يجب أن يبدأ نتنياهو وبنيت بضم الضفة الغربية !

860x484
حجم الخط

رداً على قرار مجلس الأمن ضد المستوطنات تراكض رئيس الوزراء نتنياهو ووزير التعليم بينيت الى "المبكى"، وعلى نهجهما نثرا الرماد في عيون الجمهور.
فقد هاجما قرار مجلس الأمن وأعلنا أن "المبكى" و"حارة اليهود" في القدس ليسا أراضي محتلة، ولكن من الواضح لهما عمليا أن ليس "المبكى"، ليس القدس، وليس الكتل الاستيطانية الكبرى في "المناطق" هي التي أدت إلى اتخاذ القرار.
جاء القرار رداً على الإحباط المركز الدائم من جانب نتنياهو وبينيت لحل الدولتين، ولا سيما التوسيع الاستيطاني المواظب. وقد وجد هذا تعبيرا واضحا له في قضايا عامونا وقانون التسوية والنمو المكثف الهادئ في السنوات الست الأخيرة لعدد المستوطنين الذين يسكنون خلف جدار الفصل: من 70 ألفا إلى 110 آلاف.
وفوق كل هذا، فان الوقود لقرار الامم المتحدة كان تصريح نتنياهو، مؤخراً، بأنه لم تكن ابدا حكومة جيدة بهذا القدر للمستوطنين كالحكومة الحالية، وهكذا اعترف عمليا بأن حكومته ليست سوى حكومة المستوطنين.
عرف نتنياهو وبينيت جيدا بأن هناك اجماعا علنيا على أن القدس اليهودية، بما فيها "المبكى"، "حارة اليهود"، والاحياء اليهودية التي بنيت خلف الخط الاخضر، ستبقى تحت السيادة الاسرائيلية في كل اتفاق سياسي، وان الكتل الاستيطانية التي تضم نحو 75 في المئة من عموم المستوطنين في الضفة ستبقى تحت السيادة الاسرائيلية في اطار اتفاق تبادل الأراضي مع الفلسطينيين.
وعليه فقد كان ينبغي لنتنياهو وبينيت أن يطلقا التصريحات بالذات في عامونا ويتسهار وفي مستوطنات منعزلة اخرى. عليها يكافحان، وليس على "المبكى". هذا هو السبب الحقيقي لمعارضتهما قرار الأمم المتحدة.
نتنياهو وبينيت هما من رجال "بلاد اسرائيل" الكاملة. فهما غير معنيين بالتخلي عن أي شبر من اراضي "المناطق" ويعارضان حل الدولتين. والسيناريو المرغوب فيه من ناحيتهما هو ابقاء كل "المناطق" المحتلة تحت سيطرة اسرائيل الى الابد.
لدى بينيت هذا موقف ثابت ومعلن. لدى نتنياهو هذا موقف ثابت ومتجذر بقدر لا يقل، ان لم يكن معلنا دوما.
في الماضي غطى عليه بتصريحات عابثة مثل اعلانه في خطاب بار ايلان في 2009 بأنه يؤيد "حل الدولتين"، غير أنه منذئذ يفعل كل ما في وسعه كي يحبط هذا الحل، وهذه السنة أعلن المرة تلو الاخرى بأنه غير مستعد ليتنازل عن أي شبر من الضفة.
في أيلول الماضي صرح نائب وزير الخارجية الروسي بأن أبو مازن مستعد ليلتقي نتنياهو في موسكو بدون شروط مسبقة، ولكن نتنياهو لم يتمكن من أن يجد في جدول أعماله وقتا شاغرا لعقد اللقاء. السبب واضح. مثلما شرح لشخصية اجنبية التقاها، يخشى ان يطرح ابو مازن حل الدولتين، الذي ينطوي على انسحاب اسرائيل من مناطق في الضفة.
وعليه، فقد حان الوقت للقيام بعمل ما. حان الوقت ليتحدث بينيت ليس فقط عن ضم مناطق الضفة بل وايضا ان يبدأ بالعمل بجدية لتنفيذه.
حان الوقت ليتوقف نتنياهو عن تضليل الجمهور ويتخذ خطوة الضم.
كل ما هو مطلوب منهما عمله هو الاعلان عن إحلال السيادة الاسرائيلية على كل مناطق "يهودا" و"السامرة".
لا شيء يقف في وجهيهما. تحت تصرفهما توجد "حكومة أحلام" يمينية، الغالبية الساحقة من أعضائها يشاركونهما رؤيتهما السياسية، وحسب تصريحاتهما ايضا فان احتجاج العالم ضد المستوطنات لا يزعجهما.
أعلن نتنياهو في الآونة الاخيرة بأن اسرائيل تقف منيعة امام العالم ولن تنثني امام الامم المتحدة.
ووعد الجمهور بأن بانتظارنا مستقبلا زاهرا رغم محاولات العالم إرعابنا.
وعليه، يجب أن يقال له ولبينيت: تريدان مواصلة الاحتلال؟ تتطلعان إلى بلاد "اسرائيل الكاملة"؟ إذاً، سيرا حتى النهاية وابدآ بالضم فورا. مثل هذه الخطوة ستضع أخيرا قيد الاختبار رؤيتكما وستجسد للجمهور بالملموس الصورة الكاملة.
هكذا، في الانتخابات القادمة سيتعين على الجمهور أن يحسم بين معسكرين: معسكر الضم، برئاسة نتنياهو وبينيت، حيث يجعل حكمهما اسرائيل دولة ثنائية القومية يكون الفلسطينيون نحو نصف عدد سكانها وفي غضون وقت قصير سيكونون الاغلبية فيها؛ والمعسكر الذي سيحافظ على اسرائيل كدولة يهودية مع اغلبية اسرائيلية مستقرة، الى جانب دولة فلسطينية منفصلة. دعوا الشعب يختار.