أحيت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، الذكرى الثانية والخمسين لانطلاقة الحركة في مهرجان مركزي حاشد في قاعة رسالات الغبيري صباح أمس الأحد.
حضر المهرجان: ممثل فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون المحامي رمزي ديسوم، وممثل دولة رئيس مجلس النواب نبيه برّي الأستاذ بلال شرارة، وعضو المكتب السياسي لحركة "أمل"، وممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان فضيلة الشيخ الدكتور بلال الملا، وممثل مدير عام الأمن العام سيادة اللواء عباس إبراهيم المقدم محمد السبع، وممثل الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري الدكتور نزيه خياط ، ومسؤول الملف الفلسطيني وعضو المكتب السياسي في حزب الله الحاج حسن حب الله، وممثل الوزير عبد الرحيم مراد الأستاذ عبد الفتاح ناصر، ومنسق عام الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة الأستاذ معن بشّور على رأس وفد من الحملة، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية ورجال فكر وسياسة ودين، وممثلو المؤسسات والاتحادات والهيئات والروابط البيروتية.
وتقدم الحضور الفلسطيني إلى جانب سعادة سفير دولة فلسطين لدى الدولة اللبنانية أشرف دبور: أعضاء المجلس الثوري فتحي أبو العردات وآمنه جبريل، والقنصل رمزي منصور، وقائد القوة الأمنية المشتركة في لبنان منير المقدح، وممثلو فصائل الثورة والقوى الإسلامية الفلسطينية، وأعضاء قيادة الساحة، وأعضاء قيادة الإقليم، وأمين سر حركة "فتح" في بيروت سمير أبو عفش، وأعضاء قيادة المنطقة، وممثلو قوى الأمن الوطني الفلسطيني واللجان الشعبية، ومسؤول مؤسسة أسر الشهداء والجرحى في لبنان شريف، وممثلو الجمعيات والمؤسسات الأهلية الفلسطينية، وحشد فتحاوي من كافة الأطر التنظيمية، والمكاتب الحركية، والإتحادات الشعبية، وحشد شعبي من المخيمات.
عريف الحفل ومقدم الكلمات الشاعر جهاد حنفي، وبدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت وقرأة السورة المباركة على أرواح شهداء الثورة الفلسطينية، تلى ذلك النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ونشيد الفتح، ثمَّ البلاغ الأول لقوات العاصفة.
وكانت الكلمة الأولى لممثل حركة "أمل" ورئيس مجلس النواب اللبناني بلال شرارة حيا فيها حركة "فتح" وشهداء الثورة الفلسطينية الذين سقطوا دفاعاً عن كرامة القدس. ورأى أنَّ المقاومة الفلسطينية تستحق النصر في مواجهة الاحتلال الذي دنس الاراضي الفلسطينية وضرب بعرض الحائط ما لا يعد ولا يحصى من القرارات الدولية التي تدعو إلى زوال الاحتلال. واستذكر الرئيس الشهيد الرمز ياسر عرفات ورفاقه الذين قضوا على طريق التحرير، وهم الذين علّموا الناس المقاومة منذ اللحظة الأولى للانطلاقة. وعاهد بإسم حركة "أمل" الوقوف دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني؛ داعياً فصائل الثورة إلى التوحد خلف خيار المقاومة، وتجاوز الخلافات الداخلية وإلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لما في ذلك من مصلحة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. وأكد على انحياز حركة "أمل" إلى مطالب الفصائل الفلسطينية بمنح الحقوق المدنية للفلسطينين في لبنان؛ مطالباً بعلاقات انسانية كاملة بين الطرفين اللبناني والفلسطيني مع الحفاظ على حق العودة.
كانت الكلمة الثانية لممثل تيار المستقبل الدكتور نزيه خياط بدأها بتوجيه التحية من الشعب اللبناني إلى الشعب الفلسطيني بكافة شرائحه. واعتبر أنَّ الانطلاقة كانت بداية فجر جديد في تاريخ الشعب الفلسطيني.
ورأى خياط أن التمسك بالخيار الوطني الفلسطيني سيقود إلى التحرر، وحيا حركة "فتح" على انجازها المؤتمر السابع مؤكداً أن ذلك مدماكاً جديداً في سبيل التحرر وانشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأكد خياط بإسم تيار المستقبل على بقاء خيار العداء إلى العدو الاسرائيلي حتى التحرر، داعياً فصائل الثورة الفلسطينية إلى التوحد لما في ذلك من مصلحة للشعب الفلسطيني وقضيته، داعياً الجميع إلى توحيد المؤسسات الشرعية الفلسطينية.
واعلن خياط بإسم تيار المستقبل وعلى رأسه الرئيس سعد الحريري الانحياز الكامل إلى الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني في لبنان، واعداً بإقرار قوانين تعطي الحقوق المدنية والانسانية للشعب الفلسطيني.
وكانت الكلمة الثالثة لممثل حزب الله ومسؤول الملف الفلسطيني في الحزب حسن حب الله رأى فيها أن خيار المقاومة سيقود حتماً إلى التحرر وزوال الاحتلال وحتى تحرير كامل الأراضي المحتلة.
وندد حب الله بالتخاذل الحاصل في العالمين العربي والاسلامي في الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية؛ مؤكداً أنه في الوقت ذاته هناك الملايين من الشعوب العربية والاسلامية تناصر القضية الفلسطينية.
ووعد حب الله التزام حزب الله بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته لأن الشعب الفلسطيني هو الشعب المدافع عن الأمة العربية والإسلامية وليس فقط المدافع عن فلسطين.
وطالب حب الله برفع الهيمنة الامبريالية عن القضية الفلسطينية؛ مطالباً فصائل المقاومة الفلسطينية بالوحدة لأن المعادلة الاساسية في زوال اسرائيل هي الوحدة لأن التشرذم الفلسطيني يؤدي إلى بقاء اسرائيل.
وحيا حب الله في كلمته المطران كبوتشي الذي التزم بالقضية الفلسطينية والتزم بتعاليم السيد المسيح الذي صلب على يد الصهاينة.
وأيد حب الله اعطاء الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني لأن ذلك لا يتعارض مع حق العودة، داعياً القوى اللبنانية إلى الكف عن القلق بما يخص الملف الفلسطيني وإلى العمل لاقرار كامل الحقوق المدنية إسوة بعدد من الدول العربية التي تعطي الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني.
وكانت الكلمة الرابعة لممثل التيار الوطني الحر المحامي رمزي ديسوم أعرب فيها عن سروره بالمشاركة في الذكرى الثانية والخمسين لانطلاقة حركة فتح؛ مباركاً للشعب الفلسطيني وحركة فتح انجازها المؤتمر السابع الذي انجز على الرغم من الضغوط الدولية لعدم انجازه.
وعزا ديسوم بوفاة المطران كبوتشي، معلناً عن نية رئيس الجمهورية اللبنانية منح المطران كبوتشي وسام لكفاحه المتواصل في حياته لتحرير الأراضي الفلسطينية.
وشدد ديسوم على تمسك الدولة اللبنانية بحق العودة مع التركيز على اعطاء الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني. وحيا ديسوم فصائل الثورة على خيارها في الوقوف على الحياد من الأحداث التي تجري في بعض الاقطار العربية.
ودعا ديسوم في ختام كلمته إلى الوحدة واللحمة بين فصائل الثورة حتى تحرير كامل الأرض المقدسة.
وختم المهرجان بكلمة لعضو المجلس الثوري فتحي أبو العردات رحب فيها بالحضور بإسم منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في ذكرى انطلاقتها الثانية والخمسين.
ورأى أبو العردات أنَّ ذكرى الانطلاقة التي حصلت قبل ٥٢ عاما كانت على يد ثلة من المناضلين الذين اطلقوا الرصاصة الأولى ايذاناً باعلان الانطلاقة ووضع الثورة الفلسطينية على الخارطة الدولية. وحيا أبو العردات هذه الثلة من المقاومين الذين سقطوا على درب التحرير وفي مقدمهم الرئيس الرمز ياسر عرفات والمطران كبوتشي.
واعتبر أبو العردات أنَّ الكفاح المتواصل قاد إلى اعلان الدولة الفلسطينية كعضو مراقب رغم أنف الصهاينة آملاً بالوصول إلى الاعتراف الكامل بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة وعاصمتها القدس الشريف. وحيا روح الرئيس ياسر عرفات الذي استشهد وهو يحمل هم فلسطين وشعبها، كما حيا شهداء الأمتين العربية والإسلامية.
وأكد أبو العردات على حق العودة على الرغم من كل الضغوط التي تمارس على القيادة الفلسطينية، لأنها حقوق غير خاضعة للتفاوض والمساومة وهي حق لكل الشعب الفلسطيني.
ورأى أنَّ انجاز المؤتمر السابع كان انتصاراً للشعب الفلسطيني ولفلسطين لأن القيادة الفلسطينية انجزت من خلال المؤتمر السابع، الوحدة بين أبناء فتح ورسمت السياسات المستقبلية للسلطة الفلسطينية فيما خص القضية الفلسطينية والكفاح الوطني الفلسطيني.
وشكر أبو العردات الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية لوقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ناقلاً تحيات الرئيس محمود عباس إلى الدبلوماسية اللبنانية وحكومتها وشعبها للتصويت لصالح فلسطين في الأمم المتحدة.
وأكد على ضرورة انجاز دورة المجلس الوطني الفلسطيني وانهاء حالة الانقسام بين فصائل الثورة الفلسطينية لما في ذلك من تعزيز للوحدة الوطنية الفلسطينية. شاكراً دعم رئيس مجلس النواب اللبناني الأستاذ نبيه بري لانجاز الوحدة وفتحه أبواب المجلس النيابي لعقد المجلس الوطني.
وبارك للبنان انجازه الاستحقاق الرئاسي وانتخاب حكومة وحدة، آملاً من الحكومة اللبنانية والمجلس النيابي اقرار الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق التملك وحق العمل مؤكداً في الوقت ذاته على حق العودة ورفض التوطين، لما في ذلك من تحصين للساحتين اللبنانية والفلسطينية.
وأعرب عن تفاؤله أن العام ٢٠١٧ سيكون عاما للخلاص من الاحتلال واقرار الحقوق المدنية والانسانية للشعب الفلسطيني في الشتات، كما اقرتها الشرائع الدولية. وعاهد أبو العردات بالمضي قدماً حتى اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، شاكراً الدول التي صوتت لادانة العصابات الصهيونية التي يرأسها بنيامين نتنياهو.
وشكر أبو العردات الشعوب العربية وفي مقدمها لبنان وشعبه الذين احتضنوا الثورة الفلسطينية ودافعوا عن المقاومة الفلسطينية وانخرطوا في صفوفها؛ متمنياً الاستقرار في العالم العربي ومديناً كافة أشكال الارهاب والعمليات الارهابية التي تستهدف المدنيين واخرها ما حصل لعدد من المدنيين في اسطنبول.
وفي ختام كلمته تطرق أبو العردات إلى الأحداث التي شهدها مخيم عين الحلوة. مؤكداً أن البوصلة ستبقى باتجاه فلسطين، وطمأن الجانب اللبناني أن الأمور ممسوكة في المخيمات كافة، وأكد أن القيادة الفلسطينية لن تألوا جهداً لنزع فتيل التوتر في أي أحداث قد تحصل في المخميات.
كما أقامت الشعبة الغربية في حركة "فتح" معرض صور الإنطلاقة عرضت فيه صور الإنطلاقة وأهم المحطات النضالية للحركة، تزامناً مع المهرجان السياسي في قاعة رسالات.