أكتبُ عن المطر..

أكتبُ عن المطر..
حجم الخط

أنصتُ .. فالسماء تمطر

 

 

ويداي .. مَفتوحَتانِ لِلّيلِ .. وَالمَطَرَ

 

 

لِلّيلِ أغّنَيةٌ طَويلة..!!

 

 

بابٌ أسفَلَ الغَيم..

 

 

مواربٌ .. للغَيّثِ

 

 

كُلمَا هلَّ الشتاء ..

 

 

أستحضرُ العَابِرين .. نَحوَ السَمْاءِ

 

 

الشُهداءَ .. وُجوههم هذه الليلةِ تضيء الكون ..

 

 

أفتشُ عَنْ اليُتمِ الذي أصابَنّي .. بَغّتة

 

 

فَأَقّضِمُ أظافِري .. وأمدُ يدي في جَيٍبيَ المَثّقوبَ

 

 

فلا أَجِدُ ..

 

 

إلا أُمنِياتٍ هارِبةٍ إلىْ العَامِ الجَديدِ

 

 

صَعَدتْ إلى سَقفِ الصَفيحِ المثقوبِ ..

 

 

حيثُ ينامُ أطفالَ اللجوء ..!!

 

 

في مخيماتِ الموتِ

 

 

قربَ الحدودِ الفاصلة ..

 

 

يتدثرونَ فراشَ الحزنِ ..

 

 

ينامونَ .. على وسائدِ البَرّدِ

 

 

يحلمونَ العبورَ إلى بلادِ المطرِ

 

 

حيثُ الدفءُ الذي جافاهم طويلاً ..

 

 

يمنون .. النفس بكأس شاي دافئ ..

 

 

في حضرةِ مطرٍ ناعمٍ

 

 

تهربُ خيالاتهم البريئة .. من ظلمٍ أرَقَهُمْ

 

 

إلى بحرٍ ممتدٍ .. يشبهُ عُيونَهَمُ الزرقاء

 

 

موحشٌ هذا البحرَ ..

 

 

يسرقُ منهمُ أرواح أحبةٍ لهم تاهوا بين الموج..!!

 

 

ليتركهم .. في المخيمِ يشكونَ الفَقّد ..

 

 

يشكونَ اليتمْ..

 

 

أكتبُ .. عن مطرِ بلادنا الذي أرَقهم

 

 

عن الثلجِ الذي يهدمُ الخيام ..

 

 

عن البرد الذي يسكن عظمهم الطري ..

 

 

عن دمعهم الذي لا يتجمد في وجه الريح

 

 

أرفعُ شراعَ الرجاء نحو السماء

 

 

سائلاً .. رب السماء أن يمنحهم آماناً فقدوه

 

 

وابتسامةً صادرها الموت ..

 

 

على أرصفة الاغتراب ..!!