تحت رعاية عطوفة محافظ محافظة نابلس اللواء أكرم الرجوب، وبالتعاون مع قسم اللغة العربية في جامعة النجاح الوطنية، وبدعم من البنك التجاري الفلسطيني، وبحضور جمع من المثقفين والأكاديميين عقد يوم الاثنين 27-4-2015 منتدى المنارة للثقافة والإبداع لقاءه الشهري الثاني في جامعة النجاح الوطنية.
وجاء اللقاء تحت عنوان "نابلس.. عش العلماء"، إذ تناول فيه نخبة من الباحثين سيرة بعض أعلام مدينة نابلس في الفكر والثقافة وعرّفوا بإنجازاتهم العلمية والثقافية، فقد ترك هؤلاء العلماء بصمات واضحة في مسيرة الإبداع العربي والإنساني بشكل عام.
وبينت رئيسة المنتدى الدكتورة لينا الشخشير في كلمتها الافتتاحية أهمية التعريف بعلماء نابلس التي أطلق عليها المؤرخون قديما لقب "عش العلماء" آملة أن يكون ذلك دافعا للأجيال القادمة لمتابعة مسيرة الثقافة والعلم.
وفي كلمة رئيس قسم اللغة العربية الدكتور نادر قاسم بين أهمية عقد مثل هذه اللقاءت الثقافية وأثرها في تنشيط الحركة الثقافية والتعريف بالإرث الحضاري للعلماء والمفكرين والأدباء في مدينة نابلس، كما أشادت السيدة ليلى العالول مستشار المحافظ للشؤون الثقافية بالدور الثقافي الذي لعبته نابلس قديما وما زالت تصر على فعله اليوم، وثمنت دور المنتدى في تنشيط الحركة الثقافية وإشاعة ثقافة التنوير بعيدا عن الظلام والظلاميين من أصحاب الفكر المنحرف.
وتحدث في الندوة ثلة من الباحثين والأساتذة، متناولين قضايا متعددة تهم الحركة الثقافية في المدينة، وتعرف بعلمائها قديما وحديثا؛ فتحدث أ. زهير الدبعي عن مدينة نابلس وما تركته من أثار علمية وتربوية، وكيف أن لعلماء نابلس قديما حضورا في حركة التنوير الثقافي، مشددا على أهمية الوعي الثقافي بعيدا عن الحزبية الشكلية والقبلية المنغلقة، كما ناقش الأسباب التي دفعت بالحركة الثقافية نحو التراجع والخمول، وناقش الأستاذ حمد الله عفانة مدير مديرية الثقافة في محافظة نابلس أنماط التفكير الثقافي مطالبا بتحرير المرأة من سلطة الذكر وسلطة العادات والتقاليد القديمة، لتنشيط حركة ثقافية فاعلة.
وعرّف الأستاذ ضرار طوقان مدير مكتبة بلدية نابلس العامة بالعلامة محمد عزت دروزة ملقيا الضوء على مسيرة حياته الحافلة بالعطاء والإنجازات العلمية والسياسية، وركز الأستاذ على خليل حمد على شخصية قدري طوقان التربوية وأرائه في التربية والتي تتوافق مع كثير من مقولات التربية في العصر الحاضر.
وفي محور آحر من محاور الندوة تحدث أ.د يحيى جبر حول جهود عادل زعيتر في الترجمة، إذ ترجم إلى العربية العديد من المؤلفات الفرنسية وأغنى فيها المكتبة العربية ، إذ إن زعيتر كما قال أ.د يحيى كان يتقن اللغتين العربية والفرنسية أيما إتقان، أهله لتكون ترجماته ذات أهمية لما تتمتع به من رصانة وأصالة ودقة.
وفي الجانب الأدبي تناول أ.د عادل الأسطة شخصية الشاعر عبد اللطيف عقل، الذي كانت له مع نابلس المدينة حكاية خاصة، إذ لم يكن دائما راضيا عن مدينته، واستعرض الناقد الأسطة مسيرة الشاعر عقل الأدبية وما تركه من مجموعات شعرية وإنجازات في كتابة الشعر أو في كتابة المقال الساخر، مشيرا إلى أن هذا الشاعر لم يحتفَ به الاحتفاء الذي يليق به واصفا إياه بالشاعر المهم.
وكان للشعر نصيبه في اللقاء؛ فألقى كل من الشعراء موسى أبو غليون ود. مأمون مباركة والشاعر حبيب شريدة قصائد تحدثوا فيها عن الواقع السياسي للأمة بشكل عام وفلسطين بشكل خاص.
واختتم اللقاء بتكريم ثلة من أساتذة قسم اللغة العربية في جامعة النجاح الوطنية، وهم: أ.د عادل أبو عمشة، و أ.د محمد جواد النوري، و أ.د يحيى جبر، وأ.د أحمد حامد، وأ.د وائل أبو صالح، وأ.د محمد قاسم نوفل، وفي كلمة التكريم أشاد أ. فراس حج محمد بدور هؤلاء الأساتذة في خدمة الحركة الثقافية والعلمية المعاصرة في مدينة نابلس.
"طوفان الأقصى" والإبداع الميداني والإعلامي
09 أكتوبر 2023