هل يضم ترامب "الإخوان المسلمين" إلى المنظمات الارهابية؟

ترامب-والاخوان-750x422
حجم الخط

السؤال الجديد، الذي يقلق إدارة ترامب، الآن، هو هل يجب اعتبار حركة الاخوان المسلمين حركة ارهابية؟ بعد ان وقع على أمر رئاسي يمنع دخول المسلمين من 7 دول عربية الى الولايات المتحدة، وبعد أن أعلن أنه سيعطي إذناً بفتح سجون سرية في العالم ويسمح بالتعذيب فانه قد يحقق أمنية الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، وتحويل خصومه الألداء من «الاخوان المسلمين» الى نشطاء إرهاب، هم هدف في أرجاء العالم.
    مشكلة دونالد ترامب هي الحاجة الى الإثبات بأن الحركة فعلاً تستخدم الارهاب وانها ليست فقط عدواً سياسياً للنظام المصري. إذا اكتفى باثباتات تقدمها مصر سيكون لديه الكثير من المواد المؤيدة لقراره، لكنه سيضطر حينها الى مواجهة بعض المشاكل السياسية الصعبة. أولها الموقف التركي الذي يمنح الرعاية للحركة، ويسمح لنشطائها بالتحدث في محطات التلفاز، حيث يتحدثون عن بشائع النظام المصري واعمال الجيش ضد المواطنين، وتركيا ايضا تمول الميليشيات المتمردة في سورية، التابعة لـ «الاخوان المسلمين»، وتعتبرهم حلفاء المستقبل حين يقوم نظام جديد في سورية.
يشكل التعاون الوثيق بين تركيا و»الإخوان» اأضا أساس الانقطاع الدبلوماسي بين مصر وتركيا منذ العام 2013. وقال صحافيو مصر انه في حوار هاتفي بين ترامب والسيسي، بعد أداء القسم، تحدث عن تأييده لصراع الرئيس المصري ضد الارهاب، ومن هنا فإنه قد يساعده في الحرب ضد «الاخوان». ولكن هل سيضغط ترامب على تركيا من أجل تسليم نشطاء «الاخوان» لمصر كما يطالب السيسي؟
    في تركيا قد يقترحون صفقة دائرية: مقابل وقف نشاط «الاخوان» في تركيا سيطلب رجب طيب اردوغان من ترامب تسليم فتح الله غولان، رجل الدين الذي يتهمه اردوغان بالتخطيط لمحاولة الانقلاب في تموز 2016. ولكن من أجل أن تحدث هكذا صفقة سيكون على مصر وتركيا إصلاح العلاقات بينهما. وهذا يتطلب اعترافا كاملا من اردوغان بنظام السيسي، حيث يعتبره زعيما غير شرعي بعد أن قام باسقاط حكومة «الاخوان المسلمين» بالقوة، أما السيسي فمطلوب منه استئناف العلاقات الاقتصادية مع تركيا، والتي قام بإلغائها قبل ثلاث سنوات.
 للوهلة الاولى يبدو أن فرصة حدوث ذلك ضعيفة. فالزعيمان معروفان بعنادهما والأنا الخاصة بهما. الاتهامات المتبادلة في السنوات الاخيرة تشبه تلك التي كانت بين اردوغان ورؤساء حكومة إسرائيل قبل المصالحة. وقد ثبت أن الاتهامات لا تمنع المصالحة حين تكون المصالح الاستراتيجية على المحك. فقد تصالح اردوغان ليس فقط مع اسرائيل بل مع روسيا ايضا، والتي فرضت عقوبات صعبة على تركيا بعد اسقاط الطائرة الروسية، وغيّر أيضا موقفه من الأسد؛ ليبقى رئيساً لسورية في الفترة الانتقالية.
من الممكن ملاحظة إشارة التغيير من خلال الزيارة المتوقعة، هذا الاسبوع، لوفد تجاري تركي للقاهرة، حيث إن اعضاءه سيلتقون مع قادة مصريين، بينهم وزير الصناعة. على رأس الوفد التركي سيقف رفعت هيسارجي كليأولو، وهو رئيس اتحاد مكاتب الصناعة والبورصة في تركيا، حيث إن معظم الشركات التركية تخضع لامرته. صحيح أن زيارة مشابهة تمت في العام 2015 ولم تؤدِ لنتائج فورية خاصة بسبب الاسفين الذي وضعه اردوغان للسيسي من خلال وضع تمثال ليد ترفع أربع اصابع على طاولته، وهو شعار حركة الاخوان المسلمين. ولكن يبدو أن الزيارة هذه المرة تحظى بغطاء الرئيس التركي.
 الحجر الذي ألقاه ترامب في بركة الارهاب قد يثمر نتائج سياسية مهمة، ولكن أين سيكون الصراع ضد الارهاب؟ يمكن التشكيك بفرضية ان شمل «الاخوان المسلمين» في قائمة منظمات الارهاب أو وضع جدار دفاعي حول الولايات المتحدة لمنع دخول المسلمين قد يفيد. العمليات في الولايات المتحدة واوروبا لا تتم من قبل «الاخوان المسلمين»، وفي مصر ايضا معظم العمليات تتم على يد نشطاء «القاعدة» أو «داعش». يجب الانتباه الى أن السعودية وافغانستان لم يعتبرهما ترامب دول ارهاب، ولم يمنع دخول مواطنيهم الى الولايات المتحدة، بالرغم من أن منفذي عملية 11 ايلول جاءوا من السعودية، وأن افغانستان هي مركز «القاعدة». يبدو أن الحرب ضد الارهاب تحظى أيضا بالليونة السياسية.