بحضور نخبة من الأكاديميين

بالفيديو والصور توصيات هامة وضعها مؤتمر علمي ناقش دور وسائل الإعلام في التوعية الاجتماعية بغزة

توصيات هامة وضعها مؤتمر علمي ناقش دور وسائل الإعلام في التوعية الاجتماعية بغزة
حجم الخط

وسيم مقداد ورشاد العمصي

عقدت كلية علوم الاتصال واللغات بجامعة غزة بالتعاون مع فرع فلسطين بالرابطة العربية لعلوم الاتصال، ومركز شاهد لدراسات الإعلام والاتصال البصري المؤتمر العلمي الدولي الثاني بعنوان: "دور وسائل الإعلام والاتصال في التوعية الاجتماعية، اليوم الأربعاء، وذلك في مقر الجامعة بمدينة غزة.

وتناول جدول أعمال المؤتمر مناقشة مجموعة من الأبحاث العلمية الرصينة لباحثين في مجال الإعلام والاتصال ممن يعملون في مجال الإعلام بكليات الإعلام المختلفة في جامعات عربية وفلسطينية.

وتم عقد جلستين علميتين، تناولت الأولى: دور علاقة وسائل الإعلام والاتصال بالتغير الاجتماعي وتنمية الوعي، في حين تناولت الجلسة الثانية: تأثير وسائل الإعلام والاتصال الحديثة على الثقافة المجتمعية، وتعزيز القيم.

بدوره، رحب رئيس فرع الرابطة العربية لعلوم الاتصال بغزة د. ماجد تربان، بالحضور كافة كل باسمه ولقبه، وأضاف قائلاً، إن هذا المؤتمر يناقش دور وسائل الاتصال المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية، وكذلك دور ووسائل التواصل الاجتماعي التي ظهرت على السطح بشكل فاعل، في التغيرات الاجتماعية التي عصفت بالمنطقة العربية لاسيما عقب ما بات يعرف بالربيع العربي، وما أحدثه من تغيرات سياسية واجتماعية واقتصادية مختلفة.

وأكد تربان خلال كلمته، على أن هذا المؤتمر العلمي إيذاناً بانطلاق سلسلة من المؤتمرات والأيام الدراسية، والندوات، وورش العمل التي تناقش دور وسائل الاتصال والإعلام في التوعية الاجتماعية في معظم الدول العربية.

وأوضح أن التوعية الاجتماعية بأبعادها المختلفة تتطلب جهوداً كبيرة لتحقيقها، وذلك في ظل الفجوة المعلوماتية والتدفق الإعلامي الذي يبث إلى الوطن العربي، ما أدى إلى نشر العديد من المفاهيم والقيم التي لا تتماشي في جلّها مع مفاهيمنا وقيمنا المحافظة، مؤكداً على أن هذه التوعية يجب أن تكون بؤرة اهتمامها تهدف إلى التوجيه والإرشاد للتزود بالمعرفة وإكساب واكتساب الخبرة.

ووجه عميد البحث العلمي للمكتبات بجامعة غزة د. محمد عبد الفتاح حمدان، التحية إلى الأساتذة والباحثين الذين هم صفوة مشهود لها في مجال الإعلام والتكنولوجيا، لمشاركتهم في فعاليات هذا المؤتمر بما يضمن نتاجاً طيباً، فكل منهم قدم عصارة فكره وخبراته في سبيل دعم الهدف السامي لهذا المؤتمر.

وقال حمدان إن الثورة العلمية في ميدان تكنولوجيا الاتصال واستخداماتها الواسعة أسفرت عن بروز إشكاليات جديدة وتحديات غير مسبوقة تجلت من خلال تأثير واضح في تشكيل الوعي والقيم وأنماط السلوك.

وتمنى حمدان أن يكلل هذا المؤتمر بالنجاح وأن يتم إثراء هذه الأبحاث بالمناقشات والمداخلات لتخرج بتوصيات توازي حجمه وأهميته.

كما تمنى تربان أن يخرج هذا المؤتمر بمؤشرات عملية ترتقي لتكون منافسة للتدفق الإعلامي الذي نتعرض له، وتعمل على تحصين المتابع العربي، وترسخ لديه قيماً عربية أصيلة نجد أنها غابت عن الساحة العربية الحالية.

وأعرب رئيس جامعة غزة الدكتور عبد الجليل صرصور، عن سعادته بعقد هذا المؤتمر، لما له من أهمية بالغة في مجال الإعلام والاتصال فهو يعد خطوة عملية فعالة ممثلة بسلسلة من الخطوات التي تنتهجها الجامعة من أجل تعزيز مكانة البحث العلمي.

وأكد صرصور على حاجة المجتمع العربي الملحة لتعزيز التوعية الاجتماعية ونشرها، لرفع مستواه الثقافي والفكري، مشيداً بدور وسائل الإعلام في تحقيق هذا الهدف وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي كونها أصبحت منبراً مؤثراً وفعالاً على كافة الأصعدة.

وشكر صرصور الرابطة العربية لعلوم الاتصال على تعاونها في تنظيم هذا المؤتمر المهم، مثمناً دورها وجهودها العريقة في خدمة الباحثين وتعزيز دور كليات الإعلام في مختلف البلدان العربية.

وخرج المؤتمر بعدة توصيات هامة من أجل الإسهام في وضع الأسس الكفيلة بالإرتقاء بدور وسائل الإعلام في التوعية الاجتماعية، ومن أبرزها:

أولاً: الاهتمام من قبل مؤسسات المجتمع المدني باستغلال مواقع التواصل والشبكات الاجتماعية كوسيلة فعالة في تعزيز العلاقات الاجتماعية وفي توعية أبناء المجتمع ببعض القضايا الاجتماعية، واستغلال المتخصصين والمعنيين واستثمار تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في غرس الفكر الإيجابي وتعزيز قيم الأمن الفكري لمواجهة أصحاب الفكر الفاسد ومحاربة التطرف والإرهاب وكافة ما يهدد أمن المجتمع الفلسطيني.

ثانياً: إنشاء منظومة مفاهيمية إعلامية متفاعلة تختص بالقضية الفلسطينية في ظل التشوهات المعرفية والانحرافات الفكرية والثقافية والتحولات الاجتماعية، وضرورة أن تعمل الأسرة والمدرسة والمسجد والجامعة ووسائل الإعلام على غرس قيم الانتماء والمشاركة والمواطنة والعمل والإنتاج لدى المواطن الفلسطيني .

ثالثاً: عدم استخدام وسائل الاتصال للشعارات التحريضية التي تحض على العنف والتعصب والكراهية ، وضرورة التحلي بالموضوعية والمهنية بعيدًا عن الفئوية والفصائلية التي تزيد من حده الاحتقان في الشارع الفلسطينيِّ وتمزِّق وحدة الصف وتُفقد الإعلام مصداقيته.

رابعاً: ضرورة اهتمام المؤسسات الفلسطينية المختلفة بالتوعية بالمواطنة الرقمية لدى فئات المجتمع المختلفة، وضرورة إقرار مادة تدرس ضمن الخطط الدراسية تتعلق بالمواطنة الرقمية، وإعداد برامج تدريبية لأعضاء هيئة التدريس لتدريبهم حول المواطنة الرقمية لتنعكس فكرًا وسلوكًا في تعاملاتهم مع طلبتهم في الفضاء المعلوماتي.

خامساً: ضرورة إعداد مشروع قانون يحد من الفوضى الإعلانية الموجودة في القنوات الفضائية العربية يتناسب مع قيم وعادات الشعوب العربية المستوحاة من الدين الإسلامي الحنيف، وتبني الشركات والمؤسسات لقانون المسئولية الاجتماعية في الإعلان.

سادساً: تشجيع الشباب على دورهم في المجتمع، والعمل على توعيتهم بأهمية شبكات التواصل الاجتماعي ومدي قدرتها على المساعدة في تعزيز ثقافتهم الاجتماعية والتواصل مع العالم الخارجي بطريقة إيجابية، ووضع آليات واستراتيجيات للحد من نشر الثقافة السلبية عبرها.

سابعاً: العمل على توجيه السياسة الإعلامية الفلسطينية لأداء عملها بمسؤولية صادقة والتزام عال بالمبادئ لتسهم بشكل فعال في تدعيم الهوية الوطنية.

ثامناً: أن تعمل مؤسسات الدولة على تمكين المواطن الفلسطيني من إدراك أدوارهم كمواطنين يتمتعون بحقوق وطاقات متميزة للتأثير الفاعل على مسار حياتهم ومستقبل مجتمعهم وتطوير المناهج الدراسية لترفع ثقافة الطلبة والشباب، حول الوطن : تاريخه، جغرافيته، مؤسساته ، مبادئه ، وأنظمته".

تاسعاً: فتح حوار معمق مع الشباب وبين الشباب أنفسهم، وتمكينهم للتعبير عن رؤيتهم كشركاء، وتعزيز ثقافة المشاركة والحوار والتسامح والتعايش، وتضمين المناهج الدراسية في كافة مراحلها مفاهيم واضحة حول مكانة المرأة ودورها الوطني في بناء المجتمع، والإسهام في تعديل الصورة النمطية للمرأة في وسائل الإعلام المختلفة، بالإضافة إلى الاهتمام بالبرامج الرياضية الهادفة لنشر الثقافة الرياضية.

عاشراً: إدخال "التربية الإعلامية" إلى النظم التعليمية، وهي التربية التي يتعلم من خلالها الأفراد التعامل مع وسائل الإعلام، ويتعلم من خلالها الأفراد فهم الإعلام وآليات الإخبار، كما يتعلم من خلالها الأفراد تقييم الإعلام ونقده وطرح الأسئلة حول الأخبار ومصادرها، كذلك المشاركة في إنتاج المحتوى والتفاعل معه.

الحادي عشر: ضرورة الإرتقاء بالثقافية الإعلامية بدءاً من تغيير الثقافة السائدة في غرف الأخبار وصولاً إلى إنتاج ثقافة جماهيرية متوازنة بعيداً عن الإسفاف أو التطرف والإكراه ثقافة تحترم التعددية والتنوع وتغرس قيم التسامح وتخلق مقاومة ذاتية ومناعة مجتمعية ضد خطاب الكراهية.

يشار إلى أن الرابطة العربية للاتصال هي مؤسسة عربية تعنى بتطوير البحث العلمي الأكاديمي في مجال الإعلام والاتصال، وكذلك تعني بتطوير دراسة الإعلام ومناهجه، وتطوير وسائل الإعلام عبر تقديم الاستشارات الإعلامية، والدراسات والدورات التدريبية للعاملين في المجال الإعلامي في الوطن العربي عبر أربعة عشر فرعا في معظم الدول العربية.