ذهاب ليبرمان إلى المعارضة.. "مقلب" شيطاني !

20150505201729
حجم الخط

مناورة ليبرمان «مفاجئة»، نظراً لأنه ليس هنالك ارتباط ما بين نوايا الرجل (الذي يسميها مبادئ) وبين سلوكه. الاعلان عن الذهاب للمعارضة، قبل يومين من إعلان الحكومة المستندة إلى 67 عضو كنيست، هي مقلب شيطاني، كما انه يشكل ضربة خفيفة على رأس رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. الامر الذي يثبت أنه يوجد لهذا الرجل روح فكاهة من نوع العقاب المسلي.
للمبادئ الحالية، اي للطريقة التي يريد بها تعظيم فعالية المقاعد الستة التي يمتلكها، يوجد بعد من البحث اليائس، البارد، والذكي عن حبل نجاة.
على ما يبدو يستطيع ليبرمان استغلال العلاقات التي بناها خلال فترة وظيفته كوزير للخارجية، وخاصة في شرق اوروبا، للقيام بعدد من الأمور التي يحبها. الاموال والاستمتاع بالحياة بدون حراس او لوم. وفي الحقيقة ليس هنالك سبب لكي لا يقوم بذلك غدا، باستثناء حقيقة ان ليبرمان وحده يعرف اين ستصل نار التحقيق مع «فاينة» وشركاه. وعلى ما يبدو فان افضل شيء هو ان يتم التحقيق معه وهو وزير للخارجية، ولكن ليبرمان اجتاز هذه المطحنة. فعليا، الموقع الاكثر فعالية على المستوى الجماهيري هو ان تكون مقاتلا في المعارضة.
هذا هو السبب الاساسي لكون كل احاديثه عن الجلوس في المعارضة من اجل بلورة حركة التفاف لمحاصرة نتنياهو من جهة اليمين هي كلام فارغ. لقد هاجم نتنياهو لانه لا يبني في المستوطنات، وعلى انه لم يقم بتصفية «حماس»، وعلى انه لم يدفع نحو قانون اعدام «المخربين».»مبادىء» ليس بينها وبين الواقع اي علاقة. وكذلك عندما نتحدث عن الديماغوغية اليمينية ، فانه لا يشكل منافسا لنفتالي بينيت، وياريف ليفين وشركائهم، الذين سيقومون بطرح رؤيتهم داخل التحالف كما فعل ذلك بنفسه حتى الان – ولم يحدث اي شيء.
ايضا معارضته لزيادة عدد وزراء الحكومة، وحربه ضد النفاق «واثناء ذلك يتحدثون للجمهور عن الوضع الاقتصادي الصعب» هي جزء من قائمة البقالة التي يجمعها من اجل ان يثبت اهتمامه بالشعب، بما فيها الغمز اليساري المشفّر، والتي هي كما هو الحال دائما، كوة امل كاذبة لمن يصدقه، ان لم تكن شهادة اخرى على روح دعابة  داخلي خليع.