نظمت حركة الائتلاف الوطني الفلسطيني اليوم الثلاثاء، ندوة بعنوان "العلاقات الفلسطينية المصرية وجهات نظر وطنية"، في مقر مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق بمدينة غزة.
وحضر اللقاء رئيس معهد بيت الحكمة، والقيادي في حركة حماس أحمد يوسف، ومدير مركز عبد الله الحوراني ناهض زقوت، ونائب رئيس الجالية المصرية وفيق الريس، ومفوض العمل الدبلوماسي في الائتلاف الوطني أحمد أبو معلا، بالإضافة إلى لفيف من الوجهاء والأدباء، وأفراد من الجالية المصرية في قطاع غزة.
وأكد أبو معلا خلال كلمة له، على عمق العلاقات الفلسطينية المصرية، من الجنابين التاريخي والجغرافي، مشدداً على أن مصر حاضنة القومية العربية، والسباقة دوماً لاعتلاء سلم التميز، وكانت ولا زالت مع فلسطين حتى في أشد اللحظات رغم الاختلاف والتباين.
وحول النظرة الإسلامية في العلاقات الفلسطينية المصرية، أشار يوسف، إلى أن مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية لم تتغير بين فلسطين ومصر، مشيداً بدور مصر التي رعت أجيالاً درست في مصر منذ فترة الحكم المصري لقطاع غزة، وفتحت أبوابها للفلسطينيين لتلقي التعليم المجاني بجامعاتها.
وأكد على أن القضية الفلسطينية مركزية بالنسبة للأمة ومصر من خلال بعدين: البعد القومي والمتمثل بشخصية جمال عبد الناصر، والبعد الديني والمتمثل بشخصية حسن البنا، بالإضافة إلى فهم تركيبة الحياة المصرية من خلال الأدب المصري والسينما والمسرح، الأمر الذي أدى إلى تشكل الحياة الفلسطينية وفقاً للحياة المصرية.
وأشاد يوسف، بالعلاقات المصرية الفلسطينية الحميمية، بغض النظر عن حالات التوتر التي نشأت بين الفترة والأخرى نتيجة التأثير السلبي الذي أصاب الكينونة المصرية، خاصة بعد حادثتي اغتيال يوسف السباعي وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، وزيارة السادات للكنيست.
وحول الدور المصري في المصالحة الفلسطينية، نوه يوسف إلى أن مصر هي الأقدر على تحمل مسؤولية ملف المصالحة من خلال الوثيقة المصرية، والتي تعتبر المرجعية الوحيدة للمصالحة، حيث أن مصر هي الدولة الوحيدة التي بمقدورها استيعاب الاحتياجات الفلسطينية.
وتطرق يوسف، إلى التغيير الملاحظ في الآونة الأخيرة في السياسة المصرية تجاه قطاع غزة، مشيراً إلى التنسيق المشترك من أجل ضبط الحالة الأمنية على الحدود والحفاظ على الأمن، بالإضافة إلى الملتقيات التي عقدتها جامعة الأزهر والأقصى ووزارة الأوقاف المصرية، ولقاءات عين السخنة، ودعوات النخب الأكاديمية والإعلامية ورجال الأعمال، والتي تعطي مؤشراً إيجابياً على عودة العلاقات بين الجانبين.
وحول النظرة للعلاقات الفلسطينية المصرية في التاريخ القديم، بيّن زقوت، أن العلاقة امتدت منذ العصر الفرعوني، حيث تم العثور على آثار مصرية في المقابر الملكية بأرض كنعان، منوهاً إلى أن الوثائق المصرية القديمة كشف بأن أول رحلة مصرية ثقافية بالتاريخ كانت إلى أرض كنعان.
واستذكر الريس، دعم مصر للثورات التحررية العربية والإفريقية وعلى وجه الخصوص الثورة الفلسطينية، حيث انطلقت الثورة والقيادة الفلسطينية من مصر بدعم من الراحل جمال عبد الناصر، مشيراً إلى أن منظمة التحرير تأسست بدعم مصري، حيث اختلطت الدماء المصرية الفلسطينية على أرض غزة خلال حرب 67.
وحول دور الجالية المصرية في فلسطين، أوضح الريس، أن المجلس الثقافي يتطلع إلى أن يكون حاملاً للمسؤولية الوطنية تجاه الشعب الفلسطيني، وناقلاً لهمومه من خلال الخدمات الإنسانية التي قدمها خلال الحروب الثلاثة على قطاع غزة.
وفي ختام اللقاء، نوه الريس إلى أن المجلس الثقافي قام بعقد اتفاق شبه نهائي مع المسؤولين المصريين، يضمن عدة نقاط من أهمها: فتح مكتب تمثيلي لجامعة عين شمس، وفتح مكتب تمثيلي لمعهد البحوث والدراسات العربية، بالإضافة إلى الاتفاق مع جامعة هليوبوليس على تسهيل عملية قبول الطلبة الفلسطينيين وتخفيض الرسوم، وتقديم عدة أوراق عمل ومقترحات من المصريين بخصوص المعبر لتخفيف العبء على الطالب الفلسطيني في قطاع غزة.