ترامب يملك أدوات مهمة ضد إيران

alalam_635604603043712049_25f_4x3
حجم الخط

في آذار 2016 وقف ترامب أمام مؤتمر "إيباك" في واشنطن، وركز في كلامه على أربعة جوانب خطيرة، في نظره، تتعلق بالتهديد الإيراني: إيران قادرة على الحصول على سلاح نووي لأن الاتفاق النووي بمثابة كارثة ولا يمنعها من العمل على برنامج نووي عسكري بعد مرور بضع سنوات؛ تواصل إيران تطوير الصواريخ الباليستية خلافاً لقرار مجلس الأمن؛ إيران تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط وتوسع تدخلها في دول المنطقة وتزيد من المخاطر التي تواجهها إسرائيل؛ وهي تقيم شبكة إرهاب في شتى أنحاء العالم.
لكن على الرغم من خطورة الاتفاق النووي فسيكون من الصعب على ترامب إلغاؤه إذا لم تخرقه إيران. أولاً – لأن الدول الأخرى المشاركة ستعارض إلغاءه؛ ثانياً- في هذه المرحلة فوائد الاتفاق تفوق أضراره؛ وفي النهاية- إلغاء الاتفاق سيدفع إيران نحو تسريع برنامجها النووي دون قيود عليها.
كما سترفض إيران أي مفاوضات جديدة بشأن الاتفاق، أو ستوافق على مفاوضات مع شرط مسبق هو رفع سائر العقوبات المفروضة عليها.
كما أن محاولة تقليص النفوذ المتعاظم لإيران في المنطقة ستلاقي صعوبات هي أيضاً، إذ تملك إيران أوراقاً جيدة: ميليشيات شيعية تساعدها في عدة دول وفي طليعتها "حزب الله"؛ تعاونا إقليميا بينها وبين روسيا؛ قوات أنشأتها من أجل التدخل [الخارجي] مثل "فيلق القدس"؛ منظومة صواريخ هي الأكبر والأفضل نوعية في المنطقة؛ حاجة أطراف مختلفة في المنطقة إلى مساعداتها مثل الأسد والمتمردين الحوثيين في اليمن؛ اعترافا دوليا بأهميتها من أجل إعادة النظام إلى سورية ومحاربة "داعش"؛ سيطرتها على الساحل الشرقي للخليج الفارسي وقدرتها على التأثير في الملاحة هناك، ونجاحها في بناء قوة ردع.
يضاف إلى ذلك كله ضعف خصومها: لقد اعتُبرت إدارة أوباما إدارة ضعيفة؛ العراق خسر قوته العسكرية وهو غير قادر على كبح إيران كما كان في الماضي؛ والعالم العربي يغرق في ضعف غير مسبوق.
لا تملك الولايات المتحدة وسيلة مضمونة لمواجهة منظومة إيران الصاروخية وتورطها في الإرهاب. وفي نظر إيران فإن هذين العاملين مركزيان في إيجاد ردع فعال.
لكن لدى إيران نقاط ضعف أيضاً، فليس لديها حليف حقيقي باستثناء سورية التي تعاني من أزمة عميقة وهي تشكل عبئاً عليها وليست رصيداً لها. ولإيران وروسيا مصلحة مشتركة واهتمام بالعمل المشترك، لكن تسود بينهما شكوك كثيرة ولديهما أهداف مختلفة. وهناك أعداء كثيرون لإيران على رأسهم الولايات المتحدة التي ستكون المواجهة معها مدمرة بالنسبة لإيران. كما تعاني إيران ضائقة اقتصادية على الرغم من ثروتها النفطية وقدرتها على تمويل دول تقع تحت وصايتها، وقدرتها العسكرية محدودة لأن أغلبية منظومات سلاحها قديمة.
بين يدي ترامب أدوات مهمة يمكن استغلالها ضد إيران، وقد بدأت الإدارة العمل من خلال تحذيرات ونشر شكوك بشأن نياتها. وجددت فرض العقوبات، مع أنها ما تزال بسيطة. من أجل زيادة العقوبات تحتاج الإدارة إلى تعاون دولي سيكون من الصعب تحقيقه، ولكنها تستطيع تشديد الرقابة على المنشآت النووية وأن تكون أكثر صرامة حيال خروقات محدودة للاتفاق، كما ستحاول دق إسفين بين إيران وروسيا، ويمكنها العمل على إلغاء صفقات سلاح كبيرة بينهما مطروحة الآن. كما يمكن للإدارة أن تزيد من الإحساس بالثقة لدى خصوم إيران وعلى رأسهم السعودية التي خسرت ثقتها في إدارة أوباما، وأن تزيد من حدة ردها على النشاطات العسكرية الإيرانية.