من المحزن حقا ان يبقى اليسار الفلسطيني منظمة التحرير مجيرا لليمين الرجعي في حركة فتح ، هذا اليمين الذي استطاع ان يدق سهما خارقا حارقا في الثورة الفلسطينية واسس قيامها ، لقد استطاع هذا اليمين بما يمتلكه من مال سياسي جعله يتحكم في القرار الفلسطيني من احتواء اليسار بفصائله ولولا هذا الاحتواء لما تمكن اليمين الرجعي من تمرير برامجه التنازلية والتفاوضية العدمية للوصول الى مستنقع اوسلو ومن ثم احتواء ظاهرة الثورة كما وكيفا في مربعات وظيفية ورتبة وراتب عجزت جيوش العالم وموظفيها ان تحتوي تلك المراتب العسكرية التي وهبت لكل من هب ودب وبدون خبرات او مواجهات او معارك تسجل شرف الترفيع او النياشين .
اجمالا هذا المستنقع وهذا هو واقه ليؤول الامر لليمين الرجعي وقيادته للثورة المضادة على فتح والثورة الفلسطينية ليمارس اليوم اشنع واعتى الحروب على مؤسسة الثورة والثقافة الوطنية ما بعد الهجرة "غزة " وباصدار عدة قرارات بهدف القتل الانساني والوطني لكل مركبات السلطة التي اعتبروها فيما مضى انجازا وطنيا ولو كان الاعتراف باسرائيل واهدار حقوق تاريخية للشعب الفلسطيني على مساحة 82% من ارض فلسطين لحقها اعتراف اخر من امين سر التيار الرجعي في فتح رجوب حين وهب حائط البراق للاحتلال متناسيا متغاضيا عن عروبة القدس وفلسطينيتها ويتنافى مع استصدارات منظمة اليونسكو ايضا .
اليسار الفلسطيني الذي عجز تارة وتغاضى تارة عن قرارات مصيرية لليمين الرجعي في فتح حين وافق على اعلان الجزائز والاعتراف بقرار 242 الصادر عن مجلس الامن ومن قبله مبادرة اليسار الفلسطيني في عام 74 بالحل المرحلي الذي وجدته القيادة اليمينية الرجعية وسيلة وذريعة للاتصال بالإسرائيليين بعد المنتصف الثاني من السبعينات القرن الماضي ومن ثم تحويل قوى الثورة من مؤسسات ثورية تحررية الى مؤسسات تحريكيه تمريرية تبريرية، وهنا اتذكر ما قاله احد قيادات اليمين الرجعي في فتح بعد مؤتمر الجزائر عندما قالوا للأمريكان "" استطعنا تمرير اعلان الاستقلال على القوى اليسارية المتشددة في منظمة التحرير "
الكلام يطول في هذا الجانب وفشل اليسار في منظمة التحرير من كبح جماح اليمين الرجعي وقوى الثورة المضادة في فتح ، اليسار وبكل التصنيفات والعريفات وبيت التغاضي والعجز وصلت الامور الى الحالة الديكتاتورية والمستبدة لقيادة منظمة التحرير وهو ليس معفيا بل مشاركا في جميع النكسات والهزائم والتراجعات .
وهنا نسجل ان فصائل منظمة التحرير مشاركة هي وقياداتها بالرضوخ للحالة الدكتاتورية والتخريبية للحركة الوطنية والتي تشارك فيها رئيس اليمين الرجعي محمود عباس وفي نهجه وقراراته وان كانت حالة خالدة جرار حالة خارجة عن الموقف المركزي للجبهة ووقوفها امام نزوات الرئيس عباس ونهجه .
مازالت فصائل منظمة التحرير تجبن عن اخذ موقف حازم امام رئيس منظمة التحرير والسلطة وبرغم ان هذا الرئيس ما زال معطلا لكل قرارات المجلس المركزي الذي لديه الصلاحيات كإطار ينوب عن المجلس الوطني بإقالة محمود عباس وسحب صفته الرئاسية لمنظمة التحرير الفلسطينية ... كم انتم مجرمون بحق وطنكم وشعبكم وخاصة انكم شاهد زور مصفقين تارة ومتلعثمين تارة ومغمضي اعينكم على سلوكيات وهدم يمارسها رئيس السلطة والمنظمة ... فعندما نريد ان نتهم لن نتهم اليمين الرجعي وقيادته بل نتهم القوى الوطنية واليسار الوطني لصمته ورضوخه لهذا الواقع الهزيل المهترئ .
الموضوع الان لا يحتاج لأنصاف مواقف وانصاف ابجديات واستنكارات وادانات بل يحتاج مواقف واضحة بعد ان تمادى رئيس التيار اليميني الرجعي في فتح والمنظمة وخرج عن المألوف وما يمكن ان يبرر سياسيا لمسلكياته الى استهداف غزة بمن فيها واستهداف البنية الوطنية والانسانية تحت ذريعة محاصرة حماس وانتم تعلمون ان الخلاف ليس على السلطة والنفوذ بالقدر انه خلاف على البرنامج وان كنا نختلف مع حماس في اداراتها للسلطة في القطاع ولكن كفتحاويون وطنيون لا نختلف على الكفاح المسلح واسس انطلاقة فتح المقاومة التي لو استمرت وان لم يسيطر اليمين الرجعي على قراراتها كنا لن نجد مستوطنا واحدا في الضفة الغربية والقدس . اذا انتم مع من مع التيار الديمقراطي التصحيحي في فتح ومع المقاومة ام مع اليمين الرجعي وغزواته ونزواته وانتم تعلمون ايضا ان اليمين الرجعي في فتح اصبح حالة تمثل ظاهرة الاقطاع السياسي الممول من امريكا والغرب لضرب البنية الوطنية واسس مقاومة الشعب الفلسطيني... انتم مع من بالضبط ..؟ وليخرج العوض ممثلا لبعض اليسار متفقا مع اليمين الرجعي ومطالبا بحل المجلس التشريعي .. ومكملا لما يتجه له رئيس السلطة من خطوات عقابية طالت النواب في حركة فتح ....
احجام فصائل منظمة التحرير ومنها الشعبية والديمقراطية عن المشاركة في لجنة التكافل سيسجل اضافة لهذا التاريخ في نتائجه التي وصلت اليها الحركة الوطنية وفيما يسمى سابقا الثورة الفلسطينية ، لجنة التكافل يا سادة هي لجنة انسانية مجتمعية ليس لها علاقة بالخطوط السياسية والمنكافات بين السلطة وحماس بل هي تخص السلم الاهلي في قطاع غزة وخلق قاعدة وطنية مؤتلفة بين فئات الشعب ، فلا يمكن للشعوب ان تقف لديها عجلة الزمن عند الامها وماسيها بل يجب النظر للحاضر والمستقبل ، وبناء الحالة المجتمعية التي ارهقها الانقسام وارهقها قرارات عباس يجب ان تأتلف كل القوى من اجل مواجهتها والا انتم شركاء في ذبح شعبكم وتحت ذريعة اولا تنفيذ اتفاق القاهرة وجدة وغيره من الاتفاقيات هي نفس الذرائع والحجج والمبررات لرئيس اليمين الرجعي في السلطة .
التيار الاصلاحي في فتح والقيادي محمد دحلان ولو نظرنا وكما انتم تنظرون لمصالحكم فقط يخرج خاسرا على المستوى الشخصي ولكن دحلان وتياره تيار الاصلاح في فتح هم جنود وطنيون لبو نداء المرحلة وخطورتها سواء على شعبنا في غزة او في الضفة وخطورة سلوكيات تلك القيادة وجموحها التعذيبي للشعب ، وهو تيار يريد ان يملاء ما تقدم من فراغ وطني انتم تركتموه كما تركه غيركم ، فالاجدر بكم ان تقفوا موقفا وطنيا لصالح شعبكم المعذب في غزة ، وهل ما زلتم تأملون خيرا في ترهات ومغامرات اليمين الرجعي في المقاطعة ..... احوالكم فعلا صعبة ومدانة .
مشاركتكم في لجنة التكافل الانسانية في القطاع هي بارقة امل وحدوية وطنية جامعة مع التيار الاصلاحي ومع حماس والجهاد وكل المركب الوطني اما ان تصبحوا الكم المعطل لمصالح شعبكم المحاصر لكي يرفع الريات البيضاء للتنسيق الامني وغزوات المستوطنين فانتم قد هربتم للأمام في هذا المستنقع من متغاضي وممرر لرغبات اليمين الى المشارك الفعلي في المهزلة ونوات الحقد التي يمارسها رئيس السلطة كرئيس لليمين الرجعي ورئيس الان للثورة المضادة على فتح.