مؤكد أنك شعرت من قبل بألمٍ شديد وما يُشبه الخدر عندما يرتطم الجزء العظمي من الكوع أو المرفق في شيء صلب. هذا الألم لا ينتج في الحقيقة عن العظم في هذا المكان، إنما يأتي من العصب الزندي.
الجزء العظمي الذي يقع في طرف الكوع من الخلف يُعرف باسم العظم الطريف (funny bone)، ولا يُعرف بالضبط سبب حصوله على هذه التسمية، لكن يعتقد العلماء أنه استمد الاسم من اسم العظم الذي يقع بين الكوع والكتف في اللغة الإنجليزية “humerus bone”، والذي يعني فكاهي أو طريف.
آخرون يروْن أن سبب تسميته بهذا الاسم هو الشعور بالضحك بسبب الوخز في المنطقة عندما ترتطم بجسم صلب. وبغض النظر عن الأصل في تسمية العظم الطريف، لكن تبيَّن أنه ليس بالضبط ما يتعرض للأذى عندما يرتطم طرف كوعك بجدار، إنما العصب الزندي الذي يمتد من العمود الفقري ويتفرّع نحو الكتف نزولًا إلى الذراع ليصل في النهاية إلى أطراف الأصابع.
لماذا يتسبب صدم عظم الكوع “المرفق” بألم شديد؟
عادةً ما تعمل العظام والعضلات على حماية الأعصاب المتفرِّعة عند نزولها على طول الكتف والذراع. لكن المشكلة هي أن المنطقة التي يمر بها العصب الزندي في المرفق، عادةً لا تكون مبطنة بالألياف لحمايتها من المؤثرات الخارجية المحتملة.
حيث يُحصر العصب في تلك المنطقة بين العظم والجلد مباشرةً دون وجود حواجز سميكة تفصله عن الجلد. لذلك، عندما تضرب طرف الكوع في زاوية صلبة خاصةً إن كان مرفقك مثنيًا في زاوية قائمة، فإن ما يحصل هو سحق للعصب الزندي بنتوء عظمي صغير يُسمى “لقيمة العضد الإنسية”.
وعندما يحدث ذلك، فإنك تشعر بذلك الإحساس المألوف الناجم عن ضرب العظم الطريف الذي يتميز بمزيج غريب من الشعور بالخدر والوخز، ولأن العصب الزندي هو المسؤول عن ذلك الألم، وليس عظم العضد نفسه، فإن هذا الشعور يمتد نحو الأسفل ليشمل بقية الذراع ووصولًا إلى الخنصر والبنصر.
وتختلف حدة الشعور بالألم لدى الناس. فالبعض يشعر بوخز بسيط وألم خفيف ينتهي بفرك المرفق لعدة دقائق معدودة. أما البعض الآخر وهم قلة من الناس، يُعانون من ألم متواصل طيلة اليوم، وهم الأشخاص المصابين بمتلازمة النفق المرفقي.
هذه المتلازمة غير شائعة للغاية لكنها تُسبب مشاكل كبيرة لمن يُعاني منها، وفي الحالات الشديدة، قد تُشكِّل عائقًا أمام المصاب من استعمال يده بشكل طبيعي.