افتتحت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين،امس، احتفالاتها بالعيد الـ 48 لانطلاقتها في 22/2/1969، بمهرجان جماهيري حاشد في مخيم خان دنون جنوب العاصمة السورية دمشق.
وشارك بالافتتاح، إلى جانب صف من قيادات العمل الوطني الفلسطيني والأحزاب السورية، حشود من أبناء المخيم.
وتحدث في الافتتاح إلى جانب فهد سليمان نائب الأمين العام للجبهة أبو علي حسن، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وشحادة أحمد "أبو فراس" عضو قيادة الفرع الفلسطيني في حزب البعث العربي الإشتراكي في المنطقة.
وقدم فهد سليمان التحية إلى أهل المخيم، مشيدا بما قدمه مخيمهم من نضالات وتضحيات وشهداء في النضال من أجل تحرير فلسطين وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود حزيران 1967، وعودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم.
وأشاد بعلاقات الأخوة التي تربط بين الشعبين الشقيقين الفلسطيني والسوري، مؤكداً وقوف الشعب الفلسطيني إلى جانب وحدة الدولة السورية ووحدة الجيش العربي السوري، ووحدة أراضي سورية ضد مشاريع التقسيم والتجزئة.
وبعد أن استعرض فهد سليمان تطورات الحالة الفلسطينية، بما في ذلك الحوارات الوطنية التي جرت في بيروت في إطار اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني، وفي موسكو بدعوة من معهد الإستشراق الروسي.
وقال سليمان، إن إخراج الحالة الفلسطينية من الأزمة التي تعيشها إن في ظل سياسات حكومة نتنياهو التوسعية، أو في ظل تحولات الموقف الأميركي، يتطلب سلسلة خطوات أهمها:
استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الإنقسام، بموجب الإتفاقيات الموقعة في القاهرة، من قبل القيادات الفلسطينية، وهذا يتطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على إعادة انتخاب مجلس وطني جديد، بالتمثيل النسبي الكامل، وفق اللائحة المغلقة، يشارك به الجميع، دون إستثناء، يتولى إجراء المراجعة السياسية لصالح برنامج وطني موحّد وموحدّ، ومراجعة تنظيمية، لصالح إصلاح أوضاع المؤسسات الوطنية الفلسطينية، وتشكيلها على أسس ديمقراطية بما في ذلك انتخاب لجنة تنفيذية جديدة، ومجلس مركزي جديد، وإدارة مستقلة للصندوق القومي الفلسطيني تدير شؤونه، وفقاً لقرارات المجلس الوطني، وبعيداً عن سياسات الفساد والزبائنية وشراء الذمم والسياسات الكيدية، وبعيداً عن سياسة تكريس الأفراد بديلاً للهيئات الوطنية.
واستعادة البرنامج الوطني الموحّد والموحّد وإتخاذ سلسلة خطوات جريئة، منها سحب الإعتراف بدولة إسرائيل، وتنفيذ قرارات المجلس المركزي في دورته الأخيرة بما في ذلك وقف التنسيق الأمني، ومقاطعة الإقتصاد الإسرائيلي، وإستنهاض وحماية المقاومة الشعبية وتطويرها نحو عصيان وطني، وتدويل القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية بديلاً للمفاوضات الثنائية العقيمة، والتوجه نحو مجلس الأمن الدولي ومحكمة الجنايات الدولية، ودعوة الأمم المتحدة لتوفير الحماية لشعبنا ضد الإحتلال، ولأرضنا ضد الإستيطان، وطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين بموجب القرار السابق 19/67.
والتمسك بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها منذ العام 1948، بإعتباره حقاً وطنياً وقومياً ثابتاً، كفلته قرارات الشرعية الدولية في مقدمتها القرار 194، والنضال اليومي لأجل حق اللاجئين في حياة كريمة، في الدول العربية المضيفة، والإصرار على رجوع اللاجئين في سوريا إلى مخيماتهم، وخاصة مخيم اليرموك، وإعادة بناء وترميم ما دمرته الحرب، مادياً وإجتماعياً وسياسياً.
والوقوف مع أهلنا في أراضي الـ 48 في خندق النضال الواحد، وفي معركة المصير الواحد ووحدة الدم في مواجهة المشروع الإسرائيلي، باعتبارنا شعباً واحداً موحداً، لا تقسمنا ولا تفتتنا لا الحدود ولا مشاريع الحلول الهابطة ولا المشروع الإسرائيلي، القائم على محاولاته الدؤوبة لشطب حقوقنا القومية والوطنية.
وأشاد أبو علي حسن عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية بالجبهة الديمقراطية ودورها النضالي وسياستها الوطنية التوحيدية، وقال إنه من حق الديمقراطية أن تفتخر بما قدمته للقضية الوطنية الفلسطينية، من تضحيات وسياسات وبرامج توحيدية على مدى عمرها المديد.
وأكد تطابق مواقف الجبهتين إزاء تطورات الحالة الفلسطينية، بما في ذلك دعوة المجلس التوحيدي للإجتماع لإعادة بناء البرنامج الوطني الفلسطيني، بديلاً لمشروع أوسلو الإنهزامي.
ووجه أبو علي حسن التحية إلى أهالي مخيم خان دنون وإلى أرواح الشهداء القادة والمقاتلين، عهد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على التمسك بالحقوق الوطنية للشعب مهما غلت التضحيات.
وأشاد شحادة أحمد "أبو فراس" عضو قيادة الفرع الفلسطيني في حزب البعث العربي الإشتراكي، بالدور التاريخي والراهن الذي تقوم به الجبهة الديمقراطية، أن في ميدان الكفاح المسلح، عبر عملياتها البطولية المشهود لها، أم في ميدان النضال السياسي ودورها في تطوير الفكر السياسي الفلسطيني.
ووجه أبو فراس التحية إلى الجيش العربي السوري في نضاله ضد قوى الإرهاب، ودفاعه عن وحدة سورية وأرضها وشعبها، وتفانيه في الحروب التي خاضها لصالح القضية الوطنية الفلسطينية.
وقال: إن الشعب الفلسطيني سيبقى وفياً لسوريا لما قدمته من تضحيات في سبيل قضيته الوطنية ولاحتضانها أبناءها اللاجئين على مدى سنوات القضية.