تحليل خاص

اتصال ”ترامب” بالرئيس عباس والزيارة المرتقبة.. النتائج والأبعاد السياسية؟!

اتصال ”ترامب” بالرئيس عباس والزيارة المرتقبة.. النتائج والأبعاد السياسية؟!
حجم الخط

فلسطين - خاص وكالة خبر - محمود غانم

تلقى الرئيس محمود عباس مساء أمس الجمعة، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك في أول مكالمة بين الاثنين منذ دخوله البيت الأبيض.

وكان الرئيس ترامب قد وجه دعوة رسمية للرئيس عباس لزيارة البيت الأبيض، لبحث سبل استئناف العملية السياسية، مع تأكيده على الالتزام بعملية سلام حقيقية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفق ما صرح به الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة.

وأكد الرئيس عباس خلال مكالمته مع ترامب على تمسك الشعب الفلسطيني، بعملية السلام كخيار استراتيجي، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وحول تداعيات الاتصال، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد عوض، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يستطيع أن يتجاهل الموقف العربي، في ظل اجماع وزراء الخارجية العرب على مطلب تثبيت حل الدولتين، وعدم نقل السفارة الأمريكية، بالإضافة إلى وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.

من جهته أوضح المحلل السياسي حسام الدجني، أن محددات السياسية الخارجية الأمريكية لكافة الزعماء الأمريكيين تجاه القضية الفلسطينية، تختلف في الشكل، لكنها تتشابه في المضمون، مشيراً إلى ارتباط السياسة الأمريكية بالاستراتيجية الإسرائيلية، مع ربط القضية الفلسطينية بالشرق الأوسط.

وأضاف عوض خلال حديثه لوكالة "خبر"، أن الرئيس ترامب لا يستطيع تجاهل الدبلوماسية الفلسطينية، وأن يتناسى الإرث الذي قدمته الإدارات الأمريكية الجمهورية السابقة، بشأن إقامة الدولة الفلسطينية وإعادة الاستقرار للمنطقة.

وبيّن الدجني خلال اتصال هاتفي مع وكالة "خبر"، أن القضية الفلسطينية وجوهر الصراع في الشرق الاوسط، لا يخدم الأمن والاستقرار التي تسعى إليه الولايات المتحدة، وأن ما حصل سابقاً هو في إطار الضغط والترهيب وسياسة العصا مع الرئيس أبو مازن.

ونوه عوض، إلى أن اتصال ترامب بالرئيس جاء بعد أن اتضحت رؤية ومواقف السلطة في محاربتها للإرهاب، وإيمانها بالتفاوض والتعايش مع إسرائيل، بالإضافة إلى رغبة الولايات المتحدة الأمريكية بكسر الجمود بين العلاقات الأمريكية والإسرائيلية.

وأشار الدجني، إلى أن اتصال الرئيس الأمريكي بالرئيس عباس، ودعوته لزيارة البيت الأبيض، كان نتيجة للحراك الدبلوماسي من بعض الشخصيات الأمريكية، بالإضافة إلى الجهود الذاتية من قبل بعض الجاليات الفلسطينية المؤثرة في صناعة القرار الفلسطيني.

وبالإشارة إلى أبعاد اللقاء القادم للرئيس عباس مع "ترامب" في البيت الأبيض، أوضح عوض أن هذا اللقاء من شأنه أن يُشجع بعض الأطراف على إعادة العلاقات مع بعض الدول الأوروبية والأنظمة والدول التي تقاطع الرئيس عباس، الأمر الذي يشكل دافعاً لدعم القضية الفلسطينية.

وأكد الدجني على أن "ترامب" سيحمل مطالب نتنياهو، باستئناف المفاوضات دون شروط مسبقة، والاعتراف بيهودية الدولة، مستبعداً أن يقدم ترامب ما قدمته الإدارات الأمريكية المتعاقبة على صعيد المفاوضات الفلسطينية.

ولفت عوض، إلى أن الاتصال أعطى شرعية وثقة للسلطة والرئيس، وأيضاً أعاد الاعتبار لرؤية الرئيس عباس نحو حل الدولتين وإعادة العلاقات الاقتصادية، وتخفيف التوتر في المنطقة، كذلك فإن الاتصال وجه رسالة للعرب مفادها أن ترامب يدعم الاعتدال العربي.

واعتبر الدجني أن الزيارة تأتي لإرضاء بعض الأطراف العربية أو الدولية، التي سعت إلى إعادة الحياة للعملية السياسية في الشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى خشية إسرائيل من تطور انتفاضة القدس بالضفة الغربية.

وتوقع عوض أن يطلب الرئيس عباس من ترامب خلال الزيارة المرتقبة، بحث سبل عودة المفاوضات بطريقة مختلفة، ومحاربة الإرهاب، وأيضاً إعادة فهم وتعريف طبيعة التفاوض، على اعتبار أن عملية التفاوض السابقة كانت دون نتائج.  

وحول الموضوعات التي من المتوقع أن تتناولها الزيارة، قال عوض إن النقاش سيدور حول عملية التسوية والاستيطان وتحديد مقومات الدولة الفلسطينية، وإعادة الاعتبار لحل الدولتين، كما أنه سيترتب عليها توطيد العلاقات بين البيت الأبيض والسلطة الفلسطينية.

في حين استبعد الدجني، أن تلبي تلك الزيارة الطموحات الفلسطينية، مؤكداً على أن المستفيد من الزيارة هو الرئيس عباس، حيث أنها ستؤكد شرعيته، وتقوي من تواجده على الساحة الدولية، خاصة في ظل الحديث عن حل إقليمي يتجاوز السلطة ومنظمة التحرير.