ظاهرة سياسية القرار السياسي الفلسطيني: لنشرِّع الأبواب المغلقة

fai7a-225
حجم الخط

وصلتني مساهمات عديدة - أستضيف بعضها مع الاختصار -، تعقيباً على مقالتَي: "السواد يلفّنا: من يتحمل المسؤولية"،  و"لنساهم معاً في وضع اليد على الجرح"؛ الأمر الذي يشير إلى الإحساس المجتمعي العميق بالمسؤولية، وبضرورة الحوار الجاد، ضمن موقف نقدي، لا يساهم في تشخيص أسباب المشكلة فحسب؛ بل يساهم في وضع الحلول، إدراكاً بأهمية المشاركة الجماعية لتلمس وسائل النجاة من المأزق السياسي الخطير الذي وصلنا إليه، والذي ينذر بأسوأ الكوارث إذا ما استمرّ.
ورغم بعض القضايا الخلافية الصحيّة التي تثار؛ إلاّ أن النقاش العقلاني يفتح الباب على مصراعيه لضرورة التفكير بالواقع السوداوي الذي نعيشه من زوايا متعددة، كما أنه يشير إلى ضرورة أن يشارك به أكبر قطاع ممكن من المفكرين، والعقلاء، نساء ورجالاً، من خلال فتح الغرف والنوافذ المغلقة، التي يصنع فيها القرار السياسي الفلسطيني.  
أتفق مع الآراء التي أكدت على أن ما ينقصنا هو التفكير الاستراتيجي، والحوار المجتمعي الفاعل، وبناء دولة القانون، التي تحتكم إلى العمل المؤسسي، وتداول السلطة عبر العمل الديمقراطي، ومحاربة الفساد، وإعادة بناء الأحزاب الجماهيرية تنظيمياً وفكرياً؛ ما يعطي الأمل، ويعزِّز الثقة بإمكانية الانتصار.
كما أتفق مع أهمية استخدام نظام التحليل المقارن، الذي يجعلنا أكثر إدراكاً لما يحدث في منطقتنا العربية، وبالذات في ما يتعلق بفهم ما حدث من انتكاس للثورات الشعبية في العالم العربي، التي افتقدت القيادة والتخطيط.  

*****
 "أرى دوما فائدة استعمال نظام التحليل المقارن. أود هنا بأن أقارن منطقتنا بما حصل سابقاً في أميركا اللاتينية، حيث الدين والتدين شكلا عنصراً هاماً في تطور المنطقة. فقد لعبت الكنيسة الكاثوليكية دوراً مدمراً في التحالف مع ملاك الأراضي وقوى الحكم الجديدة المتحالفة مع أمريكا الشمالية. في أمريكا اللاتينية تم رصد فشل اليسار القديم، مع وضع هذه التجربة قيد الدراسة لاستخلاص العبر. أذكر أنه في وقت من الأوقات قامت مجموعة من المفكرين والجامعيين والنشطاء السياسيين ورجال الأعمال باللقاء لمدة طويلة كفريق دراسة خرجوا بعدها بتحليل وتوصيات لما يجب عمله. تم بعدها تجييش تحرك جماهيري ضخم حين برز يسار جديد ليربح الانتخابات. بدؤوا بتغيير المنطقة، بزيادة التجارة الداخلية ضمن منطقة أمريكا اللاتينية، وبتخفيف الاعتماد على أمريكا الشمالية. وبنفس الوقت قاموا بفتح علاقات جديدة مع الصين وبلدان أخرى. حاولوا إقامة علاقات مع البلدان العربية؛ ولكن الدول العربية فضلت إبقاء العلاقات مع الإمبريالية الأمريكية. وكما هو الحال عندنا فقد قامت دول مثل كولومبيا بدور شبيه لدور إسرائيل، وكأداة للإمبراطورية الأمريكية، ولكنها لم تنجح في جرٌ كافة الجهود لذلك.
نجحت بعض الدول العربية في محاربة ظهور يسار عربي، وتدمير إنجازاته القليلة، بقيادة الثورة المضادة، التي واكبت "الربيع العربي". تبين بعد ذلك أن هذه الثورة لم تكن نتيجة تحرك شعبي وممنهج على مستوى الجماهير، وأنها افتقدت القيادة السياسية. 
 لا يختلف تأثير الدين في منطقتنا عن أي مكان آخر. ما يلزم هو الصبر والجهود المخلصة ليسار جديد لم يتأثر بالعقلية القديمة، ليجمع الجماهير حول القضايا الرئيسة التي تهم حياتهم، مع وضع استراتيجية واضحة لاكتساب القوة".  
د. فؤاد المغربي/ أمريكا

*****
"أتألم بشكل كبير على الواقع الفلسطيني والعربي، وعندما أرجع إلى الماضي وأرى الحاضر؛ أستذكر العديد من الفنانين والشعراء والذين تحدثوا عن المرحلة  الزمنية التي عاشوها، ولا أرى أي تغير في الواقع الاجتماعي أو السياسي. 
 ما ينقصنا استراتيجية فلسطينية، تخلق حوارات مجتمعية، بحيث نقبل الآخر؛ بل ينقصنا الاعتراف بالديمقراطية وما تفرزه.
في واقعنا العربي، الغرب يلعب بنا كأراجوز يرقِّصنا كما يريد. أعتقد أننا نحتاج إلى الاستقلالية الذهنية أولاً، ونحتاج إلى نهج تربوي يحترم الآخر، ونحتاج من صانعي القرار بمختلف المستويات احترام جيل جديد يشارك في العملية السياسية. نحتاج إلى تغير نظام العائلة بكل مستوياتها الاجتماعية، بحيث تصل إلى التغير في النظام العام. أشكرك على أنسنة الواقع المرير الذي نعيشه". 
فتنة خليفة/ نابلس 

*****
"نحو حل مقترح يقدم للناس فرصة تاريخية للتعبير عن إرادتهم. 
أود أن أثمِّن معظم تعليقات من امتلك عزيمة التغيير بهدف النصر. وهذا بتقديري أهم خطوة في طريق النجاح. مع العلم أن الطريق فيه انسدادات هدفها تحويل الناس عن درب التغيير، والإبقاء على نَفَس الهزيمة. ولكن إرادة الشعب التي لا تقهر، مسلحة بعملية اتخاذ القرار ضمن آلية علمية وديمقراطية، تعتمد استراتيجية للتحرير، تتعزز بالدراسات الموضوعية، تتيح المراجعة والتقويم، جميعها وغيرها، كفيل بتحقيق النصر.
"كيف وقعنا في فخ الإمبريالية التي خططت لتقسيمنا"؟ الأنظمة العربية لا يهمها أن تعرف من هو العدو من الصديق، لأنها اختارت لنفسها أن تكون خير منفذ لاتفاق سايكس بيكو الذي قسمها، قبل قرن من الزمان، ويعمل حاليا على تقسيم المقسَّم. نجحت الأنظمة العربية، في تخصيب تربة اليأس والإحباط، بإلقاء آلاف الشباب والشابات على أرصفة الشوارع، نهباً للإفقار المعنوي والمادي والتشوه الأخلاقي، بدلا من تهيئتهم لعمل يلبي حاجات المجتمع، واحتياجات شباب يطمع في لعب دور إيجابي. وفي الوقت نفسه، يفرض على هذا الشباب حياة خضوع لعدو يهدد أمنهم ومستقبلهم، فعندما يأتي الحل الجاهز من السماء يهرع الشباب الى الانخراط فيه. وهل لدى الشاب المرمى على قارعة الطريق حلاً أسهل من حلِّ السماء؟! 
"السؤال الأكبر: هو كيف نحقق ما يجب؟ وكم يأخذنا من وقت؟".  يعتمد الزمن على تجاوب من لديه الاستعداد للحراك السلمي باتجاه السعي لتنفيذ إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وبلدية في أوقاتها التي حددها الدستور الفلسطيني، وهو القانون الأساسي. 
أعتقد ان لدى كل منا وجهة نظر، يمكن أن تشكل جهداً جدياً للبحث عن حل، من خلال هكذا حوار ديمقراطي، بعيد كل البعد عن التحازب الفظ، والمكابرة المتوارثة.
 ألا تشكل المطالبة بتطبيق الدستور، واجباً على كل منا، كان مواطناً أو رئيساً؟ أليست الانتخابات حقاً من حقوق الشعب المقدسة؟ أليست مخالفة القانون الأساسي، جريمة يعاقب عليها القانون؟".

 

عن الأيام