشرات في الدقائق الأولى للمعركة، بمشاركة ستين طائرة حربية.

ووجه عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، التحية  لأرواح الشهداء الذين سقطوا في هذا العدوان الظالم، خاصة شهداء الأجهزة الأمنية الذين رووا بدمائهم أرض الوطن أثناء تأديتهم للواجب الوطني.

وأكد قاسم في تصريح خاص بوكالة "خبر"، على أن حماس ما زالت متمسكة بخيار المقاومة كونه الوسيلة الأفضل لتحرير الأرض واستعادة الحقوق والحفاظ على الثوابت، مشدداً على أن حركته لن تترك السلاح حتى تحرير كامل فلسطين.

وأضاف حبيب أن العدو الإسرائيلي ارتكب المجازر ولا زال ظناً منه أن الشعب الفلسطيني سيرفع الراية البيضاء ويعلن الاستسلام، فخابت ظنونه وما زادت هذه المعارك أبناء الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة إلا مزيداً من التمسك بالحقوق والثوابت. 

وتابع حميد أن الشعب الفلسطيني فاجأ الاحتلال الإسرائيلي في استيعابه هذه الصدمة، والتفاف كافة فصائل الشعب الفلسطيني حول خيار مواجهة جرائم الاحتلال.

وأوضح أبو ظريفة في تصريح خاص بوكالة "خبر"، أن هذه المعركة من ضمن الجرائم التي تسجل للاحتلال والتي تلاها عدواناً أكثر همجية، داعياً إلى التوجه لمحكمة الجنايات الدولية للتحقيق في جرائم الاحتلال التي ارتكبها بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأشار قاسم إلى أن معركة 2008 أكدت على التفاف الحاضنة الشعبية حول خيار مواجهة الاحتلال حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني، إضافة إلى التأكيد على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.

ودعا حبيب في تصريح خاص بوكالة "خبر"، المقاومة الفلسطينية إلى أن  تكون على أتم الجاهزية للدفاع على الشعب الفلسطيني وتلقين الاحتلال الدروس والعبر، اذا ما فكر بأن يرتكب أي حماقة جديدة، داعياً بالرحمة للشهداء الذي خضبوا بدمائهم أرض الوطن.

وشدد حميد على أن هذه المعركة أعادت اللحمة الوطنية للشعب الفلسطيني، من خلال تكاتف كافة الفصائل الفلسطينية في مواجهة العدوان، داعياً المقاومة إلى عدم تمرير مشاريع الاحتلال الهادفة إلى انتزاع سلاح المقاومة، وجعل كل فصيل بمعزل عن الآخر.

وطالب أبو ظريفة الفصائل الفلسطينية، وفاءً للدماء التي سقطت اللجوء لحوار شامل، للبحث عن حلول والاتفاق على برنامج وطني وتطبيق المصالحة،  لمواجهة كل التحديات، وبناءً عليه كل الانجازات التي تحققت سواء على إطار الحراك السياسي والمقاومة الفلسطينية.

ونوه قاسم، إلى أن المعارك التي خاضتها المقاومة خلال الحروب الثلاثة الماضية، لم تكسر إرادة الشعب الفلسطيني، ودفعته نحو التمسك بثوابته الوطنية والالتفاف حول خيار المواجهة حتى التحرير.

وقال حبيب: "سنحاول جاهدين بكل الطرق إجبار العدو الصهيوني للإفراج عن الأسرى وعودتهم إلى أهاليهم سالمين"، مثمناً تضحيات الأسرى الفلسطينيين الذين قضوا زهرة شبابهم خلف القضبان الإسرائيلية.

وتابع حميد خلال حديثه لوكالة "خبر": "هدفنا واحد هو تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية، كما قال الرئيس أبو عمار أوصيكم بالوحدة الوحدة فهي طريق النصر والتحرير"، مشيداً بتضحيات عوائل الشهداء خلال هذه المعركة.

وشدد أبو ظريفة على دور المجتمع الدولي  في إنصافه للفلسطينيين، وخطواته الأخيرة التي تكللت بالنجاح في تصويت مجلس الأمن على قرار يقضي بوقف الاحتلال عن شرعنة الاستيطان في أراضي الضفة، وبذل الجهود الداعمة لتقرير مصيره على حدود حزيران 67 وعودة لاجئين.

وبيّن قاسم أن حماس قدمت قياداتها خلال هذه المعركة البطولية، وجادت بكل غالٍ في سبيل حرية الشعب الفلسطيني، مضياً أن دماء الشهداء التي سقطت رسمت ملامح الانتصار.

وتمنى حميد، أن يكون عام 2017 عاماً لإقامة الدولة الوخير للشعب الفلسطيني وأسراه، خلافاً للعام 2016 الذي كان عاماً سيئاً في تاريح الحركة الوطنية الأسيرة، بحيث تم خلاله اعتقال قرابة (6000) أسير، بينهم (1140) طفل أقل من 18 عاماً، و(53) فتاة وامرأة، و(2000) معتقل إداراي، بإجمالي (6000)  يقبعون داخل (17) معتقلاً. 

وطالب أبو ظريفة بتأمين حياة كريمة لعوائل شهداء الحروب الإسرائيلية على غزة، مشيداً بدور المقاومة الفلسطينية التي تُطور من نفسها بشكل دائم ومستمر، لخلق حالة من التوازن في القوى. 

وتقدم قادة الفصائل بالتحية و التقدير لعوائل الشهداء والجرحى، الذين رسموا لوحة الانتصار في هذه المعركة، وبأسمى معاني الوفاء لعوائل شهداء الشعب الفلسطيني وقيادات المقاومة التي روت أرض الوطن، دفاعاً عن قدسية الأرض.