كشف الشاعر الفلسطيني سامي مهنا رئيس "اتحاد الكتاب العرب الفلسطينيين في أراضي الـ1948" لبرنامج عاشق من فلسطين الذي تنتجه وتبثه فضائية معا ويعده ويقدمه د.حسن عبدالله، أن سميح القاسم وخلال القاء مهنا قصيدة غزل في مهرجان شعري في قرية البقيعة في الجليل، قال لوالده "مررت بتجربة مشابهة، فقد القيت يوماً ما محاولة شعرية حينما كنت شاباً، فقال شاعر كبير لوالدي في ذلك المهرجان: "اذهب وزوجه حالاً، أما أنا فأقول لك إن ما سمعته من ابنك يؤشر الى مشروع شعري قادم، فحفزه على كتابة الشعر".
وأكد مهنا ان شهادة من شاعر كبير بحجم سميح القاسم، قد فعلت فعلها، واعطته جرعة كبيرة من التشجيع والدعم على طريق الاستمرار في الإبداع، لا سيما وأن طموحه في الأساس، منذ كان في سن الطفولة، أن يصبح شاعراً، ولم يكن له أي مطلب سواه.
وأوضح الشاعر مهنا انه درس القانون ومارس مهنة المحاماة لأكثر من عشر سنوات، ووجد أن أجواء المحاكم واشتراطاتها ولغتها، ستكون على حساب لغته الشعرية، فغادر هذه المهنة إلى غير رجعة وانتصر للشعر أو انتصر الشعر في داخل، بحسب تعبيره.
وبيّن أن الشعر والإبداع بشكل عام يحتاجان إلى الاسناد بالمواقف، وتعميق الجذور الوطنية، أما بوصلته الوطنية فقد كانت واضحة الاتجاه، لذلك رفض الخدمة المفروضة، في الجيش الاسرائيلي، الامر الذي ادى الى اعتقاله.
وحول تأسيس اتحاد الكتاب العرب الفلسطينيين في مناطق الـ48، اعتبر مهنا ان ما تم منذ سبع سنوات خطوة ثقافية ووطنية نوعية، "فنحن جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وبالتالي فإن الحفاظ على ثقافتنا وتراثنا ومشروعنا الوطني والقومي والإنساني، يشكل مهمتنا الأولى"، مؤكدا انهم في حالة تواصل مستمرة مع اتحاد الكتاب الفلسطينيين واتحاد الكتاب العرب وقد كسروا طوق العزلة، وأصبحوا عنصراً فاعلاً متصلاً بعمقهم العربي، فيما خصص اتحاد الكتاب العرب جائزة سنوية لمبدع من أراضي الـ48.
وفي حلقة "عاشق من فلسطين"، صرح الشاعر مهنا ببعض الذكريات من طفولته وشبابه وعلاقته بقريته البقيعة التي تخرج منها مبدعون الكبار.