نشرت صحيفة "الجارديان" تقريرًا عما يتعرض له الأطفال والنساء من اغتصاب من قبل المهربين داخل مخيم للاجئين بشمالي فرنسا، وذلك طبقًا لشهادات مفصلة جمعت مباشرة قبل اتخاذ إجراءات قانونية جديدة ضد نهج الحكومة البريطانية فيما يتعلق بالقاصرين الذين ليس لهم أسر.
وكشفت الصحفية عن تقارير موثقة من متطوعين وأطباء ولاجئين ومسئولين بأن الاعتداءات الجنسية شائعة داخل المخيم الكبير فى دونكيرك، وأن المهربين يجبرون الأطفال والنساء على ممارسة الجنس فى مقابل بطاطين وطعام أو عرض بالانتقال الى المملكة المتحدة.
وتقول مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن "عدد الأشخاص الذين شردتهم الصراعات قد وصل إلى أعلى مستوياته، وإن عدد اللاجئين بلغ نحو 65.3 مليون شخص مع نهاية عام 2015، أي بزيادة 5 مليون شخص خلال عام واحد، وأن "واحداً من كل 113 شخصا في العالم مشرد، وهو إما طالب لجوء أو نازح أو لاجئ.. ونصف هؤلاء اللاجئين من سوريا وأفغانستان والصومال". وأشارت الجارديان إلى أن BINDMANS، وهي مؤسسة للمحاماة والاستشارات القانونية مهتمة بشئون اللاجئين ومقرها لندن، إلى أنها ستقوم باتخاذ الإجراءات القانونية ضد وزارة الداخلية البريطاينة، مؤكدة بأن الوزراة تتصرف بشكل غير عادل وغير عقلاني باختيارها القاصرين فقط من مخيم كاليه لتوطينهم في المملكة المتحدة، والذي تم إغلاقه في أكتوبر الماضي، متجاهلين الأطفال في مخيم دونكيرك، والذى يبعد 40 ميلا عن الساحل.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى تسلمت، أمس السبت، عريضة موقعة من 50 ألف شخص ضد القرار الذي يسمح بدخول 350 شخص فقط للمملكة المتحدة وهو ما يمثل 10% من عدد اللاجئين، وسط غضب متزايد بين الأحزاب اعتراضًا على القرار. وقالت كاولين روبنسون "للجارديان" إن موكليها يطالبون وزارة الداخلية بإعادة النظر في موقفها منهم. وأشارت الصحيفة إلى تصريح رئيس أساقفة كانتربرى جاستن ويلبى يوم الجمعة، بأن قرار الحكومة يعنى أن الأطفال اللاجئين سوف يكونون عرضه لخطر الاتجار بهم أو حتى القتل".
ونقلت الجارديان عن صحيفة " الأوبزرفر" تحذيرات جاستن ويلبى ما قد يحدث للأطفال اللاجئين تفصيليا إذا ما تم حرمانهم من فرصة عبور آمن للملكة المتحدة، في الشهادات التى جمعهتا صحيفة " الأوبزرفر" على مدار الاشهر القليلة الماضية .
ووصف التقرير المخيم -الذى يضم 2000 لاجئ، منهم 100 لاجئ قاصر ليست لديهم أسرة- بـ "القذر" الذي يفتقر للأمن والظروف المعيشية الفظيعة. وأضافت الصحيفة -نقلا عن فريق الدعم القانون للاجئ بمخيم دونكيرك- أن فشل السلطات في حماية الموقع سمح للمهربين بأخذ زمام الأمور. وقالت إحدى المنسقات المتطوعين بالمخيم أن الاعتداءات الجنسية والعنف والاغتصاب كلها أمور أصبحت شائعة جدًا الآن، فالقاصرين يتم الاعتداء عليهم والنساء يتم اغتصابهن لدفع ثمن تهريب أجسادهم، وأضافت أن الأفراد الخطرين في المخيم لديهم مفاتيح لدورات المياه وانهم يقومون بأفعالهم الشنعاء بداخلها "وهذا ما حدث لسيدات أنا أعرفهم حق المعرفة". وأضافت بأن واحدة من أكثر المنتجات التي توزع للسيدات فى مخيمي "دى لا لينير – دونكيرك" هي حفاضات الكبار "النساء خائفات جدا للذهاب إلى مراحيض النساء ليلا، ولا تعمل أقفال هذه المراحيض".
وروت المتطوعة العديد من الحوادث التى وقعت للاجئين القاصرين منهم فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا، استدرجها شخص يزيد مرتين عن عمرها وعندما رفضت الحديث معه، اغتصبها بالقوة، إضافة إلى قصة فتى أخر يبلغ من العمر 13 عامًا انتهى المطاف به بترحيله إلى بلاده بعدما تم اغتصابه.
كما نقلت الجارديان عن متطوع آخر يمكنه التحدث بالعربية أن فتى يبلغ من العمر 15 عامًا من المغرب يبدو أنه تعرض للاغتصاب ولا يمكنه الجلوس، وظل يردد بأنه يشعر " بالعار"، مضيفًا: "لم يكن الفتى يريد شيئا، كان يبكى فحسب، كان يسأل عن والدته، تعرض للضرب بوحشية".
وقالت جورجيا فيلدنج واحدة من فريق دعم دونكيرك القانوني للجارديان "فعلنا كل ما يمكن لجذب انتباه الحكومة البريطانية لمحنة أطفال دونكيرك، ومناشدتها العمل على احترام التعهدات"، وأضافت: "ليس لدينا خيارات أخرى، إلا الذهاب للمحكمة العليا لتحدى فشلهم فى حماية هؤلاء الأطفال الأكثر ضعفا وتوفير لهم الطريق والملاذ الآمن في المملكة المتحدة".