حمدونة: أدب السجون عربي وطني فلسطيني مقاوم

حمدونة: أدب السجون عربي وطني فلسطيني مقاوم
حجم الخط

اعتبر الأسير المحرر د. رأفت حمدونة أن أدب السجون في فلسطين هو أدب مقاومة، وجزء من الأدب العربي المعاصر، والأدب الوطني والقومي، والأدب العربي والعالمي الحديث، مشيراً إلى أنه يحمل مميزات وخصائص، وحس إنساني وعاطفي، إضافةً إلى رقة المشاعر والأحاسيس والمصداقية، علاوةً على القدرة على التعبير والتأثير.

 

وأوضح حمدونة خلال حديثه لإذاعة صوت الأسرى أن أَدب السجون والمعتقلات في فلسطين جزء لا يتجزأ من الأدب العربي، الذي يتطلع للحرية، وهو من أصدق أنواع الكتابة، سواء كان ذلك على مستوى النثر أو على مستوى الشعر.

 

ولفت إلى أن أدب السجون لم يكتب في الصالونات المكيفة، أو في الحياة المرفهة والبساتين التي تصدح في سمائها الطيور المغردة، بل كتب في أجواء من الألم والأمل، وفي ظل المعاناة والصبر والتأمل داخل محرقة العدو، بين الجدران، ومن خلف القضبان.

 

وشدد على أن الطاقات الإبداعية تتفجر من خلال ممارسات القمع اليومية للسجان في أقبية السجون، التي شكلت تربةً خصبة لتفتُّح هذا الإبداع.

 

وعدّ حمدونة أن المشترك لكل الشهادات والمذكرات والأعمال الأدبية التي خرجت من السجون للأسرى السياسيين بشكل عام هو التصوير الحي والمكثف لصمود الإنسان الأعزل إلا من قناعاته في وجه آلة القمع وأساليب البطش، وتصوير شكل الصراع القائم بين الجلاد في مواجهة المناضل، والسياط والكهرباء في مواجهة العقيدة والايمان، بالإضافة إلى محاولات الإذلال والتركيع في مواجهة محاولات التصدي والصمود، والفرد في مواجهة السلطة.

 

وأشار إلى أن أدب السجون يندرج تحت إطار أدب المقاومة في التعريف والمضمون، موضحاً أن كافة وسائل التعذيب الجسدي والنفسي التي يستخدمها الجلاد أو المحقق تستهدف كسر إرادة المناضل، وفي المقابل فإن المناضل يريد أن يحافظ على شيء واحد هو استمرار قدرته على المقاومة.

 

يذكر أن الأدب أحد أشكال التعبير الإنساني عن مجمل عواطف وأفكار وخواطر وهواجس الإنسان بأرقى الأساليب الكتابية التي تتنوع من النثر إلى النثر المنظوم، والشعر الموزون، لتفتح للإنسان أبواب القدرة للتعبير عما لا يمكن أن يعبر عنه بأسلوب آخر.