افتتحت وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة اليوم الاثنين، المؤتمر الدولي في علم الآثار والسياحة في فلسطين بالتعاون مع شبكة المؤسسات الفلسطينية للسياحة المجتمعية ودائرة التاريخ والآثار في جامعة بيرزيت.
ويشارك في المؤتمر الذي يعقد في جامعة بيرزيت على مدار ثلاثة ايام، عدد من الباحثين والمتخصصين الفلسطينيين والعالميين.
واكدت الوزيرة معايعة على أن قطاعي السياحة والتراث يشكلان منظومة أساسية في دفع عملية التنمية المستدامة، ويعتبران من أهم الروافد للاقتصاد الوطني، مؤكدة أن الوزارة تعمل منذ تأسسها على وضع استراتيجيات واضحة للارتقاء في مجالي السياحة والأثار وتطويرهما، وذلك من خلال استغلال جميع الموارد المتاحة.
وكشفت أن الوزارة شرعت بتأهيل عدد من المواقع التراثية والثقافية من أجل تلبية احتياجات السائحين المحليين والدوليين، بهدف تحسين الظروف الاقتصادية في المحافظات الفلسطينية المختلفة، مشيرة الى أن الوزارة تمكنت من تطوير منظومة العمل السياحي في فلسطين على الرغم من جميع المعيقات وأبرزها سياسة الاحتلال الرامية لتقطيع أوصال الوطن والسيطرة على المعابر وتقويض عمل المؤسسات الوطنية المختلفة.
وأوضحت معايعة أن الوزارة تعمل حاليا على تنفيذ مجموعة من المشاريع لتنمية الوضع السياحي في فلسطين وأهمها مشروع تغطية الفسيفساء في قصر هشام، وتأهيل مقام النبي موسى وغيرها.
وقال رئيس جامعة بيرزيت عبد اللطيف أبو حجلة إن البحث الأثري في فلسطين بدأ قبل أكثر من مئة وسبعين عاما، من خلال التنقيب عن آلاف المواقع الأثرية والسياحية بهدف البحث عن إيديولوجيات مختلفة والبحث المتخصص في إشكاليات الحضارة الإنسانية في فلسطين.
وأوضح أبو حجلة أن الفترة الاخيرة شهدت تَشَكُل وعي فلسطيني كبير حول أهمية علم الآثار كرافد للتعريف بالهوية الحضارية المحلية وخصوصيتها، وأكد أن السياحة تعتبر واحدة من أهم المصادر الاقتصادية عالميا، وأشار إلى عدم استغلال هذا المصدر محليا بالشكل الأمثل.
وكشف أن المؤتمر يعالج أبحاثا ومواضيع عصرية في مجال السياحة وسبل تطويرها، وشدد على أهمية التراث الثقافي في تطوير السياحة، وأضاف أن فلسطين تعاني من نقص حاد في الكوادر المتخصصة في موضوعات المؤتمر وبيّن أن جامعة بيرزيت لعبت دورا مهما في تطوير البرامج الأكاديمية لمعالجة هذه العجز.
من جانبه أوضح رئيس مجلس الإدارة في شبكة المؤسسات الفلسطينية للسياحة المجتمعية رائد سعادة، أن الشبكة تسعى لدعم الآثار والتنمية السياحية في فلسطين من خلال تطوير الموارد والكفاءات المحلية، وذلك بالشراكة مع عدد من المؤسسات المرتبطة بالسياحة مثل مؤسسات حماية البيئة والحفاظ على التراث وما إلى ذلك.
وبيّن سعادة أن الشبكة تسعى لتوظيف عناصر التعددية المختلفة محليا في قطاع السياحة المجتمعية، وتهدف لدمج السائح وتحويله لضيف، وأكد على أهمية اكتشاف المواهب والقيادات المحلية من أجل استغلالها في إدارة هذا المشروع.
بدوره كشف مدير قسم الأبحاث بجامعة اليرموك الأردنية عمر الغول، أن مخطوطات البحر الميت تم كشفها خلال أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، ولكن الاحتلال استولى عليها وحفظها في متحف الأثار في القدس، وأكد أنها تمثل حيزا أساسيا من التراث الحضاري لبلاد الشام وفلسطين على وجه الخصوص، وأوضح أنها تحتوي على معلومات دينية وثقافية وتاريخية مهمة للشعب الفلسطيني.
واشار الى أن العالم الغربي أنتج أكثر من خمسة ألاف كتاب حول هذه المخطوطات، ويعمل يوميا على إنتاج مقالتين على الأقل بهذا المجال بينما يكتفي العرب بمقالة واحدة كل ثلاثة سنوات، وأكد أن التحدي الكبير لا يتمثل بامتلاك المخطوطات وإنما بدراستها وتحليلها ونشرها، وشدد على أهمية العمل المشترك وتعاون المؤسسات الأكاديمية المختلفة لإتمام هذه المهمة.
وركز الغول على أهمية تطوير الكوادر البشرية وتأهيلها ودراستها للغات والأديان القديمة، وشدد على أهمية الاعتماد على التمويل المحلي للابتعاد عن السيطرة الأجنبية، بالإضافة لضرورة تأسيس ملف قانوني وتاريخي للحفاظ على المخطوطات ونشرها عربيا.
وانعقد اليوم الأول من المؤتمر على ثلاثة جلسات، ترأس الأولى أستاذ التاريخ في الجامعة حامد سالم وتناولت بعض النماذج للحفريات الأثرية في عدد من المدن الفلسطينية والعالمية، وركزت الجلسة الثانية والتي ترأسها محمد عداربة من جامعة الخليل على المواقع الأثرية والثقافية بالقرى الفلسطينية، أما الجلسة الختامية والتي ترأسها الباحث حمدان طه فربطت بين التراث والهوية الفلسطينية، وعرضت تاريخ علم الأثار الفلسطيني.