يعرف الحوت الأحدب بأنه أكثر الحيتان ندرة في العالم، وهو يحظى باهتمام مراقبي الحيتان، وغالبا ما يظهر قبالة سواحل أستراليا ونيوزيلندا وأمريكا الجنوبية وكندا والولايات المتحدة.
وقد شوهد تجمع كبير للحوت المرقط الأحدب، في سلوك غامض حير العلماء، حيث تم رصد ما يقارب 200 حوت قبالة سواحل جنوب أفريقيا، على بعد آلاف الأميال إلى الشمال من المكان الطبيعي الذي تنمو فيه حول المنطقة القطبية الجنوبية، فالحيتان، عادة، ليست اجتماعية، وتفضل السباحة وحدها أو في أزواج أو مجموعات صغيرة.
وتشير نظرية أحد الخبراء إلى أن السلوك الغريب بشأن تجمعها، هو ببساطة عودة إلى النشاط الاجتماعي الذي تم رصده قبل أن تنخفض أعداد هذا النوع من الحيتان بنحو 90%، جراء صيد الحيتان في أوائل القرن العشرين.
وقال الدكتور، كين فندلي، المؤلف الرئيس للدراسة من جامعة شبه جزيرة كيب للتكنولوجيا في جنوب أفريقيا: "أنا لم أر شيئا كهذا قط.. من الممكن أن يكون هذا السلوك قد حدث من قبل ولكنه لم يكن واضحا للعيان لأن أعدادهم كانت قليلة جدا".
وعلى الرغم من أن الصيد يسبب تناقص أعداد الحيتان إلا أن الحوت الأحدب قد شهد عودة غامضة لأعداده في السنوات القليلة الماضية.
وأشار الدكتور Gísli Vikingsson، رئيس قسم أبحاث الحيتان في معهد بحوث البحار والمياه العذبة في آيسلندا، إلى أنه "على مدى العقود القليلة الماضية، يبدو أن هذا النوع من الحيتان قد تغلب على الكثير من العقبات وبدأ في الزيادة السريعة في أعداده".
وتنمو هذه الثدييات الضخمة لتصل إلى طول 16 مترا، وتزن ما يقارب 36 ألف كلغ، وعلى الرغم من حجمها المخيف، إلا أن هذا النوع من الحيتان غير ضار بالبشر، ومعظمها من آكلي الأسماك الصغيرة والكريليات.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها مشاهدة مثل هذا التجمع الهائل للحوت الأحدب قبالة سواحل جنوب أفريقيا، حيث رصدت جامعة شبه جزيرة كيب للتكنولوجيا هذا السلوك الغريب في ثلاث مرات منفصلة في العام 2011 و2014 و2015.
وعادة ما تقضي هذه الثدييات فصل الصيف في جميع أنحاء المنطقة القطبية الجنوبية، حيث تتغذى على القشريات لتخزين الدهون من أجل فصل الشتاء، الذي تقضيه في السباحة في المياه الاستوائية وشبه الاستوائية وهي الفترة التي تتكاثر فيها.