أديب إسرائيلي، ذو الوجهين!

توفيق أبو شومر.jpg
حجم الخط

تعود جذوره لأصولٍ مغربية، تجاوز عمرُه الثمانين عاما، عُيِّن أستاذا في هارفارد، وشيكاغو، وبرنستون، حاصل على جائزة إسرائيل في الآداب، ومرشح لنوبل.
كتب إحدى عشرة رواية، وعددا آخر من القصص القصيرة.
من أنصار حركة السلام، وفي الوقت نفسه برَّر ما ارتكبتْه إسرائيل من مجازر في عملية الرصاص المصبوب 2008 في غزة.
هو بالإضافة إلى ذلك جندي مظلات في خمسينيات القرن الماضي.
يعرفه الأدباء الفلسطينيون بوجهين،  الوجه الأول كنصيرٍ من أنصار السلام، والوجه الثاني كشخصية مكارثية، يدافع بشراسة عن إسرائيل.
أوردتْ رئيس تحرير مجلة مشارف الأدبية، السيدة، سهام داود جزءا من مكارثيته، مع المبدع، محمود درويش، بعد أن التقاه لقاءً قصيرا، بعد ندوته في حيفا تموز 2007، فهو لم يكتفِ باللقاء، بل طاردَ الشاعرَ، محمود درويش بعد اللقاء، ليسألَه سؤالا غير بريء:
هل تشعر يا محمود أنك في بيتك؟
رد عليه محمود: نعم أشعرُ مثل صاحب البيت!
هذا الأديب هو ابراهام يهوشوع ( ا.ب. يهوشوع) المولود عام 1937.
قال في آخر مقابلاته مع راديو الجيش 30-7-2017  معقبا على أحداث هبة الأقصى:
«يجب أن نحترم مركز عبادة الآخرين، (نحن الإسرائيليين مسؤولون عن الأديان الثلاثة) فالمسجد مقدسٌ للمسلمين، كُنسُنا منتشرة في كل أنحاء العالم، كان بن غوريون حكيما حين أسكن المهاجرين الأولين في صحراء النقب، وليس في أماكن العبادة».
قال أيضا في اللقاء نفسه: «المأساة أن أكثر اليهود ما يزالون يعيشون في الدياسبورا، ولم يؤمنوا بأن هذه الأرض لهم، فاليهود لا يعرفون معنى (الوطن الأم)! نصف اليهود لا يفكرون في العودة إلى إسرائيل، فيهود الدياسبورا يغيرون جنسياتهم، كما يغيرون معاطفهم، هم بولنديون تارة، وروس تارة أخرى، واليوم هم بريطانيون، وأميركيون، وسيأتي اليوم الذي يصبحون فيه صينيين، وسنغافوريين!»
قال أيضا عن الفلسطينيين:
«الفلسطينيون يعيشون مرحلة جنون، مثل الألمان في العهد النازي، فهم ليسوا أول الشعوب التي سبَّب لها اليهودُ الجنونَ»!!
كان من أصدقاء الروائي الفلسطيني، أنطون شماس، مؤلف رواية ( أرابيسك) التي كتبت باللغة العبرية، هذه الرواية من أكثر الروايات شهرة، وبيعا في العالم.
التقى، يهوشوع في مقابلة له في صحيفة نيويورك تايمز 18-9-1988  مع الأديب، أنطون شماس، حول رواية أربيسك.
أنكر، ا.ب. يهوشوع أن تكون هذه الرواية ( إسرائيلية) وفق رؤية كاتبها، لأن جنسيتَه  فلسطينية!!
 اعتبرها رواية فلسطينية باللغة العبرية الفُصحى! بناء على التمييز الإثني والعرقي، لا الأدبي!
قال شماس: «إسرائيل نشأت كدولة يهودية، لذا، فمن وجهة نظري، لن أتمكن من البقاء هنا في الأرض التي ولدتُ فيها».
قال ا.ب. يهوشوع، المُصنَّف في كثيرٍ من الأوساط الأدبية، بأنه أديبٌ يساريٌ، ديمقراطي، قال لأنطون شماس، فيما بعد:
«إذا لم تعجبْكَ الحياةُ هنا، ابحثْ لك عن موطنٍ آخر!»!